كان ومازال منشئ الديانة الايزيدية محل جدل واختلاف بين الباحثين والكتاب. وقد انتج هؤلاء العديد من النظريات والاراء التي تميزت بالتخبط والتناقض.[3] ويعود سبب ذلك لعوامل عدة. اولها حقيقة ان ماكتب عنهم قديما كان باقلام الغير الملمين عمليا باحوالهم ومعتقداتهم ومن غير المتعايشين شخصيا مع الايزيدية واعتمادهم على المرويات من القصص والاستماع الى الناس الذين يتناقلون الاساطير والحكايات عنهم بلا اسناد موثق. ثانيا هو انغلاق المجتمع الايزيدي وخوفهم من الاجانب والغرباء نتيجة الحروب والاضطهاد الذي مورس ضدهم الامر الذي جعلهم يحيطون ديانتهم بهالة من السرية والغموض.[3] يضاف الى كل هذا هو عدم وجود أسس مكتوبة لهذه االديانة حيث يحتفظ رجال الدين باصولهم الدينية بالحفظ الشفهي وبالتالي يكون العلم عدهم محفوظا في الصدور لا على الورق. [4]حسب الميثولوجيا الايزيدية فان الشعب الايزيدية ينحدر من سلالة خاصة تختلف عن بقية البشر، فهم ابناء ادم فقط وبقية البشر ابناء ادم وحواء. يرى الباحثون الايزيديون ان ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة التي كانت قائمة في بلاد مابين نهرين. حيث يقول الكاتب الايزيدي امين جيجو: "ان الاركان والركائز الاساسية للديانة الايزيدية تستمد من المعتقدات الدينية لبلاد مابين النهرين وخصوصا الديانة البابلية، والدين البابلي كما وصلنا في نصوص الالف الثالثة قبل الميلاد هو توليفة من العوامل السومرية وعبادات اخرى".[5] حيث يربط الازيديون ديانتهم مع الديانة المختصة بتبجيل الاله نابوالبابلي والذي كان يعبد في مدينة بورسيبا (برس نمرود) حيث معبده الرئيس المسمى "ايزيدا".[6] ويرون ان اسمهم قد أقتبس من اسم هذا المعبد. وتعود عبادة الاله نابو البابلية الى حوالي 1800 قبل الميلاد على اقل تقدير، حيث ان المعلومات التاريخية تشير الى ان المعبد قد تم اعادة بناءه وتجديده في حكم حمورابي.[7]ومع سقوط بابل على يد الجيوش الاخمينية بقيادة كورش الكبير، التي قدمت محملة بعقائد دينية والاله تختلف عن تلك التي كان يقدسها البابليين. فان شعب ايزيدا تعرض للاضطهاد والقمع واضطر للفرار الى المناطق النائية في شمال العراق الحالي لينجو بدينه من الاجانب الغزاة.[8][9]طاووس ملك هو الشخصية المحورية والأكثر شهرة في الديانة الايزيدية. يعتقد الايزيديون ان الله خلق من نوره سبعة ملائكة أوكل لها مهمة حكم الكون. كبير هؤلاء الملائكة السبعة هو طاووس ملك.
تشرح الميثولوجيا الايزيدية قصة ان الله قد أمر كل الملائكة بان يسجدوا لآدم، وكان القصد من وراء ذلك هو اختبار الملائكة، حيث كان الله قد أخذ عهداً من الملائكة السبعة بان لا يسجدوا لغيره. فسجدوا كلهم إلا طاووس ملك، أبى ولم يسجد، وعندما سأله الله لماذا لم تكن من الساجدين؟ قال: عندما خلقتنا أمرتنا يا ربنا أن لانسجد إلا لك، وأنا لم ولن أسجد لغير وجهك الكريم يا رب. هنا فاز طاووس ملك بالامتحان وقد كافئه الله بجعله أقرب المخلوقات إليه وأناط به حكم الكون. [14]هذه القصة شبيه جداً بتلك الواردة في الميثولوجيا الإسلامية والمسيحية واليهودية، لذا فقد تم تعريف طاووس ملك من قبل غير الايزيدية على انه الشيطان نفسه. [15][16][17] ومن هذا الاساس تم وصفهمبعبدة الشيطان.[18] يرفض الايزيدية هذا الوصف حيث انهم لا يؤمنون بوجود كائن شرير مثل الشيطان يعمل على توريط البشر واغوائهم وانما يعتقدون ان الشر هو نابع من الانسان نفسه. و انما طاووس ملك هو ملاك قد خلق من نور الله لذا فهو كائن خير و اي تشبيه له مع الشيطان الوارد في الديانات الاخرى انما هو اهانة لمقدساتهم.