صنع برشلونة مجداً له بعد أن تغلب مرة أخرى على ريال مدريد في سانتياجو بيرنابيو بثلاثة أهداف لهدف.. حيث قلب تأخره بهدف مبكر لكريم بنزيمة، إلى فوز كبير بحصة ثلاثة أهداف لهدف في الكلاسيكو الذي جمعهما ضمن الجولة السادسة عشر من الدوري الإسباني لكرة القدم.
اقرأ أيضاً
ربما فوز برشلونة سيكون مفاجئاً للجميع أكثر مما قد يتفاجئون من فوز ريال مدريد في الكلاسيكو، و هذا يعود إلى النتائج التي حصدها الفريقان حتى الآن في الليجا و دوري أبطال أوروبا، و القوة التي أبانا عنها منذ بداية الموسم الحالي، حيث يحظى ريال مدريد بأفضلية كبيرة، حتى بعد خسارته الكلاسيكو أمام برشلونة، إذ من الممكن أن يبتعد عن منافسه المباشر بثلاث نقاط كاملة قبل نهاية العام الحالي في حال فوزه على إشبيلية في الجولة القادمة من منافسات الدوري.
لعل هذه النتيجة المفاجئة التي إنتهى عليها كلاسيكو البيرنابيو يوم السبت الماضي، و التي يمكن إعتبارها شيئاً عادياً بسبب التفوق الواضح لبرشلونة في الكلاسيكيات خلال السنوات الأخيرة، يمكن تفسيرها من خلال النقاط العشرين التالية :
الخوف من برشلونة و شعور اللاعبين بالعقدة عند حلول مباريات الكلاسيكو.. حيث من الصعب التخلص من هذه الأزمة النفسية إلا إن لعبت جميع الظروف لصالح ريال مدريد.
التراجع وقت السيطرة، حيث كان بإمكان ريال مدريد حسم اللقاء في دقائقه الأولى لو إستغل إرتباك دفاع برشلونة و ضغط عليه أكثر لتسجيل المزيد من الأهداف.
التباطؤ في تنفيذ الهجمات المرتدة، حيث كان من المناسب لو إستغل ريال مدريد سرعته على الأطراف لكنه إصطدم ببطء شديد في نقل الكرات من الوسط إلى دي ماريا و كرستيانو رونالدو.
ظهور كرستيانو رونالدو بمستوى باهت، و هذا ما يثير التساؤلات حول حاجة ريال مدريد إلى هذا اللاعب الكبير في المباريات الحاسمة، لا سيما عند مواجهة برشلونة في الكلاسيكو.
خسارة معركة الوسط، لأن تشابي ألونسو كان القائد الذي عوّل عليه مورينيو لضبط إيقاع المباراة، ليكون التيرمومتر و السبب الرئيسي في منع برشلونة من الاستحواذ على الكرة، لكنه خيّب آماله.
عدم الإستفادة من جهود بنزيمة الذي ظهر بمستوى كبير جداً منذ البداية، و لولا عدم حصوله على فرص جيدة أخرى للتسجيل أمام المرمى، لما أنهى اللقاء دون إضافة المزيد من الأهداف.
حرق الأوراق الرابحة و عدم فعالة التغييرات، حيث بدا من الواضح منذ بداية اللقاء أن مورينيو عازم على اللعب من أجل الشوط الأول و حسمه لصالحه، لكنه تفاجأ بشدة و خسر في النهاية.
الإستسلام و الإرتباك عند تلقي هدف، إذ لُوحظ تراخٍ كبير في صفوف ريال مدريد بعد تلقيه هدف التعادل، كما أن الهدف الثاني نزل كقطعة ثلج على صدور اللاعبين.. فإنتهت المباراة!
ترك الإستحواذ على الكرة لبرشلونة و ذلك يعود إلى عدم محاولة فريق جوزيه مورينيو مجاراة البارسا في إيقاعه، و يمكن إعتبار ذلك أمراً عادياً.
قلة المخزون البدني عند بعض اللاعبين مما أدى إلى خسارة ريال مدريد العديد من المعارك، خاصةً على الجهتين اليسرى و اليمنى من خط دفاعه...
تفوق جوارديولا على مورينيو من الناحية التكتيكية، إذ بدا من الواضح أن تموضع لاعبي برشلونة و توزيعهم على أرضية الملعب أفضل بكثير من الريال، الذي عانى من العشوائية في الكثير من الأحيان.
عدم إسترداد الكرة في وقت جيد بسبب فشل تشابي ألونسو و لاسانا ديارا -و حتى سامي خضيرة عند دخوله- في إيقاف تقدم إنييستا و تشافي، حيث كان من السهل عليهما تخطى منتصف الملعب.
فتح المساحات لميسي و إليكسيس، مما أدى إلى تزايد الخطر على مرمى إيكر كاسياس و تضاعف إمكانية الإختراق من الأطراف و العمق، حيث يجيد اللاعبان المراوغة و الحفاظ على الكرة.
عدم عودة اللاعبين لمساندة الدفاع، بإستثناء بنزيمة و دي ماريا في بعض الحالات، و لهذا خسر ريال مدريد الكثافة العددية و سمح لبرشلونة بالتقدم إلى الهجوم دون مشاكل.
تباعد كبير بين خطي الوسط و الدفاع و هذا ما ترك مساحات فارغة لليونيل ميسي لإستلام الكرة و التقابل مع بيبي و راموس وجهاً لوجه، و من هذه الحالة جاء الهدف الأول الذي سجله سانشيز.
قوة و جدية برشلونة في المباريات الكبيرة، إذ لم يتوقف و لعب المباراة بهدوء كبير، على الرغم من تلقيه هدف مبكر، كان من المفروض أن يجعله مرتبكاً طوال اللقاء و يدفعه إلى الخسارة و الإستسلام.
ضعف شخصية ريال مدريد في الكلاسيكيات في السنوات الأخيرة، حيث مايزال في حاجة إلى المزيد من الوقت لتجاوز برشلونة و تخطي شخصية هذا الأخير و عقليته المميزة.
إضاعة الفرص يؤدي إلى الخسارة، إذ مباشرةً بعد أن أهدر كرستيانو رونالدو فرصة الهدف الثاني و حسم اللقاء لصالح ريال مدريد، شنّ برشلونة هجوماً مرتداً، سجل منه هدف التعادل.
التأثر بالضغوطات، حيث تحول الضغط بالكامل بعد هدف بنزيمة إلى ريال مدريد فخسر اللقاء في النهاية، بينما في الحقيقة، برشلونة لا يتأثر كثيراً بالضغوطات بل هي التي تزيد من قوته!
سيناريو المباراة، و هو أهم سبب دفع برشلونة إلى تأكيد قوته و تفوقه بعد تأخره في النتيجة، و ساهم بشكل كبير في إستسلام ريال مدريد في النهاية و تقبله الخسارة بروح عالية.