حينما تتذوق كميه من الملح سيكون ماء البحر زبدا في فمك ... هكذا اذا عشت مصائب الناس سترى مصيبتك اهون ...
.
التعديل الأخير تم بواسطة رمـْـْْـْــــــــآڊ ; 17/May/2017 الساعة 10:20 am
سانقل هنا قصة قصيرة كتبتها في عام 2015 هي لا تمثل الوجه الحقيقي للحب والحرب لكنها تعطي نبذة عن ذلك الواقع .. تنبض تعابيرهاا بالم الحرب
وشجون الفقدان ... وبروز الانسانية ...
بطلها فتاة .. اسمها اريج
تابعونا
.
فتاة كـ انها زهرة متحركة يفوح عطرها بين الطرقات فيسكن لها كل ناظر ... من هنا تبدأ قصتها حينما قررت الخروج مع صديقاتها الى احد اماكن التنزه ... يتبع
يصادف اليوم عيد ميلادها ... في البيت ينتظرون ... جائت تحف بقدمها مخرجة صوت مرهق .. في الطريق يخرج صوت صراخ ... ان الجنود قادمون اركضي يا اريج ... تتعثر بحجر فتسقط .. رفيقاتها هربن من الخوف ... يا له من يوم .. ربي اعنني ارجوك ... نبضات القلب تتسارع .. يصل الرعب الى حده ...
تلوح نظراتها بين الخوف واللوذ اين اذهب ... تلتجأ الى احد الابنية .. صوت قادم تهرب من الجهة الاخرى .. اثناء ذلك ما يجتاح من تعب وارهاق من الركض .. انا في حيرة ليتني لم اخرج .. احقاً سيكون ميلادي هو موتي ؟
يتبع ...
التعديل الأخير تم بواسطة رمـْـْْـْــــــــآڊ ; 17/May/2017 الساعة 10:07 am
اخذت تبحث عن مفر وهي في حيرة عندها واثناء تعالي اصوات الانفجارات
صوت المدافع مزق طبول اذنيها فاسرعت نحو الجدار لتختبئ خلفه دون ان تعلم خلف الجدار رصاصة على وشك الانطلاق ... حاول ايقاظها لم يستطع يداه مبللتان بالدماء يا اللهي ...
ماذا جرى يهرع له اصحابه ليرو ماذا حدث ..
يجيبهم بانه قتل البراءة حينما لاذت به ليحميها .!
يسود خلف شعوره الم ... تقطع قلبه وجعا
تركزت في ذهنه ... ثمرة في ريعانها ...
التحق الموت لها فاصبحت تحت العذاب ... الان خرجت فمتى غابت ...
يرتع لهذا المنظر فيمزق جانبا من ردائه محاولا تضميد الجراح ... حينها ينثر الرصاص كـ انه وابل من العذاب هم بقوم ما ...
يسرع بقدميه محاولا اللحاق بقافلة العلاج ..
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة رمـْـْْـْــــــــآڊ ; 17/May/2017 الساعة 10:08 am
يتعثر وينهض ... صبرا سنصل تماسك نفسك
سقطت قذيفة ... قطع الطريق ..
وتناثر الحطام عليهما
اين انا ... تماسكِ نفسك يا فتاة
اشبه بمن يرتدي قبوط في اقصى صعود للشمس
كان متاثرا جدا .. يرشح بجبينه دما
يتقطر من كتف الفتاة ... يا اللهي
في تلك اللحظة قلبه معلق بقدميه ... يسعى للوصول فلم يستطع ... قف سلاح موجه نحوه ... "الى اين" ذاهب ؟ مشاعر خلسة لشدة الموقف ..
"ارجوك دعني ولو فقط انقذها واقتلني ."
نضرات تتجاح ... الطرفان اعداء ..
الدخول في عمق الانسانية يتطلب التخلي عن المبادئ احيانا. ..
تلك لحن الحياة . ماذا عساه بفاعل
ما زال السلاح موجه ... وجون يترجاه
اخض السلاح قليلا وبدأ يخفض بالتدريج
"اسرع انها على وشك الموت"
لم يتسى لفرحه جون ان يشكره لذلك الموقف البطولي ...
نضرات الوداع بعضها ابتسامة وبعضها دموع
جون كان مبتسما لشده فرحه بانه سينقذ تلك الفتاة
ما ابعد تلك المسافات ؟
فاعل الخير ذو طريق طويل لكنه يصل اليه اكثر مما سيفعل ...
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة رمـْـْْـْــــــــآڊ ; 17/May/2017 الساعة 10:09 am
ذاك الجسد الذي نخر من قطعة صغيرة من الحديد يمثل ابتسامة 6 اشخاص ...
