من أهل الدار
Jeanne d'Arc
تاريخ التسجيل: January-2010
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
0
عالم فضاء عراقي: موقع (كورك) في السليمانية هو الأفضل عالميا للرصد التلسكوبي
Monday, december 12, 2011
وزير سابق يؤكد تحويل الأبحاث من التخصصات العسكرية إلى المدنية وتصنيع طائرة مسيرة رغم التخصيصات القليلة
عالم فضاء عراقي: موقع (كورك) في السليمانية هو الأفضل عالميا للرصد التلسكوبي
رائد الفضاء العراقي فريد لفتة خلال التدريبات على السباحة في الفضاء(خاص بـ"العالم")
بغداد - العالم
أكد عالم فضاء يخطط ليكون أول رائد فضاء عراقي، أن موقع "كورك" في السليمانية هو الأفضل عالميا للرصد التلسكوبي، وأن توفير مبلغ 200 مليون دولار لبناء مركز أبحاث فضاء جديد، ونصب تلسكوبات في الموقع، سيوفر للعراق مبالغ طائلة، فيما أكد وزير العلوم والتكنولوجيا السابق أن دراسة مستفيضة لتخصصات مركز أبحاث الفضاء، دفعتنا إلى تحويل تخصصه من الأبحاث العسكرية إلى المدنية، وأن فريقا من الباحثين العراقيين تمكنوا من صناعة طائرة مسيرة، على الرغم من التخصيصات القليلة والبنية التحتية المنهوبة والمتهالكة.
عالم الفضاء فريد لفتة، الذي تردد اسمه مؤخرا في أكثر من وسيلة إعلام، والتقاه عدد من المسؤولين العراقيين، يؤكد في حديث لـ "العالم" أن "لدى العراق مستلزمات وإمكانات علمية تؤهلنا لإعادة الحياة لقطاع علم الفضاء المهمل، فخبراتنا العلمية والمدربة بإمكانها تثبيت دعائم البنى التحتية لرائد الفضاء العراقي، ولدينا إمكانية مالية عظيمة ومواردنا البشرية هائلة"، موضحا أن "75 في المئة من سكان العراق هم تحت سن 25 سنة وهذه طاقة كبيرة، فضلا عن وجود مناخ اقتصادي وسياسي خرج من أزمة ويبحث عن بدايات جديدة، ولو باشرنا الآن سنثبت للجميع أن خطواتنا صحيحة".
ويضيف لفتة "الإشكالية التي تواجه تطور قطاع علم الفضاء في البلد، هي عدم التقاء المستلزمات التي بينتها أعلاه، في نقطة انطلاق واحدة، بسبب وجود أجزاء من هذه المنظومة خارج حدود البلد، والأجزاء الأخرى غير متفاهمة مع بعضها، ولم تتواصل على طاولة واحدة لوضع آلية بناء مؤسسة بهذه الأهمية".
ويتابع عالم الفضاء العراقي "بشكل مبسط، نحن بحاجة الى تحالف بين وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا والدفاع على الأقل، ويرتبط هذا التحالف بجهة عليا، للخروج بنتائج سريعة فيما يخص تطوير قطاع الفضاء في العراق، وتنبثق عنها مؤسسة بحثية تخصصية". ويمضي لفتة إلى القول "قبل 2003، كان لدينا مؤسسة بحثية متكاملة معنية بشؤون الفضاء، وكان لها تخصيص مالي مستقل، ورئيسها بدرجة وزير، أما الآن فهذه المؤسسة آلت الى قسم تابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا، ميزانيته هي نثرية أي قسم عادي، بالكاد تكفي لشراء الشاي والسكر للموظفين، وحين زرت القسم وجدت فطاحل علم الفضاء هناك، أمثال الأستاذ عامر نعوم".
ويواصل لفتة القول "للعراق خبراء كبار في علم الفضاء، وهناك اثنان منهم على الأقل مصنفان عالميا، هما الخبير عبد العظيم السبتي الموجود في لندن، والدكتور حميد مجول النعيمي؛ وهو الخبير الألمع في هذا المجال، وقد شغل سابقا منصب رئيس مركز بحوث الفضاء في العراق، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس جامعة الشارقة، ويعمل كذلك رئيسا للاتحاد العربي لعلوم الفضاء".
ويبين الباحث في علوم الفضاء أن "مثل هذه الشخصيات يجب استقطابها إلى الداخل، والاستفادة من خبراتها، فلهذين العالمين ثقلهما الدولي الذي يجعلهما محط أنظار وكالات الفضاء الأجنبية، وأعتقد أنه تم تأمين الاتصال بهما تمهيدا لعودتهما إلى البلاد، لكن الأهم هو أن يعود العلماء ليجدوا مراكز بحثية متكاملة، تمكنهم من استئناف أبحاثهم العلمية فيها".
ويلفت الباحث الفضائي إلى أن مجال أبحاث الفضاء "يحتاج إلى نحو 200 مليون دولار، لتحويل قسم علوم الفضاء إلى مركز عالمي لبحوث الفضاء، ليعتبر اللبنة الأساس لخططنا المتعلقة بدراسة أسرار الفضاء، وسنبدأ بأبحاث فيزياء الجو مثلا، بإرسال مناطيد ونصب تلسكوبات حديثة"، مشيرا إلى أن "التلسكوبات العراقية التي لم تتعرض للتدمير أو النهب، انتهى عمرها الافتراضي ولم تعد فعالة، إذ أن التلسكوبات معقدة جدا، وتحتاج إلى تحديث كل عامين".
