العراق...من نحن...ومن انتم ؟
مهدي الصافيالسبت، 30 آب، 2014
كان اخر نفس مخنوق بعبرة الظلم والحسرة والاضطهاد,عصابة امرأة ثكلى بأبنها المفقود او المذبوح في ارض الوطن,قاعدة سبايكر, وسجناء الموصل,وخيانة ضباط (العودة)العهد البائد للوطن والشرف العسكري,ومناظر الجنود المغدورين (غالبيتهم الساحقة من الشيعة)من قبل شراذم البعث,واتباع النهج الطائفي البغيض,ومشاهد السيارات والعبوات المفخخة والاحزمة الناسفة لاتنتهي ابدا في بغداد وبقية المحافظات,وكأننا في ساحة عداء اثني عرقي طائفي لايعرف التاريخ له مثيلا,تصفيات جسدية منظمة ,وعمليات ابادة جماعية مستمرة بحق مكونات عراقية اصيلة,كالصابئة واتباع الديانة المسيحية والشيعة, وهم ورثة الحضارات الثلاث,فالشيعة كانوا في العراق مع علي ابن ابي طالب ع قبل دولة السفاح والمنصور,وانتشر من خلالهم المذهب الجعفري,والفكرالفلسفي والديني والعلمي والحركي وتوزع في الاصقاع,كل هذا القليل من الكثيرالذي ذكرناه ولم نذكره,يصبح في كل مرة سجادة يدوس عليها بتلذذ اصحاب المنافع السياسية والتجارية والمالية,شيعة وسنة, عرب واكراد,الكل ينسى مجازرالابادة الجماعية عندما تغلق بوابات المنطقة الخضراء,فيكون مصير الشعب وامنه ودماء ابناءه وثرواته ,نقاط المكاسب الانتخابية ,مثبتة على ورقة المحاصصة والتوافق السياسي,مزاد سري علني ,لتوزيع مقاعد الوزارات وكراسي الحكم,وكأن العراق لعبة اطفال متهالكة يسهل تفكيكها.
لمن اغلق عينيه عن داعش ,والموصل ,وتكريت ,والارهاب ,والخيانة العظمى نقول من نحن...ومن انتم..
نحن العراق..التاريخ..والحضارة... ورة العشرين...انتفاضة العرب الشيعة في صفر ورجب وشعبان...ابناء المرجعية المجاهدة ...ومفكري الحركات والاحزاب السياسية العراقية الوطنية.. ورواد ادباء المعارضة والمقاومة العراقية الشريفة...نحن اخوان وابناء واحفاد مجزرة سجن الرضوانية عام 1991 وانتفاضة اذار-شعبان...نحن المعدان الفلاحين ابناء القرى والارياف والمدن الكاذبة...اولاد الملحة...نحن الجنود وحمايات المسؤولين ومراسل الامر او تابع ذيل لكم...نحن لاتحرسنا اية قوة في الكون غير قوة الله...ولانعرف اولاد المرجعية ذو الاوجه الجميلة الحمراء لانهم اولاد ذوات ونحن عوام الناس...نحن الشعب جنود متخاذلون حتى نثبت لكم العكس...دمائنا رخيصة جدا لاتقدر بثمن...ولكن تحت راية اهل بيت ع النبي محمد ص نحن قادة العراق الحقيقيين.. ولايمثلنا المنكسرون الانبطاحيون...الخ.
من انتم...انتم خدم السلطان العثماني والانكليزي...نتاج الامبريالية الرأسمالية والعلمانية الحديثة...انتم ابناء السلطة والدولة وتجار السوق السوداء...ابناء الفرص السانحة بشروط بيع الضمير والشرف...انتم المدنيين الافندية النورانيين...اولاد المرأة البيضاء الشقراء العراقية العربية الاجنبية التي لم يتغير لون وجهها بلهيب شمس تموز وتنور الخبز العربي...انتم القادة والضباط الاشاوس...انتم دائما فوق الجميع تحرسكم كل قوى الشر وحتى الخير..
حتى اولاد المرجعية الدينية وحواشيها شركاؤءكم في شركاتكم الوهمية...انتم تتاجرون بكل شيء.. بالدماء.. بالثروات.. بالارض.. بالاثار.. بالوطن..انتم الابطال دائما تكرمون حتى من يهرب منكم من ارض المعركة متخاذلا مذعورا..دماءؤكم عزيزة وغالية لانها صافية خالية من حليب الام...الخ
لم نقصد احد في هذه المقارنة البسيطة الا الخونة المتأمرين والفاسدين, ممن دخل العملية السياسية منذ عام 2003 ,ولازال متمسكا ممسكا بمعاول هدم الوطن وتهشيم رؤوس ابناءه.