يضعها على كرسي العلاج يهرع لها المعنين ويجرو لها التنفس النقي ... خرجت الرصاصة
ايهما اصعب ان ترى حلم قد قتل بسببك ؟
او ان تموت وتترك احلاما خلفك ؟
صعوبه التحديد ... تقع بين يديك
ما زالت في غيبوبة ... ايها الطبيب متى تستيقظ
ما زال الذهول مسيطرا عليه
يجلس متعب . يحاول النهوض وهو مرهق
يجر بنفسه بصعوبة ... تكلمت الفتاة فكانت اول كلماتها حبيبة "زيتويو ... حبيبة زيتويو"
يتكلم معها ما بالك ... ما زالت تحت المخدر
احضر لها الطعام فبدا الحديث .. سئلها عن اهلها
فقالت اليوم هو عيد ميلادي ... وها انا هنا
ذهب ليرى اهلها وعاد متالم وعيناه تفيض دمعا
قبل لقائها في المشفى اغسل عينيه كي لا تعرف سبب بكأؤه ...
فقالت ... غدا اريدك ان تاخذني الى بيت اهلي ..
اشتقت لرؤيتهم ... ومنذو فتره وانا غائبة عنهم خشيه ان يجهد والداي بالبحث عني وهما كبيران بالسن
اخاف ان اسبب لها الم لقلبيهما ...
فهما يحباني كثيرا ...هي تتكلم وهو يبكي
تسئله فيجيبها بانه تذكر والديه
يا اللهي ماذا سـ اقول لها !
يتبع
اخاف ان اسبب لها الم لقلبيهما ...
فهما يحباني كثيرا ...هي تتكلم وهو يبكي
تسئله فيجيبها بانه تذكر والديه
يا اللهي ماذا سـ اقول لها !
جاء اليوم الذي سترى فيه عائلتها
ما اتعسه من يوم ... انا اتذكر تلك السكه حينما كنا نخوض بها الذكريات ... ذاك الوهم لم ينتهي . ما زلت اذكرها .. وصلت ولم تجد مكانا لعائلتها
وجدت حطاما ... منزل هاوي . ودموع منسكبة
في صمت مطلق ... كـ الخرساء بعينها
اين هم ... في صدمه مما شاهدت ... فقال لها بكل اسى ... البقاء في حياتك
فبعد القصف انهار البيت على اسرتك فقتلها ولم ينج منها الا اخيك وهو الان يصارع الموت في غرفة الطوارئ
هذه قصة فتاة لم تجد طعما للحياة الا وكانت بتضحية لاحد احبائها ... فتاة امتزجت طفولتها بحرب وستنتهي بحرب
لم اتخيل ذاك المنظر ... انه حلم يا اولادي
اماه هل عاش اخيك ... نعم يا ولدي فبعد ان لجت وتالمت وصرخت لم اجد غير اخي معي وهو اصغر مني ...
ولاقى حتفه منذ 5 سنوات
كان يعمل في السوق عندما جاء ارهابي وفجر نفسه كان خالكم احد ضحايا الحرب ايضا
يا ابنائي نحن قوم قدر لنا الشهاده
فتذوقها اهلها كـ انها العسل الصافي وشربوها
كـ انها الماء من حوض الكوثر
يتبع
كيف تعرفتي على ابي ... ابوكم كان احد ابناء جون الذي تكفل بي بعد ان فقدت كل شيء
واين توفي والدي ... استشهد والدكم حينما لبى نداء الدفاع عن حرمات الوطن ... حينها لم يتماسك نفسه عندما راى الاعداء تقتصب وطنه واخواته ...
اماه هل لابي اخوات في مكان اخر ؟
نعم يا امي فكل نساء العراق هي اخوات لابيك
ويوما ما ستكون مكانه وتشعر بما دفعه لفعل ذلك
وجدي جون اين ذهب ... جدكم فقد بصره
واعطي عفوا من العسكريه ... فبقي جاسا في البيت
وتوفي باكيا على فقدانه ابسط النعم ...
الان قومو الى طعامكم قبل ان يبرد ...
.
انتهت يتبع
نصيحه ... وحكمه
من اراد الحياة ينسى ماضيه ... من اراد ان يربي اجيال يحكي لهم عن بطولات ابائهم ...
ليس بالضروره عندما نفقد كل شيء في الدنيا ان نقرر الرحيل ونقول انتهت الحياة ... فهذا خطا
لان الدنيا دار وما على ساكنها سوى الرحيل.
عندما يتوقف الزمن سترى من لم تابى له اي اهتمام
هذه كانت احد القصص التي عاشت تفاصيلها فتاة .. رغم ان هنالك ما هو اعظم
بقلم رماد 2015
شكرا لمن تفاعل في قصتنا وانتظرو الجديد
محبتي