"الحياة في العراق"
أرواحنا محمولةٌ على الخطرِ
وحياتنا مرهونةٌ لدى القَدَرِ
ما ندري إن خرجنا ما يحِلُّ بِنا
وما هو مخبوؤٌ لنا مِنَ الدهرِ
أنَغدو أحياءاً نعودُ لمسكنِنا
أم جمعُ أشلاءٍ صار منتشرِ
إن نسمع الإطلاق نحير بأمرهِ
أللحزن ذا أم للأعراس والبُشَرِ
أم تُطلَقُ الطلقات في محاربةٍ
في كلِ ذلك تراه مُنهمِرِ
أوضاعنا قد صارت في تيه العمى
ما عُدنا نعرف الفرح مِنَ الكَدَرِ
دموع مولودٍ وصرخاتٍ علت
لتجعل البيت مرِحاً ومزدهرِ
ودموع ثكلى بالحزنِ مقلتها
كالغيم يذبل من شِدّة المَطَرِ
قد غادر الماءُ من أنهارنا
وأصبح الدمُّ في أحواضها يجري
نهارنا يأتي والشمسُ كاسفةٌ
وليلُنا معتمٌ غيرُ ذي قمرِ
قد أكثر الإرهابُ قتلاً بيننا
ما بين مسمومٍ ومذبوحٍ ومُنفجِرِ
ضربوا المساجدَ ودمّروا كلّ البناء
حرموا البلاد من العِلمِ والفكرِ
قد هاجر الآلاف من جور العِدى
تركوا الديار تشكو من القفرِ
وآفةُ الإفقار قد عصفت بِنا
والنفطُ يسير بأرضنا كالبحرِ
خيراتنا من أرضنا منهوبةٌ
والشعبُ يشكو من شِدّةِ الفقرِ
قد مارس الكذّابُ فينا بدعةً
في بُرقُعِ الإسلامِ بات مُستترِ
الجهل قد أوقف لنا تفكيرنا
وغدت عقولنا صماء كالحَجَرِ
هل آن للليلِ يرحلُ عننا
أما آن لنا أن نُبصر الفجْرِ
يقولون إصبر في الحياةِ ترى حَسَناً
وما في الحياة شيءٌ أمرُّ من الصبرِ
لو خيّروني الحياة ما كنتُ راغبها
لكنّ تلك مشيئة المقتدرِ
"بقلمي"