في شهر رمضان يزداد إقبال الناس على العديد من أنواع الفاكهة المجففة كالتمر، والزبيب، والمشمش المجفف وغيرها، كونها تحتوي على العديد من المواد التي يحتاجها الجسم لتعويض الكثير من العناصر الغذائية التي تنقصه خلال فترات الصيام الطويلة. تعتبر ثمار المشمش المجففة و المصنعة مثل قمر الدين من أكثر الفواكه المجففة التي يقبل عليها الصائمون في هذا الشهر الفضيل، وهي من المواد الغذائية الغنية بالمعادن كالبوتاسيوم والصوديوم والحديد والكالسيوم، كما أنها تحتوي على العديد من الفيتامينات ومضادات الأكسدة والألياف. إن عملية التجفيف التي تتعرض لها ثمار المشمش تحافظ على جميع المزايا والفوائد الموجودة في الثمرة الطازجة، بل إن العناصر الموجودة فيها تصبح أكثر تركيزاً، فيما عدا مستويات فيتامين ج والتي تتناقص بشكل طبيعي منذ قطف الثمرة. عند تحليل القيمة الغذائية لكل 100 غم من المشمش المجفف نجد أنها تحتوي على 348 سعرة حرارية مع 4.1 جم من البروتين و 58 جم كربوهيدرات مثل السكريات الطبيعية، سكر الفواكه، والجلوكوز، في حين أن محتوى الدهون فيها منخفض جداً لا يتجاوز 0.6 جم. عند الحديث عن المشمش المجفف فإننا نتحدث عن منجم من الفوائد، فبسبب سعراته الحرارية ومنسوب الدهون فإن المشمش المجفف يستخدم في الأنظمة الغذائية لزيادة الوزن من خلال الكتلة العضلية.
وأفادت الدراسات أن تناول ثلاث أنواع من الفواكه ومنها المشمش المجفف يومياً سوف تقلل من تآكل جزء من شبكية العين بنسبة 36 %، وهي الحالة التي تؤثر على حاسة البصر عند كبار السن والتي يمكن أن تؤدي إلى العمى. كما أن نسبة الألياف الموجودة في هذه الفاكهة المجففة تعتبر كافية لاستخدامها كملين لطيف، فعند تناولها تساعد على إعادة امتصاص المياه في القولون فتتضخم الألياف الموجودة لتساعد على التخفيف من الإمساك، بالإضافة إلى كونها مفيدة في عملية الهضم إذا تم تناولها بكميات قليلة قبل وجبة الطعام بسبب تأثيرها القلوي عندما يتم هضمها. تساهم الألياف الموجودة في المشمش المجفف واحتوائه على مادة البيتاكاروتين، في السيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم حيث تتحول إلى مادة غروية مثل الجل في القولون وتقوم بامتصاص الكوليسترول الغير مرغوب فيه LDL وبالتالي منعه من الدخول لمجرى الدم، وهذا يؤدي إلى انخفاض الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والسكتة الدماغية. وبسبب المستويات العالية من الحديد فإن للمشمش المجفف القدرة على المساعدة في علاج حالات فقر الدم الناتجة عن نقص الحديد، كما أنها تحتوي على مستويات عالية من مادة البوليفينول والأحماض الفينولية والتي ثبت أن لها خصائص مضادة للأكسدة بإمكانها أن تحد من إمكانية تطور بعض أنواع السرطان الأكثر شيوعاً مثل سرطان القولون.