مـــن وحي كربــلاء
المهندس وحيد شلال
ياناعسَ الـطرفِ إنَّ الطرفَ مُـتـَّهَـمُ
أشـفـَّـهُ الـوجـدُ امْ اضـنـى بـه ِسـقــمُ
أمْ بــانَ عــنـهُ حـبـيـبٌ كـانَ يؤنـسُـهُ
بـانـَتْ بـِفـُـرْقـَـتِـه ِالأطـيـابُ والنِـعَـمُ
هـفـا لـك ِالـقـلبُ يـا دارَ الـحبـيب إذا
مَـرَّالـنـسـيـم ُعـلـى مـغـناك ِيـبـتـسـمُ
فـما مـلـكتُ زمـامَ الـدمـع ِمُـنـهـمــراً
حـتى تـوهَّــجَ بـالـدمـع ِالـسـخـين ِدمُ
وقـيـلَ لـي قـد عـثـا دهــرٌ بــدارهـُـمُ
وفـرَّقَ الـبـينُ شـمـلا ً لـيـس يـلـتـَـئِـمُ
فــَـرحْـتُ أفــزعُ لـلآمـــال ِ كــاذبـــة ً
ان لاتـصــدّقَ أذنــي مـــا رواهُ فــــمُ
نـذرٌ عـليَّ لإن عــاد الـــزمان بــكـم
فـلأمــسحـنَّ بـخدّي مـا وطـا الـقــدمُ
واشعـلُ الـعـشرَ شمعـاً فـي قـدومكمُ
واحـسـبُ النارَبـرداً وهي تـضطـرمُ
لاتـعـذلـونـي إذا هــامَ الـفـؤاد بـِـهـمْ
في حـبّـةِ القلـبِ مـن تـذكـارهـمْ ألـَـمُ
أبـنـاء بـنـت رســـول الله هــاديــنــا
بـحـبـلهـم بـعـد حـبـل الله نــعـتـصـمُ
إن قـيـل يومـا مـن ألابــرارقــائدهـم ؟
أجابَ جبريلُ من عـرش السماء هُـمُ
زَمّـَتْ بـهـم إبــلٌ حـــيرى كـأن لـهـا
فـي عـتمـةِ الليـل من آهـاتـنـا لـُجُــمُ
نـاديـتُ ياهـذا حريــم الـلـهِ في فـزع ٍ
أيـن الحـسـينُ واين الطـفـلُ والعـلمُ ؟
بل اين عباس حامي الضعن صولته ؟
في حـومةِ الحرب ِلـيثٌ ليسَ يُـقـتـَحمُ
فــمـا أجــابــوا ولا ردّوا الــنــداءَ ولا
تـَمَـهّـلـوا الـسـيرَ أو ألـوَتْ بـِهـمْ قَـَـدَمُ
تلكَ الـضعائنُ ارضُ الشـام ِ وجّهَتـُها
إلـى أمـيّـة َ وهــي الخَـصـمُ والـحـكـمُ
رأيـتُ بـالعـين ِ بَــلْ يـالـيـتها عَـميَـتْ
طـفـل َالحـسين ِوقـدْ أودى بـه ِالـسـقـمُ
رأيــتُ زيـنـبَ وألأطـفـالَ أفـْـزَعَــهُـمْ
رأسَ الحسين ِوفـوقَ الـرمح ِ يُـخْـتـَرَمُ
جــرى الــدمــعُ مِــدْراراً يـؤَلــّـمُـنـِـي
هـلْ يـنـفـعُ الـدمعُ بـلْ هل ينفـعُ الالـمُ ؟
اُعـالـجُ الــدمــعَ لاشِـــعْـراً اُعــالـجُـهُ
ياأبـنَ الـبتول ِوهـل يوفي لـكَ الـقـلـمُ ؟
وقـفـتَ لـلحــق ِ لـيـثـا ً لاتـُـزعـزعـهُ
تـلـكَ الـجـحـافــلُ والاوبـاشُ والخــدمُ
