أ
كد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ سعود الشريم أن كثيراً من عقلاء الأمة باتوا في غفلة قادت لما حل بواقع الأمة الإسلامية من نوازل ومدلهمّات، مشيرا إلى أن الجميع ليسوا مبرئين من كونهم سبباً فيها من قريب أو بعيد.
وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: "إنه لا يخفى على كل لبيب سبر ما حل بواقع أمتنا الإسلامية من نوازل ومدلهمّات يتبع بعضها بعضا إبان غفلة من عقلائها ليدرك أن كثرتها وتسارعها ليس أمراً غير اعتيادي وهذه الأحداث أياً كان لونها وحجمها فإننا جميعاً لسنا مبرئين من كوننا سبباً فيها من قريب أو بعيد".
وطالب الشريم بالبعد عن التلاوم، مؤكدا أن التلاوم صورة من الإنكار السلبي إذ هو ليس توفيقاً إيجابياً ولا عتاباً محموداً وإنما هو جزء من الأنانية والأثرة، إذ كل شخص يلقي باللائمة على الآخر مع أنهما مخطئان جميعا، لكنها المكابرة والهروب من المسؤولية والتقاعس عن الإصلاح.
ولفت إلى أن أعظم نصر للعدو المتربص هو أن يرى خصومه في حالة يرثى لها من سكر التلاوم الذي ينفض عرى التلاحم في المجتمع الواحد فتقع شماتته على صرخات تلاومهم حتى ينتشي لذلك.
وأضاف: "كان لزاماً على عقلاء المجتمعات أن يتقوا هذه الخصلة الذميمة التي تعمي وتصم، إذ في التلاوم تتسع هوة الخلاف، حتى تصل إلى درجة التخوين في الدين والأمانة والخلق، ومن ثم تتفاقم إلى أن تبلغ حداً يتعذر معه الالتقاء والتواد والتراحم والشعور بالمسؤولية الواحدة للمجتمع المسلم الواحد".
وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام على أن المهمات العظيمة والمصالح المشتركة لأمة الإسلام لا ينبغي أن يغشاها التلاوم لأن الأمور الكبيرة لا تحتملها إلا النفوس الكبيرة، مؤكداً أن السلف الصالح امتازوا بنفوس صافية وقلوب متواضعة وشعور بالتقصير كان ديدن كل واحد منهم، فحسنت حالهم وأصلح الله شأنهم فلم تحل بهم معضلة إلا خرجوا منها.