مقام الزهراء عند الأنبياء
مقامها عند الأنبياء والنبي محمد أما عند الأنبياء فهذا ما يدل عليه الحديث المأثور عن أهل بيت العصمة الذي يقول : ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، حيث يظهر من هذا الحديث أن لها مقام سامي عند الأنبياء لأنه ما تكاملت نبوتهم حتى أقروا بمنزلتها ومقامها وفضلها ومحبتها ، واللطيف هنا إنما الإقرار يكون عند من له الحق على الآخرين ، وعليه يكون الأنبياء أقروا لله تعالى - لأنه هو صاحب الحق عليهم - بفضلها ومحبتها ، أما عند النبي فإن مقامها رفيع ولو أردنا أن نكتب عن مقامها عند الرسول لاحتجنا إلى مجلدات في هذا الأمر ولكن على ما يسعنا المقام نقول : إن مقامها يظهر من خلال أحاديث الرسول نفسه حيث تارة يقول فداك أبوك ومرة أخرى يقول لها أم أبيها ، وأخرى بضعة مني ولحمها لحمي ودمها دمي ولكن الأهم من هذا كله فإنها يكفي من مقامها ومنزلتها عند الرسول أنه قال في حقها : " من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله " . وأيضا قوله : " ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لأنك مني وأنا منك ، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبي ثم قال : " إلى الله أشكو ظالميك من أمتي " .