وقـفتَ فـيهـمْ خطيـبـا ً نـاصحاً لـَسِــنا ً
صــوتُ الـنـبـوّة ِ بــالارجـاءِ يـحـتـدمُ
هــذا أبـــوك َ عــلــيّ ٌ فـي بـطـولتِــهِ
دانـتْْلـصـولـتِــهِ الأعرابُ والعَـجَـمُ
وجـدُّك المـصطـفـى الهادي يُـنارُ بـهِ
دربُ الـصراطِ لـتـمشي خلـفـَهُ الأمـمُ
وأمُّـكَ الــفـاطِـمُ الــزهــراءُ دمعـتـُهـا
تـبقى على الدّهـر ِ بالآهاتِ تـَضطرمُ
تـُسائـِلُ الجمعَ هل في الأرض ِبـينـكـمُ
إبــنٌ لــبنـت ِ نــبـيّ ٍ كــفـُّـهُُُ الـــكـــرمُ
مـــاذا تــقـولـونَ للـــزهــراءِ بـاكــيـة ً
وقـلـبُ رســولُ الله ِ من افعالكمْ كَـَـلـِمُ
وقـفـتَ فـيهــمْ واجـسـاداً مـُضـرّجـــة ً
مـن آلـِكَ الـغـُـرِّ فـوق الارض ِ تنتظمُ
لـمْ تـُـثـْن ِ عَـزمـَكَ اجـســادٌ مُـضرّجة ٌ
انـتَ البـليـغُ وانـتَ الـحـازمُ الـضَـر ِمُ
ماراعـكَ الـجـمـعُ لابــلْ أنـتَ قـاحِـمُهُ
فـليخْـسَأ الجمعُ بـل فلـتـخـسـأ ُ الـبُـهُـمُ
عـيني عـلـيـكَ أبــا ألأحـرار دامـعــة ٌ
ابـكــي عــلــيـك وقـلـبـي مـِلـؤُه ُ ألـم ُ
آلُ الـنـبيّ ِوقــــلـبـي الـيـومَ يُنـْـبـِؤُنـِي
وهـي الـحـقـيــقـة ُلا كـَـذْبٌ ولا تـُـهَـمُ
اهـــلُ الـعــراق ِ بــراءٌ مـن دِمـائـكُـمُ
هــذي الفـِعـالُ لـبـدو ٍ مـالـهـُـمْ رَحِــم ُ
يـا أيـها البـدوَ قُ ســوآتِ أنـفـُسِـكـُـمْ
كالأمـسِ عـادتْ على اللذ ّاتِ تـَزّدحمُ
يـابــؤسَ فـلسـفـةٍ كـانـتْ ومـافـَـتِـئـتْ
تـُنـاصِبُ الـسـبـط َأحـقــادا ً وتـنـتـقـمُ
يـاعـُقـمَ فـَـلـسـفـةٍ سـاوت وعـن عَـمَـدٍ
بـين الحـســـيـن ِ وبـيـنَ البدو ِ تحتكمُ
يـابــؤسَ فـلســفـةٍ انـــي وقــفـتُ لـها
لألـــثـمَ الـصرحَ ولـهانــا ً واســتـلــمُ
وأنـشـقُ الـطيبَ من ارجاء ِ حضرته ِ
طـيـب الـشـمائـل فـي طـيـاتِها شَـمَـمُ
يـاتــُربـة َ الـطـفّ يـاحـمـراءَ قـانـيـة ً
اسـقـيـكِ دمـعي إذا لـم تـَسْقِـك ِالـدِيَـمُ
ياتـُربة َالطفِّ يـجـري فـي جـوانـبهـا
من كوثـر ِالخـُـلد ِ مـاءٌ دافـِـقٌ شَـبـِـمٌ
ياتـُربة َ الـطـفِّ ياجُرّحـاً يُـنـازعُـنِي
من قـَبل ِ ألـف ٍونـيـف ٍليـس يـَلْـتـَـئِـمُ
تمـضي السـنـون ُ واحزاني أُجـَدِدُهـا
فـي كـربـــلاءَ بـعـاشــوراءَ تـَحْـتـَدِمُ