ادباء؟؟؟
من لبنان
اطلت عيوننا على الحياة ودخلنا الكتاتيب عند شيوخ الضيعة ودرسنا تحت الزيتونة وفي المسجد العتيق المهجور واصبح بامكاننا قراءة الحرف وتعلمنا الخط الجيد والحساب بعد قراءة القرآن وتجويده وصرنا نتدرج في سلم المعرفة من شيخ الى آخر نقرا الادب العربي ونحفظ منه اشعاراً جزلة وفخمة ونستمرعلى هذا الادب وفجأة يطل علينا مجموعة من ادباء الشرق اتعبهم الانصاف فحولوا المسار الادبي باتجاه اهل البيت (ع) وراحوا يقرأون تاريخهم ومأسيهم وألمعيتهم وأحقيتهم ثم يعودون الينا بالنفع العميم ويصدرون الى العالم روائع شعرهم ونثرهم ويوينون كتبهم ويبخرون اقلامهم بعطر آل علي وهم مأنوسون حيث العطور تضخمهم والانوار تظللهم واذا بهم نفحة من عطر وقبس من نور يكتبون ويكتب غيرهم ولكن غيرهم يكتب الفاظاً وجملاً جامدة لا حياة فيها اما هم يكتبون جملاً ظاهرها كأنه سبائك الياقوت وداخلها كانه روائح الجنان يفيضون شهراً اين منه ملاحم البطولة وملاعب الاسنة واسواق عكاظ ويموجون نثراً اين منه مقامات الهمداني والحريري ويقدمون ويقدمون موائد غنية من الادب العلوي لم يظفر الا من اخلص في حبه للبيت العلوي الطاهر .
لا غرابة فمن يأخذ جانب اهل البيت يستقو ولعلنا لا نجد في العصر الديث وقبل نصف قرن وزيادة من تقدم في الكتاب من علماء المسلمين كل المسلمين في حق آل البيت على الادباء المسيحيين في لبنان .
ولعل الادباء هؤلاء انما سموا بهذا الدنيا بعطاء خاص من المولى جل شأنه لانهم خصوا اهل البيت (ع) بفرائد ادبهم وشعرهم ونثرهم فهي منحة ربانية كرمى لاهل بيت الرحمة اعطاها المولى الجليل جزاء لهؤلاء في هذه الدنيا والا فما معنى هذا المضمار وينجح هؤلاء الابطال وينثرون على الدنيا كتباً عز على الزمن نشرها ومنها ملاحم شعرية كملحمة الاديب القاضي اللامع والمثقف العالمي الاستاذ جورج جرداق وكبير ادباء الشرق جبران خليل جبران وعميد ادباء لبنان الاستاذ مخيائيل نعمية وابن شقيقته النحات الاول في الوصف والترصيف الاستاذ سليمان كتاني الذي ما فتىء يقدم في كل سنة ادبه المخملي ويفوز في المبارات الادبية الرائعة وكان هذا الرجل معجون بماء المحبة لعلي وابنائه الاكارم والاستاذ الكبير نصري سلهب الذي كتب في خطى علي ثم بعد ذلك في خطى محمد وخطى المسيح واليك بعض ملخصات هذا الانتاج ولعلك تعذرني فيما تحدث عنه ولا بد انك سوف تنعتني بالتقصير امام زخم عطائهم عندما تسمح قول إمام الفقه والعقيدة والتاريخ السيد عبد الحسين شرف الدين يقول للاستاذ جورج جرداق اعرني بيانك كي اقرظ به كتابك وكذلك عندما نسمع الامام موسى الصدر يقول للاستاذ سليمان كتاني يقول : كنت استمع اليه وارى أمامي لوحات رائعة تكشف بوضوح جمال ذوقه وروعة فنه ثم يقول بعد ذلك متعة العمر كانت هذه الساعات امام الجمال الالهي في جلوة فاطمة المنعكسة على فكر وقلب هذا الرجل المرأة الوديع.
ولسوف تقرا معي بعد قليل نتف الزنابق نثرها هؤلاء الادباء على ربوع لبنان فتحول الى بلد الحسن والجمال وهكذا يخضر البلد وهكذا تزهو روابية وتشرئب اعناق قوافيه .
بداية يتصدر جبران خليل جبران قائمة الابداع والخيال والرحب ويفتش في دنيا الفضائل وآفاقها الرحبة ويغوص في بحار ولجج العلوم والمناقب ويقرأ لبوذا ونيتشه والى وليام بلايك لكن قلبه لم يعلق الا في شباك العظماء الثلاثة عيسى بن مريم ومحمد بن عبد الله نبي الاسلام وعلي بن ابي طالب .