الأربعاء, آب (اغسطس) 27, 2014 - 06:00 بتوقيت جرينتش


الجمهور - خاص


قالت مصادر إماراتية رسمية لموقع الجمهور، إن الخلاف غير المعلن بين

أبو ظبي ودبي، خصوصا بعد فضيحة التدخل العسكري الإماراتي في ليبيا

وغيرها من أزمات المنطقة، يعبر عن أزمة عميقة جدا بين الإمارتين،

ربما تتطور إلى مستويات غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة.


وأكدت المصادر أن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الوزراء الإماراتي

وحاكم دبي، كان آخر من يعلم بشأن الغارات الجوية الإماراتية التي

استهدفت مؤخرا العاصمة الليبية طرابلس.


وأوضحت أن رئيس الدولة هو الآخر خليفة بن زايد ظل مغيبا تماما عن

تلك الغارات، بعدما نجح شقيقه محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي بإطاحته

وتحويله لرئيس صوري تقتصر وظيفته على توقيع المراسيم التي

يصدرها الأخير من وراء ستار.


وقالت إن آل مكتوم "تفاجئ بالتقارير الأمريكية التي تحدثت عن تنفيذ

الإمارات غارات جوية استهدفت مواقع لجماعات إسلامية ليبية في

طرابس".


وقال مراسل الجمهور في ديوان ولي عهد أبو ظبي إن آل مكتوم "استشاط

غضبا بسبب الغارات الإماراتية، ووصف تصرفات بن زايد بأنها دعوة

مفتوحة لاستهداف الإمارات من قبل الإسلاميين المتشددين، خصوصا

مدينة دبي المنفتحة على العالم".


ونقل عن آل مكتوم قوله إن "أي عملية إرهابية محتملة ضد أبراج دبي،

ستقضي على اقتصادنا ومكانتنا العالمية".


وقال مصدر إماراتي آخر إن حاكم دبي "هدد بالانفصال عن الإمارات،

في حال مواصلة بن زايد سياساته الخارجية التي من شأنها أن تعصف

بالبلاد".


وأضاف أن آل مكتوم "سيحاول النأي بنفسه عن الحروب العلنية والسرية

التي يخوضها ولي عهد أبو ظبي ضد الجماعات الإسلامية بالمنطقة

العربية".


ونقل المصدر تساؤلات آل مكتوم خلال جلسة خاصة عن "مبررات

الحرب على جماعات اسلامية ليبية، في الوقت الذي تبعد فيه الإمارات

آلاف الأميال عن ليبيا".


وكان موقع الجمهور نشر في وقت سابق تفاصيل لقاء سرّي جرى في أبو

ظبي وجمع زعماء الإمارات الخليجية، وفي مقدمتهم حاكم دبي الذي وجه

انتقادات حادة وغير مسبوقة لحاكم الإمارات الفعلي محمد بن زايد.


ونقلت المصادر عن آل مكتوم قوله لمحمد بن زايد "أخشى أن نندم على

مواقفنا وسياساتنا الخارجية تجاه الأزمات في مصر وتونس وفي كل بلد

عربي نتحرك فيه".


وأضاف "ننشط في مصر ونضخ المليارات دون نتيجة تذكر.. سياساتنا

خرقاء بلهاء في مصر وتونس وليبيا".


وتابع "أخشى أن نندم يوم لا ينفع الندم.. أخشى أن نقع في شر أعمالنا".


وأشارت المصادر، إلى أن آل مكتوم الذي كان متجهما وهو يتحدث بلهجة

غاضبة فاجئت الجميع "حمّل بن زايد مسؤولية تراجع الوضع الاقتصادي

لإمارة دبي خلال فترات معينة".


وقال "أجهزتكم الأمنية في أبو ظبي كانت خلال فترات ماضية تعرقل

الاستثمار والاقتصاد في إمارتي، بسبب تشددها في منح الإقامات

والتأشيرات لكبار المستثمرين العرب والقطريين تحديدا، بحجة خلفياتهم

السياسية، وهو ما أضر اقتصادنا إلى درجة كبيرة غير محتملة".


وكانت الأجهزة الأمنية في أبو ظبي حتى وقت قريب، الجهة الوحيدة

المخولة إصدار تأشيرات الدخول والاستثمار في كل الإمارات الخليجية.


ووفق مصادر في دبي، عرقلت هذه الأجهزة آلاف الطلبات الخاصة

بالاستثمار داخل الإمارة التي تعتمد أساسا على السياحة والعقار، بزعم أن

أصحابها يحملون توجهات سياسية معادية.


لكن الأجهزة الأمنية في دبي تمردت مؤخرا على قرار أبو ظبي، وبدأت

تتحلل من المعوقات الأمنية، وتمنح نفسها حق إصدار تصاريح العمل

والتأشيرات إلى المواطنين العرب والأجانب الراغبين بالاستثمار على

أراضيها.


وكان آل مكتوم انتقد خلال اللقاء المذكور، حملة الاعتقالات التي تقوم بها

أبوظبي، سواء في صفوف مواطنيها أو صفوف المستثمرين العرب، على

خلفية الاشتباه بمواقفهم السياسية، معتبرا أنها تمثل عنصرا طاردا ومخيفا

لرؤوس الأموال