أنا إنقلابْ
***
كلُّ ليلةٍ لستِ فيها سرابْ
وسؤالٌ حائرٌ يبحثُ عن جوابْ
نجومُها سوداءْ
أقمارُها خرساءْ
ساعاتُها الصَّمَّاءُ في حالِ اكتئابْ
وأنا فيها وحيدٌ
بلا أجوبةٍ على أسئلةٍ حولَ غيابْ
تعطّلَتْ آلةُ الحسابِ لديَّ
فتداخلَتِ الأرقامُ
وتغيَّرَتْ لُغةُ الحِسابْ
هي ليلةٌ أشطبُها من عُمْري
زيديني عُمْراً
وأعيدي لي يا سيدتي الصَّوابْ ؟
فالسرابُ أفقدني عقلي
أراني أجَلي
لكنَّ أمَلي بشَّرَني وأجابْ
بشَّرني أنَّكِ عائدةٌ هذه الليلة
وأنَّ الغيابَ مؤقتٌ
وأنَّ ما بعد الذهابِ إيابْ ؟
عودي إلى ديني
كتابُكِ في يميني
عاتِبيني
أنا لستُ ضِدَّ العِتابْ ؟
صدّقيني
فأنا لستُ ثرثاراً ؟
لستُ غدّاراً ؟
ولستُ مَنْ يضَعَ السُّمَّ في شرابْ ؟
ولستُ شرقِيّاً حجَريّاً ؟
ولستُ جلاّداً عربيّاً ؟
ولستُ شاعراً أُمِّيّاً ؟
أنا يا سيدتي
فلسفتُكِ الأخرى
جهتُكِ اليُسرى
أنا الإنقلابْ ؟
عروبتي هويّتي
لكنّها آدَميّة ؟
شرقيّتي سفينتي
لكنّها عالَمية ؟
وقصيدتي عقيدتي
لكنّها أُمَمِيّة ؟
أنا يا سيدتي رجلٌ
بلا حجابْ ؟
بلا نِقابْ ؟
أنا كتابْ ؟
وانا يا سيدتي الجميلة إنقلابْ ؟
*********
حسن رمضان