عندما تجف شفتي ذاك الرجل
. . وتنهش الأفكار التعيسة رأسه
ويستوطن الحزن صدره ويهرب البياض من حوله
ويهرب كل شيء منه ..
ويقف حتى ظله .. ضده
ويسقط كل شيء من ذاكرته
. . إلا ذكريات الشتاء القاسية
فـ هو رجل حزين
.
.
في زاوية أقسم النور ألا ينتهك حرمتها
وهدوء يذكره بالمقابر وأرواح طاهرة ترقد تحت التراب
أطلق العنان لـ مخيلته , ليلعق ذكرياته المبتورة وأمانيه المنكسرة
فبكى كالطفل حتى ذابت ملامحه اليابسة
ونظر إلى السماء , وتمتم
نصف أنثى ..
لم أكن أطمع بأكثر من نصف أنثى
فأنا جائع لـأشيائي التي أفتقدها حقاً
وربما أنني جائع لسماع صوتي الواقف
بين حنجرتي وشفتي أو لسماع الأصوات الساكنة داخلي
فأنا لم أكن بحاجة لـ عائلة أو صديق أو حبيب فقط
بل بحاجة لـ من ينفث في جسدي الروح من جديد
و يزيح الركام الأسود المستوطن ذاكرتي
ويفتش معي ..
عن بقايا أحلامي العالقة بين السماء والأرض ..
ويمسك بيدي لنصنع من جبال الحب
تمثالاُ ومن نجوم الليل أنغاماً
ومن صوت المطر أغنية
تضاهي عذوبة طلال مداح
و سلطنة فيروز , وحزن نجاة الصغيرة
وأمل فريد الأطرش , عندما غنى
( الحياة حلوة بس نفهمها )