العراق يمر بمعنطف تاريخي كبير وخطير,ليس هذا كلام شعارات وخواطر سياسية,انما كل الدلائل والنتائج تشير من ان هذا البلد بات امنه ووحدة اراضيه مهددة ليست بالتقسيم فقط ,وانما بالانهيار الكامل,لان الطعنات الدموية الرهيبة المستمرة التي يتعرض لها المكون العراقي الاكبر الشيعة خرجت عن كل الخطوط الحمراء,وخصوصا مع تراجع اداء من يسمون انفسهم بممثلي المكون الشيعي,عبر تنازلات مهينة تقدم من اجل تشكيل حكومة المحاصصة والتوافق السياسي ,رغم خيانة قيادات وكتل سياسية عراقية سنية للوطن,باعت شرفها وضمائرها لاعداء العراق,بعد ان اتضحت الامور وانجلت كل الاقنعة عن الوجوه العفنة, بالفكروالنهج والثقافة الشيطانية الطائفية الخبيثة,هذه الانتكاسات المتكررة تنذر بثورة وعصيان شيعي مدمر,ان اتقدت شرارته ستنهي على مجمل العملية السياسية ,وتكون بداية لحروب ثأر طائفية اهلية لايمكن التنبأ بنتائجها ومدة بقاءها على الارض,ولهذا نحتاج كشعب وكنخب سياسية ثقافية اجتماعية دينية,ان نراعي جميعا مشاعرعوائل واسر ضحايا الارهاب الاسود,وان نبتعد كثيرا عن اساليب الارضاء والتنازل للمجاميع المسلحة الارهابية(كالحديث عن قانون عفو يريده المكون السني ان يشمل الجميع),وان يتعامل البرلمان والقضاء العراقي بحزم مع كل من يثير مشاعر الحقد والكراهية ويستهزأء بشهداء العراق وابناء القوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي,كذلك يجب ان تصحح الاخطاء الامنية سريعا,وان نشهد قيادات ووجوه امنية جديدة, تقاتل بشجاعة في الخطوط الامامية مع الجنود, وليس عبر مكاتبهم في بغداد,وان يرى الشعب العراقي عدالة القضاء بحق شيوخ الفتنة العشائرية ممن ساهم وقدم الدعم والاسناد ووفر الحمايةلمجرمي سبايكر وغيرها من الجرائم الاخرى,والابتعاد عن نهج الانصياع الكارثي لكل مايقوله الطائفيون من تهميش واقصاء,فالنتيجة الموجودة على الارض كانت من المفروض ان تكون نتيجة الاقصاء والتهميش الفعلي الحقيقي,لكن ان يكون مشارك بقوة في العملية السياسية ,ويتحدث عن التهميش ويريد المزيد,فهذا امرعجيب ,ولايهدف الا الى نخر العملية السياسية واستنزافها بغية التهيأ للانقضاض على العاصمة بغداد وتدمير العراق,فوجودهم في العملية السياسية يعني مصدر قوة لهم ,وليس للعملية السياسية,لانهم سيكونون غطاءا شرعيا للارهاب ,ولسانا يدافع عنهم ,عندما يقعون في قبضة العدالة,كما حصل مع طارق الهاشمي والخرف الدليمي والعيساوي والعلواني والدايني وحمايتهم,
واذا سألت اي مواطن من اهل بغداد ,سيقول هم انفسهم يعبرون او يمررون الكواتم والعبوات بسيارات حمايات المسؤولين,الشعب العراقي صابر على بلاءكم, ولكن للصبر حدود,واذا حمتكم المرجعية من الانهيار بفتوى الجهاد الكفائي,فقد لايلتفت الغريق لهذه الفتوى مرة اخرى ,وهو يشعر باليأس....
يبقى سؤال اخير للقيادات والكتل الشيعية الموجودة في العملية السياسية الحالية, ارجوا ان يجيبوا عليه رسميا عبر الاعلام...لماذا كل هذا الشباب الشيعي موجود في تلك المناطق الساخنة بالارهاب والعنف الطائفي..بينما نحن دستورنا يقول العراق فيدرالي اتحادي..ولهذه المناطق حكومات وقوات محلية تحكمها وتحرسها؟
هل هو الغباء ,السهو, اما الفساد المالي والاداري والامني..فهذه معسكرات بناها نظام البعث البائد لابعادها عن مناطق الشيعة...ومن سيقدم للمحاكمة,بل من المسؤول الاول عن تلك المجازر؟
كتابات