أيُّ جُرح ٍ أدمى فؤادكَ أكثر ؟
هل مقتلُ الزهراءِ عصرًا خلفَ بابِ الدار ؟
أم طبرةُ الوالد ِ حيدر ؟
أم ذلكَ المسمومُ يَتبعُهم
كُلٌّ قضوا ظلمًا ..
و بفقدِهم ذابَ الفؤادُ ..
تحيرًّ المحرابُ ، يُـتِّـمَ المنبر .
بقيتَ أنتَ و زينبٌ
كنت الأبَ
الأمَ
و الأخَ
حتى أتى
يومُ الرحيل ..
حضّرتُمُ الرَحل َ
و تركتمُ الأهلَ ..
متوجهينَ لِكربلا .. حيث ُ المنون ..
و تعلمون ..
أنَّ الموتَ وحدهُ في انتظارِكُم تأتون ..
موتٌ ؟
لا ..
ليسَ كالموت ِ ..
فالميتونَ يفنون ..
لكنكم باقونَ ... باقونْ .
ما زالَ خطُ البلا .. في أوله
و ترحلون ..
تمشونَ في عرضِ الصحاري ... كُنتم معًا ..
وغدًا ..
تعودُ الزينبياتُ من نفس الطريق !
لكن وحيدات
و قلوبهنَّ الحائرة نارًا عليكم مُحرَقَة ..
يَعُدنَّ مِن نفسِ الطريق ..
و في العيون ِ يلمع ُ بالأسى بعضُ البريق ..
عُدنا لأرضِ الأهل ِ لكن .. ثُـكَّـلاًّ .
عُدنا بأجساد ٍ
دونما أرواحِها ..
فالروحُ عندَ النائمينَ هُناكَ في أرضِ الطفوف
في كُلِ أرض ٍ قد تركنا مَعلمًا ..
في كُلِّ أرض ٍ قد بنينا كعبةً ، سَتحجُ كُلُّ الكائنات ِ لها و ملائكٌ سَتَطوف .
أيُّ جُرح ٍ سيدي تقوى ؟
في يومِ عاشورا ؟
جُرحُ عباس ٍ أم الأكبرِ ؟
جُرحُ قاسم ٍ أم طِفلُكَ الأصغرِ ؟
أم زينب ٌ حينَ اللعينُ يضربها بالسوطِ يُؤلمُها ، أَوَ تستطيعُ تحملاً يا سيدي ؟!
أَوَ يُطاقُ هذا المنظر ؟ !
يا سيدي منكم تعلمنا الإباء
و بقتلكم يبقى لنا دينُ السماء
يا سيدي ..
لو لم تَقعْ فوقَ الثرى
لو لم يَحُزَّ الشمرُ منكَ المنحرَا
لم يستقم دينُ النبيِّ المُصطفى ..
فيكَ الخلودُ ومنكَ يا سبطَ الرسول
و بقلبنا جرحٌ عليكم لن يزول
في القلب ِ حُبكَ سيدي يسري
و بمصابكَ المُدمي مـازلنا نُلبي ..
نهتفُ بالأنين ..
في كل وقت ٍ ، كُلِّ حين ..
لبيكَ سيدي يـا حُسين
لبيكَ سيدي يـا حُسين