مدارات الاحداث
جعفر الصدر : رفضت دخول حزب الدعوة.. ومستعد لتنفيذ رؤيتي لمستقبل العراق
تاريخ النشر 04/05/2010 07:00 am
بغداد (ليزا سلي) : قد يكون القادم الجديد جعفر الصدر الذي ينحدر من عائلة دينية شيعية محترمة، هو البديل لشغل منصب رئيس الوزراء. وهو من بين كل المرشحين قد يكون ورقة الرهان لشغل هذا المنصب في الحكومة العراقية القادمة. وبروزه لرئاسة الوزارة لعل سببه افتقاره تقريبا للخبرة السياسية المكتملة.
وجعفر الصدر البالغ من العمر اربعين عاما انفق عمره طالبا في بغداد والنجف وفي المدينة الايرانية قم، حيث تابع هناك دراساته الدينية على يد آيات الله. ودرس مؤخرا في بيروت وبات قريبا من نيل درجة بكالوريوس في الاجتماع والانثربولوجي (علم الاجناس البشرية).
لكن ارث الصدر يرفعه لمقام الارستقراطية، على الاقل وفقا للمعايير الاسلامية الشيعية العراقية. فهو الابن الوحيد لاية الله العظمى المبجل محمد باقر الصدر الذي تم اعدامه من قبل صدام حسين في عام 1980 والذي توجد صوره الكبيرة في كل لوحات الاعلانات في مناطق الشيعة في العراق. وهو ابن عم وصهر الزعيم الراديكالي الشيعي مقتدى الصدر الذي تحظى اوامره بالقبول الواسع في اوساط فقراء الشيعة.
وكان نسب جعفر الصدر يكفي لوحده ليضمن حصوله على اعلى نسبة اصوات بعد المالكي عندما ترشح على لائحة دولة القانون وان كان الفارق بينهما كبيرا، ما ضمن له مقعدا في البرلمان. وقد جاء ثانيا في الاستفتاء العام الذي امر به مقتدى الصدر بين مؤيديه لشغل منصب رئيس الوزراء. ووسط المشاحنات السياسية والقضائية التي تحيط بالانتخابات دون التوصل الى نتيجة، فان من المستحيل التنبؤ بمن سيقود الحكومة المقبلة. فالسيد اياد علاوي الذي فازت قائمته باكثرية المقاعد وان لم يفز بالاغلبية البرلمانية يدعي ان له الحق بتشكيل الحكومة الجديدة. في حين ان رئيس الوزراء نوري المالكي اكد بوضوح انه مصمم على القتال للبقاء في منصبه. لكن الكثير من الدبلوماسيين والمحللين يشكون ان يحصل اي واحد من الرجلين على رئاسة الوزارة، وان شخصا غير معروف نسبيا قد يظهر ليمثل تسوية.
وجعفرالصدر مهيأ بشكل كبير ليلعب هذا الدور. ان كونه شابا ومفتقرا للخبرة قد يحسبان ضده، لكنه في الوقت نفسه لم تتوفر من مناسبة ليكون له اعداء على خلاف بقية السياسيين الاخرين. ان عدم الرغبة بالمالكي هو ما يشكل العقبة بوجه خلق تحالف شيعي كبير يحد من طموحات علاوي. واذا اجبر المالكي على التنحي جانبا “فان جعفر الصدر بوصفه عضوا في لائحة المالكي سيكون حقا منافسا قويا محتملا”، كما تقول مارينا اوتاوي مديرة برنامج الشرق الاوسط في معهد كارينجي للسلام العالمي.
وتضيف مارينا “رغم ان جعفر الصدر شخص غير معروف، فانه ينحدر من عائلة ليست غامضة، فهو سيجلب اسم عائلته معه وذلك يمكّنه من الحصول على دعم المؤسسة الشيعية الحالية وكذلك دعم الصدريين”. ولايعتبر السيد مقتدى الصدر، الذي انسحب من الاضواء السياسية في عام 2007 ليدرس ويكون آية الله، منافسا سياسيا لجعفر الصدر. والسيد جعفر الصدر على الرغم من موروثه العائلي فانه يقول انه ليس اسلاميا وهي نقطة كان متحمسا للتشديد عليها اثناء مقابلته في بيته بحي الكاظمية. وجه مفعم بالنشاط وموهبة متبدية في عوينات طبية يرتديها. لقد طرح السيد عباءة رجل الدين عندما انهى دراسته الدينية في ايران عام 2005. وارتدى سترة زرقاء وقميصا مخططا حتى انك لتحسبه قد جاء من مكان الجالية الدبلوماسية المحتجبة في المنطقة الخضراء على الجانب الاخر من المدينة.
ويقول الصدر انه انضم الى لائحة دولة القانون لأنه أَحب ارضيتها غير الطائفية وتأكيدها على حكم القانون. لكنه رفض الانضمام الى حزب الدعوة الاسلامي الذي اسسه والده الصدر لأنه لايتفق مع فكرته. ويقول الصدر انه في الحقيقة وبعد سنوات من دراسة الاسلام اقتنع ان السياسة والدين لايمتزجان. وعلى الرغم من ان اباه هو من صاغ العقيدة التي شكلت تفكير زعيم ايران الثوري آية الله روح الله الخميني، فانه لايشاركه وجهات نظره. ويقول جعفر الصدر “اعتقد ان السيد محمد باقر الصدر لو كان هنا اليوم فانه سيغير افكاره عندما تواجهه متطلبات الحقيقة، وليس من الممكن التجمد على افكار يتم اعتبارها جزءا من التاريخ”. ويضيف الصدر “بالاحرى انه يعتبر نفسه معتدلا ويود ان يرى دولة العراق وقد تشكلت على ماتشكلت عليه بريطانيا والولايات المتحدة من تأكيدها على الحريات الفردية والتعددية”. وعلى الرغم من انه انفق سنوات عديدة في المنفى في ايران فانه “يعتقد ان على العراق ان يحافظ على علاقات استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة بالاضافة على العلاقات الوثيقة مع ايران”.
وجعفر الصدر لايشارك ابن عمه وجهات نظره السياسية خصوصا استعمال العنف لنيل الاهداف السياسية.
ويظل السيد مقتدى الصدر زوج اخت جعفر، في بيت الصدر في قم اثناء دراسته هناك. وكانوا يلتقون هناك بانتظام ويختصمون بسبب انضمام جعفر الصدر لقائمة المالكي المنافس الرئيسي لكتلة الصدر.
ولكنهما تصالحا منذ ذلك الحين وسيكون لدعم حركة ابن عمه مقتدى اثر حاسم لجعفر الصدر في تولي منصب رئيس الوزراء. ولم يقيّم جعفر الصدر فرص حصوله على منصب رئيس الوزراء ويقول بان ما من كتلة سياسية تقدمت اليه وانه لم ينخرط في اية مفاوضات. لكن اذا دق بندول الساعة فانه سيهتم بالمنصب.
ويقول “انا لدي رؤية للبلاد وانا مستعد لتحقيقها، ولن اتردد في اداء اي خدمة تضع بلادنا في الطريق الصحيح”.
ترجمة - عبد علي سلمان
عن صحيفة لوس انجلس تايمز الاميركية