تفسير ومعنى صبغة الله من تفسير سورة البقرة -Quran interpretation
__________________________________________________ __________________________________________________ _________________
بسم الله الرحمن الرحيم
((صِبۡغَةَ اللّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ اللّهِ صِبۡغَةً وَنَحۡنُ لَهُ عَابِدونَ))
صدق الله العظيم
سورة البقرة اية 138
التفسير من كتاب المتشابه من القران هنالمحمد علي حسن الحلي ،(الطبعة اﻷولى – بيروت – لبنان – 1965)
(صِبْغَةَ اللّهِ ) الصبغ هو تحسين الشيء وتلوينه ، يقال صبغ ضرع الناقة ، يعني امتلأ لبناً وحسن منظره , ويقال أصبغ النخل يعني نضج بسره فحسن لونه ، ومن ذلك قول أمية
:في صِبغةِ اللهِ كانَ إذْ نسِيَ العهدَ ====== وخلّى الصوابَ إذْ عرَفا
فقول الشاعر " في صِبغةِ اللهِ كانَ " يعني كان في ريعان شبابه لَمّا نسِي العهدَ ، أي لَمّا صبغه الله بماء الشباب وحسّنه بِرَيعانِه . والآية معطوفة على ما تقدّم من قوله تعالى {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ..الخ} ، والتقدير : وقولوا إنّ الشريعة التي نحن عليها هي صبغة الله ، أي حسّنها الله لنا وزيّنها في قلوبنا حتّى هدانا لها ، ومِمّا يؤيّد هذا قوله تعالى في سورة الحجرات {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} . (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً ) أي لا أحد أحسن من الله صبغة (وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ ) أي وقولوا نحن لا نعبد سواه .
اراء المفسرين :تفسير ابن كثير
وقوله: ( صِبْغَةَ اللَّهِ ) قال الضحاك، عن ابن عباس:دين الله وكذا روي عن مجاهد، وأبي العالية، وعكرمة، وإبراهيم، والحسن، وقتادة، والضحاك، وعبد الله بن كثير، وعطية العوفي، والربيع بن أنس، والسدي، نحو ذلك.
وانتصاب ( صِبْغَةَ اللَّهِ ) إما على الإغراء كقوله فِطْرَتَ اللَّهِ [ الروم:30 ] أي:الزموا ذلك عليكموه. وقال بعضهم:بدل من قوله: مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ وقال سيبويه:هو مصدر مؤكد انتصب عن قوله: آمَنَّا بِاللَّهِ كقوله وَاعْبُدُوا اللَّهَ [ النساء:36 ] .
وقد ورد في حديث رواه ابن أبي حاتم وابن مَرْدُويه، من رواية أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس أن نبي الله قال: « إن بني إسرائيل قالوا:يا موسى، هل يَصْبُغ ربك؟ فقال:اتقوا الله. فناداه ربه:يا موسى، سألوك هل يَصْبُغ ربك؟ فقل:نعم، أنا أصبُغ الألوان:الأحمر والأبيض والأسود، والألوان كلها من صَبْغي » . وأنـزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ) .
كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعًا، وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوف، وهو أشبه، إن صح إسناده، والله أعلم .