مرحباااا
وهذه المشاركة اتمنى ان تعجبكم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم
في البصرة جامع الامام علي علية السلام الذي يطلق علية جامع خطوة الامام الذي يقع بالقرب من قضاء الزبير غربي البصرة, يعد ثاني مسجد بني في الاسلام بعد المسجد النبوي الشريف, وعدته بعض الروايات التاريخية من بين افضل اربعة مساجد وهي
المسجد الحرام والمسجد
النبوي ومسجد البصرة
ومسجد الكوفة.
وعن تاسيس هذا الجامع تقول الروايات التاريخية المعتمدة, ان عتبة بن غزوان والمقاتلين المرافقين له قد ارسى دعائم المسجد حالما حصلت موافقة عمر بن الخطاب, حيث اختير له مكان وسط تحيط به الاسواق, ويمر به الشارع الرئيس في المدينة, وبني بجانبه دار الامارة والسجن والديوان وحمام الى الامراء من القصب, وضربوا الخيام والقباب والفساطيط مع بقية بيوتهم.
من ابرز المواقف المهمة في تاريخ المسجد, هو مرور الامام علي عليه السلام الى هذا الجامع, وخطب فيه, وصلى فيه صلاة جماعة مع اصحابه, بعد واقعة الجمل, وقد عين الامام واليا على البصرة هو عبد الله بن عباس المعروف بفقهه والذي اخذ يلقي الدروس في الفقه والتفسير والاخبار في هذا املسجد, وقد تخرج على يدية كبار التابعين كالحسن البصري, وتشكلت في هذا المسجد الشريف نواة مدارس الفقه والتفسير والاخبار والكلام بالاضافة الى حلقات الدرس وكانت تعقد فيها مناظرات لايجاد اتجاهات فكرية جديدة.
وقد شهد المسجد اكبر توسع في ولاية محمد بن سليمان العباسي سنة 160 هجرية ايام الخليفة العباسي المهدي حيث بلغ عدد المصلين عشرين الفا فامر المهدي بتوسيع المسجد وذلك بشراء الدور والاراضي المحيطة به.
ووصف ابن بطوطه الجامع اثناء رحلته عام 727 هجرية قائلا "كنت قد رايت عند قدومي على نحو ميلين بناءا عاليا مثل الصحن فسالت عنه فقيل هو مسجد الامام علي عليه السلام وكانت له سبع ماذن ومفروش بالحصاء الملونه وكانت للمسجد ثمانية عشر بابا وكل باب له درجه خارجية وله اسمه الخاص مثل باب بني تميم وباب بني سليم وباب الرحبه وباب الاصفهاني وباب عثمان
وكان ينار ليلا بالقناديل المربوطه بالسلاسل والمسترة بالزجاج واغطية الخشب وله قيم خاص لاشعالها وتصليحها اضافة الى وجود المقصورة وهي غرفة لصلاة الوالي والمنبر وصهاريج للوضوء والمعروفه "بطست الجامع" الواقعه خارجه ومطلية بالقار ,وتثبت بالجدران الخارجية الاف الحلقات التي تستخدم كمرابط للخيل.
ولم يبق الان من الجامع ذي المنارات السيع واكبر جامع في الاسلام أي اثر غير برج يسمى محليا برج السندباد ويقع في منتصف الطريق بين البصرة والزبير.
اليوم, الجامع تحول الى مزار تهفو اليه قلوب الاف المسلمين من فقراء الجنوب وخصوصا الذين لم يتمكنوا من زيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف في اغلب
المناسبات الدينية ومن ابرزها واقعة كربلاء ووفاة الرسول واستشهاد الامام علي وولادة الامام المهدي المنتظر عج
وغيرها من المناسبات الدينية, حيث صار الجامع ملاذهم ومزارهم الذي يتوجهون اليه احيانا مشيا على الاقدام من البصرة وحتى من بعض المحافظات الجنوبية.
يقول علي سوادي من سكنة البصرة "انا وعائلتي تعودنا ان نزور الجامع في جميع المناسبات الدينية وهذا جزء من ولاءنا لال البيت وتقربا الى الله سبحانه وتعالى".
وقالت الحاجة ام علي "عليّ نذر ان امشي سيرا على الاقدام من منطقتنا في الحيانية التي تبعد 10كم عن الجامع في يوم عاشوراء ويوم استشهاد الامام علي وانذر ما تيسر لي واطلب منه مرادي تشاركني بناتي في هذه المهمة الايمانية".
سدخان حيدر قائلا "انا اقوم في جميع المناسبات التي يتوافد فيها الناس على الجامع بتوزيع الماء والشاي والكعك مجانا للزائرين, وهذه المهمة اقوم بها انا واولادي منذ عدة سنوات".
نعم هنا تهادت خطى الامام عليه السلام وباركت التراب بالقيم العلوية وحملت معها عبق الرسالة الاسلامية العظيمة وعبق النبوة وفجر الدعوة المحمدية الخالدة.
. وهذه الخطوة المباركة هي الاثر الشاخص الذي يرمز الى اللقاء التاريخي والحضور البهي الذي تباركت به البصرة...