ويؤكد لفتة أن "العراق يمتلك واحدا من أفضل 3 مواقع حول الأرض، وفي أبحاث الفضاء يكون موقع التلسكوب أهم من التلسكوب نفسه، ففضلا عن مواقع في تشيلي وإسبانيا، لدينا موقع منطقة (كورك) في محافظة السليمانية، ويعتبر هذا الموقع الأول عالميا، ولك أن تتصور أن يكون للعراق تلسكوبا هناك، حينها سنتحكم بالصور الفضائية جميعا، وهذا بحد ذاته ثروة الثروات، لكن الموقع الآن مستغل من شركة (كورك) للاتصالات، وتستخدمه في نصب معداتها الهندسية الأم، المتعلقة بخدمة الهاتف المحمول".
ويذهب لفتة القول "حين استضافني مسؤولون في وزارة العلوم والتكنولوجيا، لم يقدموا لي سوى قدح ماء، ولكني أقدّر موقفهم هذا، فمن المؤكد أن الوزارة لا تملك أموالا كافية في ميزانيتها لتخصصها لأبحاثي، لذا لا أعتب على أي جهة طالما أن العراق لا يملك مركزا بحثيا متخصصا بعلوم الفضاء، ولا أعلم إن تم تخصيص أموال لأبحاث الفضاء، ضمن موازنة 2012".
وينبه الباحث إلى أن "العراق يصرف مبالغ طائلة لشراء صور الأقمار الصناعية للأغراض العسكرية، وجزء من الحل في تخفيض هذه التكاليف يكمن في امتلاك منظومة أبحاث فضائية متكاملة، يمكنها توفير هذه الخدمات للوزارات الأمنية على سبيل المثال، وهذه الخطوة الاولى باتجاه عالم الفضاء".
وبشأن خططه للتحول إلى أول رائد فضاء عراقي، يذكر لفتة "ما أمتلكه هو الطموح والتدريب فقط، وسأصبح غير صالح للاستخدامات البحثية بعد 10 سنوات من الآن، فلرائد الفضاء عمر افتراضي، وهناك من يريد استقطابي خارج العراق، ولكن عندي أمل في أن حكومتي ستوفر لي ما أحتاج للنهوض بأبحاث الفضاء".
ويعلق وزير العلوم والتكنولوجيا السابق الدكتور رائد فهمي، على حديث عالم الفضاء لفتة بالقول إن "السبب الرئيس وراء توقف العمل في مركز أبحاث الفضاء، هو أن وجهة استخدامه تغيرت حاليا عما كانت عليه إبان النظام السابق، إذ كان مرتبطا بهيئة التصنيع العسكري، وكان الشغل الشاغل لموظفيه ومن يديره، هو صناعة الطائرات المسيرة، وبعض المشاريع ذات الإستراتيجيات العسكرية".
وأضاف فهمي، في حديث لـ "العالم" أمس، أن "التقييم الذي أجرته وزارة العلوم والتكنولوجيا، لمدى الاستفادة المتحققة من هذا المركز، كشف عن أن الإستراتيجيات العسكرية التي كان يوفرها لم تعد مطلوبة في وقتنا الحالي، لذا كان القرار يقضي بتغيير مهمات المركز أو القسم، من وجهته العسكرية إلى الوجهة المدنية المتعلقة بالطقس والاتصالات، مع الإبقاء على مشروع الطائرات المسيرة"، لافتا إلى أن "فريقا من الباحثين العراقيين من هذا المركز، نجح في إطلاق طائرة مسيرة من تصنيعه، ولكن لا نعلم ما مصير هذه التجربة، وهل من الممكن أن تستفيد وزارة الدفاع منها، وهذه هي معضلة الوزارة، في أن تجد من يستفيد من خدماتها العلمية".
ويكشف فهمي عن أن "الدوام في مركز أبحاث الفضاء لم يكن منتظما حتى العام 2008، وأغلب مواقع المركز الخارجية تقع في أماكن ساخنة، فضلا عن أنها منهوبة بالكامل، ولم يبدأ المركز عمله الحقيقي إلا العام 2010، بعد نقاشات مستفيضة، وبعد وضع خطة عمل ساهمت في وضعها كل الخبرات العلمية البشرية الموجودة في البلد".
ويضيف فهمي "لا نمتلك أي بنى تحتية تمكننا حاليا من ولوج عالم الفضاء؛ فالإمكانات العلمية والمادية غير متوفرة حتى اللحظة، ورغم أن تخصيصات وزارة العلوم على مدى عام كامل ضمن الموازنة لم يتعد 80 مليون دولار، إلا أن التخصيصات المالية في موضوع أبحاث الفضاء يعتبر مشكلة ثانوية، لأن المشكلة الرئيسية تكمن في ضعف قدرتنا على تنفيذ المشاريع العلمية، ومع غياب التخصصات العلمية وفقدان الوزارة عشرات العلماء والباحثين، لا يمكن الشروع في تنفيذ مشاريع بحثية أبدا".
ويعترف وزير العلوم السابق بأن "علماءنا المهمين يعيشون في الخارج ولن يعودوا الى البلاد، وعلينا أن نكون واقعيين ونفهم أوضاعهم الجديدة، ولكن علينا أن لا نقطع الصلة بهم وأن نتعاون معهم عن بعد، فهم عراقيون أولا وأخيرا، ويمكن الاستفادة من خبراتهم في رسم إستراتيجيات الوزارة، واستشارتهم في المشاريع العلمية التي تدخل حيز التنفيذ"، مؤكدا "حدوث اتصالات معهم في أكثر من ميدان، وطلبنا منهم إقامة دورات تدريبية لباحثينا، ولكن لا أعلم إن كان الاتصال مع العلماء العراقيين مستمر إلى الآن أم لا". |
رد مع اقتباس
