أيا ذكرى بسعدك فَاْسْعدينـا أزيلي الهـم عنـا و افرحينـا
لمولدِ مَنْ إليه الـروحُ هامـتْ ترفرفُ حولَـه حينًـا فحينـا
عليه ملائكُ الرحمـنِ صلًّـتْ بمحرابِ الخشـوعِ مكبِّرينـا
فحورُ العينِ في الجناتِ خـرَّتْ إلى الرحمنِ شكـرًا ساجدينـا
كأنِّي بالرسـولِ و مرتضـاهُ مَعَ ابنتـهِ البتـولِ مهللينـا
جميعُ الأنبياءِ أتَـوْا حشـودًا بباقـاتِ الزهـورِ مهنئيـنـا
بمولدِ مَنْ رضتْ عنهُ الأعادي فكيفَ رضاهُ عنـد الأقربينـا
***
عليٌ يا بنَ موسى يـا إمامـي شفيعُ ذنوبِ كـلِّ المذنبينـا
أتيتُ الشعرَ كي أمدحْكَ لكنْ هجاني الشعرُ هجوَ الغاضبينا !
نأى عنِّي و قالَ: أنـا صغيـرٌ بحـوري لا تمـسُ الأكبرينـا
فذاك إمامُـكَ الجبـارُ بحـرٌ و لَمْ أرَ في البحورِ لـهُ قرينـا
فإنْ يطمى أصيرُ بـه غريقًـا و إنْ جَزَرَتْ مِياهُ أصيرُ طينا !
و يَكْفي أنًّهُ إنْ قيـسَ فـردًا بكلِّ الناسِ مثله لـن يكونـا
و مِنْ إحسانِـه روّى قفـارًا فأضحتْ أجملُ الأرضينَ زينـا
ففي بركِ السباعِ و إنْ رمـوهُ تقبلُـه الأسـودُ مبصبصينـا
***
عليٌ يا بنَ موسى يـا إمامـي شفيعُ ذنوبِ كـلِّ المذنبينـا
ألا فأدرْ رحاكَ علـى ذنوبـي و كسِّرها و صيِّرهـا طحينـا
أتيتك و البياضُ بلـبِّ قلبـي تحمَّر من نـواه لكـم حنينـا
سمعتُ بما سمعتُ لكم كلامًـا و ترويـهِ الثقـاتُ محدثينـا
ألا مَنْ زارني عن بعـدِ ميـلٍ أكونُ لهُ إلى الخلـدِ الضمينـا
فكيفَ لنا الوصولُ إلى ثراكمْ ؟ و عنكمْ سيدي أسفًـا نأينـا
و لا نـدري إذا كنَّـا بيـومٍ لمشهدكـمْ إمامـي زائرينـا
فليتَ ضريحَك النوَّارَ سجـنٌ و ليتي كنتُ داخلـهُ سجينـا
كل عام وأنتم بخير