روح المعاني للالوسي-الجزءالثالث-ص27
ومن هنا تعلم أن عليا كرم الله تعالى وجهه لم يثبت لنفسه مرتبة في الايمان أعلى من مرتبة الخليل فيه بقوله : لو كشفت لى الغطاء ما ازددت يقينا كماظنه جهلة الشيعة وكثير من أصحابنا لما لم يقف على ما حررنا تجشم لدفع ما عسى أن يتوهم من كلامى الخليل والامير من أفضلية الثانى على الأول فبعض دفعه بأن اليقين يتصور أن يطرأ عليه الجحود لقوله تعالى ك وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم والطمأنينة لا يتصور طرو ذلك عليها ونسب هذا لحجة الاسلام الغزالى وفي القلب منه شيء وبعض قرر في دفعة أن مقام النبوة مغاير لمقام الصديقية فلمقام النبوة طمأنينة وعدم طمأنينة بحسبه ولمقام الصديقية طمأنينة وعدم طمأنينة بحسبه ايضا وطمأنينة مقام النبوة كانت لخاتم النبيين صلى الله تعالى عليه وسلم كما كشف عنها بقوله تعالى : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل على ما يعرفه أهل الذوق من الآية وكان الاستعداد من إبراهيم وكذا من موسى عليهما السلام متوجها إلى ابتغاء تلك الطمأنينة كما أبانا عن أنفسهما برب أرنى كيف تحي الموتى ورب أرنى أنظر اليك وطمأنينة مقام الصديقية كانت للصديقين من أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم كما أبدى عن نفسه إمام الصديقين كرم الله تعالى وجهه بقوله : لو كشف الخ وكان الاستعداد في صديقى سائر الانبياء متوجها إلى ابتغاء تلك الطمأنينة فثبتت الفضيلة لمحمد صلى الله عليه و سلم على سائر إخوانه من الانبياء والصديقية على سائر الصديقين من أممهم ولم يثبت لصديقيه لوجدانهم طمانينتهم الفضيلة على الانبياء عند فقدانهم طمأنينتهم لأن ما فقدوه من الطمأنينة غير ما وجىه الصديقون منها لأنهم إنما يفقدون الطمأنينة اللائقة بمقام النبوة والصديقون لم يجدوا مثل تلك الطمأنينة وإنما وجدوا طمأنينة لائقة بمقام الصديقين ولو رضي النبيون بمثله لكان حاصلا لهم وأجل من ذلك بعدة مراتب ولقد اعترف الصديق الأكبر دضى الله تعالى عنه بهذا التخلف حين بلغه عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : إنى لأسهو فقال : ياليتني كنت سهو محمد صلى الله تعالى عليه وسلم إذ علم أن ما بعده رسول الله صلى الله عليه و سلم من نفسه الكريمة سهوا فوق أعلى يقظان الصديق إذ حسنات الابرار سيآت المقربين وحسنات المقربين سيآت النبيين وهذا أولى مما سبق وبعض من المتصوفة كجهلة الشيعة التزموا ظاهر كل من الكلامين وزعموا أن أولياء هذه الامة وصديقيهم أعلى كعبا من الانبياء ولو نالوا مقام الصديقية
والوثيقه
اقول وبعد ادراج كلام الالوسي مع اني لااوافق على بعض مضامينه من انه مايز بين الصديقين ومايز بينهما من صديقيه ابراهيم-ع- وامير الموحدين-ع- ولكن نلزمهم بماالزموا به انفسهم وهو انه اعترف بان امير الموحدين هنا هو الصديق الاكبر في هذه الامه