لغد برس/ بغداد: عندما دعا العاهل السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، المجتمع الدولي إلى ضرب المتطرفين "بالقوة وبالعقل وبسرعة"، لانهم سيتمددون قريبا إلى أوروبا والولايات المتحدة، كان يشعر بالقلق والخطر الذي يلوح بالافق على بلاده، من المراهق الذي اصطنعه داعش. وتقول النائبة عن ائتلاف دولة القانون فاطمة الزركاني لـ"الغد برس"، إن "كل من ساهم بصناعة التنظيم الارهابي الذي قتل العراقيين، بدأ الان يشعر بالخطر على دولته وشعبه، من ما اصطنعه لقتل العراقيين، لذلك عليهم الان الوقوف مع العراق في محاربة الارهاب والابتعاد عن اية محاولات جديدة لزعزعة الوضع فيه". واضافت ان "مكافحة الارهاب الان هي مهمة دولية، تحتم على الجميع الوقوف جنبا الى جنب لابعاد خطر هذه الجماعات الارهابية، عن الشعوب، ومحاسبتهم وفق القوانين الدولية، باعتبارهم مجرمي حرب قاموا بعمليات ابادة جماعية". ويقول محمد الدمياطي، محلل سياسي مصري، مختص بشؤون الجماعات المسلحة، لـ" الغد برس" ان "الحاجة الان ضرورية، الى تنسيق بين العراق والمجتمع الدولي لضرب تنظيم داعش الارهابي، من خلال العمل على تحديد مواقع التنظيم وقصفها". وبين ان "حلف الشمال الاطلسي مع دول الاتحاد الاوربي واميركا، وصلوا الى الوقت الضروري لتقديم المساعدة الى العراق، وابعاد خطر تنظيم داعش عن العالم". الى ذلك يقول المراقب، لعمل الجماعات الارهابية، سمير العمي لـ"الغد برس"، إن "داعش تقوم اساسا على المصلحة المالية والمكاسب قبل كل شي، ومسألة ادعاء الاسلام والتأسلم هي عباءة مزيفة لا اكثر, وقد ظنت السعودية او حتى الدول الاخرى التي فتحت ذراعيها لداعش، ان تكون قوة ضاربة لفرض هيمنتها على من يجاورها من الدول ، وفرض السطوة كان مناسبا في بدأ النشأة لداعش ولذا تبنت السعودية دعمها". واوضح "بعد موقف المجتمع الدولي المضاد لهذا التنظيم، تضاربت المصالح الامريكية السعودية وكان للموقف الاخير من الرئيس اوباما رد فعل كبير بالنسبة للسعودية، التي كانت تتوقع ان تتنصل امريكا عن التدخل في العراق لكبح داعش، وطالما ان المصالح الامريكية السعودية ربطت بداعش فان الاخير سيبادر الى رد مصلحته التي مولت اساسا من السعودية ان لم تكن محطة الانطلاق نحو العراق وسوريا". وبين ان "أن انقطاع تمويل داعش من السعودية ولد شعورا لها بأن ال سعود قد ورطوها في العراق فهي الان امام خيارين لا اكثر، اما ان تثبت لها ولاية دائمة في العراق لتتمكن من تمويل ذاتها واما ان تعترف نصا بالتمويل السعودي وهذا يحرق الجميع سعوديا وداعشيا ، وبالتالي لامناص من الضغط، على السعودية ليقال عن داعش بانها تمكنت من بناء دويلة اسلامية حسب ادعائها او على الاقل اجبرت السعودية على استمرارها بالتمويل وهذا محط القلق السعودي". ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة إلى تحالف عالمي واسع من اجل مكافحة “برنامج الإبادة” الذي يتبعه تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا وشمال العراق. وأكد كيري في مقالة نشرها في صحيفة “نيويورك تايمز” أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال يعد خطة شاملة لدحر “الدولة” الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق واعلن فيها “دولة خلافة”. وكانت المملكة العربية السعودية قدمت في وقت سابق هذا الشهر مبلغ 100 مليون دولار إلى الأمم المتحدة لدعم جهودها في مكافحة الإرهاب ودعت الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها. وستوجه الأموال إلى مركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة الذي تقرر إنشاؤه في العام 2011 لمواجهة التحديات الأمنية الجديدة التي يشكلها الإرهاب. وتبدي الرياض مخاوفها من أن تصبح هدفا لجهاديين يقاتلون في سوريا والعراق بعضهم من مواطنيها وفي وقت سابق من العام الحالي أقرت المملكة تطبيق أحكام طويلة بالسجن على كل من يسافر الى الخارج للقتال. وأمس الجمعة رفعت بريطانيا درجة الخطر الارهابي وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان تنظيم الدولة يمثل اكبر خطر أمني للبلاد على الإطلاق. http://alghadpress.com/ar/news/19573...8A%D9%87%D8%A7