هربا من حرارة الشمس.. شباب يتخذون من قناة الجيش مكانا للاستجمام

28/08/2014 07:04
وسط اجواء الحر اللاهبة التي يمتاز بها شهر اب من كل عام، لجأ شباب في مقتبل العمر هذا العام الى السباحة في مياه حوض قناة الجيش في بغداد، التي خالفت لمن يشاهدها او يقترب منها جميع ما تمتاز به خواص مياه السباحة المعروفة من ناحية الطعم واللون والرائحة، اذ يكتنفها اللون المائل الى السواد او الاخضرار، ما يدل على وجود مخاطر اكدتها الجهات المختصة في وزارة الصحة ونبهت عليها امانة العاصمة.



الهروب من أشعة الشمس

يقول مصطفى جمال المتخرج حديثا في احدى اعداديات السباحة: ان الكثير من الشباب في المناطق القريبة من مشروع حوض قناة الجيش، لاسيما الصليخ والطالبية وشارع فلسطين والحبيبية وبغداد الجديدة والرستمية، يلجؤون الى السباحة في هذا المشروع هربا من اشعة الشمس اللاهبة التي تصل في بعض الاحيان الى 50 درجة مئوية.

واكد انه رغم امكانية الاصابة بالامراض منها "ضربة الشمس" لكن متعة المشهد الذي نعيشه خلال السباحة وجريان الماء بعيدا عن انقطاع التيار الكهربائي، اضافة الى الحديث الذي لاينتهي عن المولدات الكهربائية وفترات الاستراحة التي استحدثت مؤخرا، تجعلنا نرتاد هذا المكان بشكل مستمر للتخلص من ساعات النهار الطويلة.اما محمد صادق الذي كان يتوسط اصدقاءه وهو يتصبب عرقا باحثا عن مكان ليركن سيارته فيه نتيجة الزحام على ذلك المكان، اوضح ان سبب توافد بعض الشباب الى قناة الجيش والسباحة تحت المجسرات يعود الى ارتفاع اجور الدخول للمسابح كون فصل الصيف يعتبر موسما لفرض مبالغ تصل الى 15 ـ 20 الف دينار لدخولها.

واضاف ان فصل الصيف الحالي يعتبر من اشد الفصول حرارة منذ عقود، لاسيما خلال شهري تموز واب، اذ لا ينفع التخلص من اجواء الحرارة الوقوف امام "مبردات الهواء" نتيجة لارتفاع معدلات الرطوبة، لذا نتوجه الى ممارسة السباحة هربا من تلك الامور.



سياج واق

وسط هذه الصورة، اكد مصدر مسؤول في امانة بغداد لـ"الصباح" رصد حالات لدخول المواطنين الى داخل مشروع تطوير قناة الجيش الذي تنفذه احدى الشركات المتخصصة، لذا تم اتخاذ قرار بوضع سياج "واق" سيباشر بانشائه مطلع ايلول المقبل على جانبي طريق القناة الممتد من صدر القناة وصولا الى جسر ديالى بطول 23 كيلو مترا مربعا لكل جانب، بهدف الحفاظ على ارواح المواطنين وتفادي اخطار عدة منها غرق الشباب في حوض القناة.

ولفت المصدر الى خلو المياه التي تضخ الى حوض القناة من الشوائب والمكروبات، مبينا ان الامانة تنصح المواطنين بالابتعاد عن السباحة في المناطق غير المخصصة خشية تعرض حياتهم للخطر، فضلا عن الاستخدام السيئ للمشروع الذي تبلغ كلفته 146 مليون دولار.

كما اوضح ان احد اسباب تأخر اكمال المشروع تصريف مياه الامطار المطلة على القناة، بحسب قوله، حيث من المؤمل الانتهاء منه منتصف العام المقبل.

تحذيرات الصحة

من جانبها، حذرت مديرة قسم الرعاية الاولية في صحة الرصافة الدكتورة اسراء محي في تصريح لـ"الصباح" من خطورة اصابة الذين يسبحون في برك المياه الاسنة والمبازل بالعديد من الامراض الانتقالية والاوبئة التي تنتقل عن طريق الماء الملوث، لاسيما خلال المدة الحالية ابرزها التايفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد الفايروسي والطفيليات والفطريات التي تنشط صيفا، مطالبة الجهات المختصة كوزارة البيئة وامانة بغداد بالقيام باجراءات توعوية وتثقيفية بهذا الصدد وردم البرك والمبازل الملوثة بتلك المياه. وبينت ان الدائرة تسجل سنويا خلال فصل الصيف زيادة في نسب تسجيل تلك الامراض، بيد انها لا تتعدى المستويات غير الطبيعية، اذ تقوم الدائرة برصد النسب شهريا ومقارنتها بالنسب المسجلة خلال العام الماضي لملاحظة هذا الامر، لافتة الى ان الدائرة ستنفذ حملة توعوية لتوعية الشباب بمخاطر السباحة في الاماكن غير المخصصة لها.