حمل الرئيس باراك أوباما روسيا مسؤولية استمرار العنف في أوكرانيا وتوعدها بمزيد من العقوبات بعد أنباء عن توغلها هناك، وأشار إلى إنه سيستقبل الرئيس الأوكراني بيترو بوريشينكو الشهر المقبل في البيت الأبيض.
وأعلن أوباما في مؤتمر صحافي الخميس أنه "من المؤكد بالنسبة إلى العالم بأسره" أن القوات الروسية موجودة في أوكرانيا، وذلك في تصريح له غداة إعلان حلف شمال الأطلسي أن أكثر من ألف جندي روسي يتواجدون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين.
لكن أوباما أكد في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة "لن تلجأ إلى القوة لمعالجة الأزمة الأوكرانية".
وأشار إلى البند الخامس من ميثاق الحلف الأطلسي الذي ينص على التضامن بين أعضائه في حال التعرض لاعتداء.
وقال أوباما إنه سيستقبل الرئيس الأوكراني بيترو بوريشينكو الشهر المقبل في البيت الأبيض.
وأكد أيضا بعد اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن "التوغل الروسي القائم حاليا في أوكرانيا لا يمكنه سوى أن ينتج" مزيدا من العقوبات بحق روسيا.
وقالت الحكومة الألمانية إن ميركل وأوباما خلصا إلى أن سلوك روسيا في أوكرانيا "لا بد أن تترتب عليه عواقب".
"تصعيد خطير"
وعلى صعيد متصل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس من التصعيد الخطر في أوكرانيا بعد معلومات عن امتداد القتال شرق البلاد باتجاه الجنوب.
ودعا بان كي مون أوكرانيا وروسيا إلى الحوار لإنهاء النزاع المستمر منذ أربعة اشهر، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 2200 شخص، وإلى تأزم العلاقات بين الشرق والغرب بصورة لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم بان كي مون إن الأمم المتحدة لا يمكنها تأكيد أنباء تحدثت عن عبور المئات من الجنود الروس إلى أوكرانيا لمساندة الانفصاليين.
وتابع المتحدث قائلا في إيجازه اليومي من مقر المنظمة في نيويورك الخميس أن "الأمين العام يشعر بخطورة الموقف".
وقال إنه في حال تأكد امتداد النزاع، فإنه سيكون مؤشرا على تصعيد خطير في الأزمة.
موسكو تنفي
في مقابل ذلك، نفى السفير الروسي في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين في ختام اجتماع للمنظمة في فيينا يوم الخميس وجود جنود روس في أوكرانيا.
وأضاف الدبلوماسي قائلا أنه ليس هناك سوى وحدة عسكرية من 10 جنود روس اجتازوا الحدود بطريقة غير متعمدة قبل يومين، مشيرا بذلك إلى الجنود الذين أعلنت كييف اعتقالهم يوم الثلاثاء الماضي.
طوارىء في كييف
وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قد دعا في وقت سابق من يوم الخميس مجلس الأمن والدفاع في بلاده إلى عقد اجتماع طارئ بعد الإعلان عن توغل روسي محتمل.
وقال بوروشينكو لأعضاء مجلس الأمن والدفاع في العاصمة كييف إن "قوافل من المركبات العسكرية الثقيلة، وإمدادات ضخمة من الأسلحة والجنود الذين ينتمون إلى إحدى الفرق العسكرية التابعة للاتحاد الروسي دخلت إلى أوكرانيا".
وأضاف أن الصراع العسكري يتفاقم وأن المطلوب هو الرد على الهجوم المضاد الذي شنه المتمردون والإبقاء على موطئ قدم للجيش الأوكراني شرق البلاد.
ورأى أن "المرتزقة الهواة جنبا إلى جنب مع الجنود الروس العاملين في صفوفهم" يحاولون شن هجوم مضاد ضد مواقع الجيش.
وقال بوروشينكو إن القوات الأوكرانية في الشرق بحاجة إلى معدات أفضل، ومعلومات استخبارية أدق، داعيا إلى الهدوء مع احتدام الوضع.
المصدر: "راديو سوا"