صلى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله
صلى الله عليك وعلى آلك المظلومين
لعن الله الظالمين لكم من الأولين
والآخرين إلى قيام يوم الدين
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي وابن مولاي يا أبا عبد الله
يا صريع الدمعة الساكبة، ويا عبرة كل مؤمن ومؤمنة،
روحي وأرواح شيعتك لك الفدا
يا شهيد كربلاء ويا قتيل العدا ومسلوب العَمامة والرِدا
ما خاب من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم
يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوزَ والله فوزاً عظيماً
عظم الله لكـ الأجر ياسيدي ومولآي
ياصاحب العصر والزمان بمصابِكم بجدِكم أبي عبد الله الحسين
وآل بيته وأصحابه عليهم أفضل الصلآة والسلآم
السلآمً عليكم ورحمة الله وبركـآته
عظم الله أجورنا واجوركم وآثـآبكم الله
بعد واقعة الطف
بقيت جثّة الإمام الحسين(عليه السلام)، وجثث أهل بيته وأصحابه بعد واقعة الطف مطروحة على أرض كربلاء، ثلاث أيّام بلادفن، تصهرها حرارة الشمس المحرقة، قال أحد الشعراء حول مصرع الإمام الحسين عليه السلام:
هذا حسين بالحديد مقطّع ** متخضّب بدمائه مستشهد
عار بلا كفن صريع في الثرى ** تحت الحوافر والسنابك مقصد
والطيّبون بنوك قتلى حوله ** فوق التراب ذبائح لا تلحد(1).
كيفية الدفن:
قال السيّد المقرّم(رحمه الله): «ولمّا أقبل السجّاد عليه السلام وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى متحيّرين لا يدرون ما يصنعون، ولم يهتدوا إلى معرفتهم، وقد فرّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم، وربما يسألون من أهلهم وعشيرتهم! فأخبرهم
(عليه السلام) عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، وأوقفهم على أسمائهم، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب، فارتفع البكاء والعويل، وسالت الدموع منهم كالمسيل .
ثمّ مشى الإمام زين العابدين(عليه السلام) إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءً عالياً، وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب
فبان قبر محفور وضريح مشقوق، فبسط كفّيه تحت ظهره وقال: "بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله،
صدق الله ورسوله، ما شاء الله لا حوّل ولا قوّة إلاّ بالله العظيم"، وأنزله وحده لم يشاركه بنو أسد فيه، وقال لهم: "إنّ معي من يعينني"، ولمّا أقرّه في لحده وضع خدّه على منحره الشريف قائلاً:
"طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر، فإنّ الدنيا بعدك مظلمة، والآخرة بنورك مشرقة، أمّا الليل فمسهّد، والحزن سرمد،
أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم، وعليك منّي السلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته".
وكتب على القبر: "هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي قتلوه عطشاناً غريباً".
ثمّ مشى إلى عمّه العباس عليه السلام ، فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء،
وأبكت الحور في غرف الجنان، ووقع عليه يلثمّ نحره المقدّس قائلاً: "على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم،
وعليك منّي السلام من شهيد محتسب
ورحمة الله وبركاته".
وشق له ضريحاً وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد، وقال لبني أسد: «إنّ معي من يعينني»! نعم ترك مساغاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء، وعيّن لهم موضعين وأمرهم أن يحفروا حفرتين، ووضع في الأُولى بني هاشم، وفي الثانية الأصحاب
وأمّا الحر الرياحي فأبعدته عشيرته إلى حيث مرقده الآن» (2).
وبعدما أكمل الإمام عليه السلام دفن الأجساد الطاهرة، عاد إلى الكوفة والتحق بركب السبايا.
ـ بحار الأنوار 45/277.
2ـ مقتل الحسين: 320
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي وابن مولاي يا أبا عبد الله
يا صريع الدمعة الساكبة،يا شهيد كربلاء
ما خاب من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم
يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوزَ
والله فوزاً عظيماً