نبتدأ الرسالة اليكم .. على قيد الخوف من هذا الزمن وساكنيه ..
رواية منذ البدء اثارت في نفسي احساس لا اجده الا لدى فئة محددة من الكتاب
سطور الاهداء وتلك اللغة المتقنة والتعابير .. كانت كفيلة بأن تجعلني
كلمة معلقة .. تأبى ان تنصاع لهم فتكتب .. وسؤال يأبى ان يُجيب بمنطقهم .. وعلامات تعجب عانقت سخريتي
من حماقة الاحياء في هذا الوجود ..
رغم اني امتعضت من امر .. كانت اقصر مما توقعت وتمنيت لو انها ما انتهت ..
سأضع بين ايديكم جزء من البداية ورابط التحميل ..
عسى ان تجد ارواحكم الطمأنينة هنا .. واجابة عن اسئلة لهذا الزمن ..
قراءة ممتعة لكم احبتي ..
عشاق الكتاب ..
;
;
على قيد الخوف رسالة إليك ـــ ميسون جنّيّات
لستُ أدري أمن الحكمة أن ألتجئ إلى قلم أترجم به أحاسيسي، في وقت لا يُدينك فيه سوى قلمك. فاقتراف الكتابة، مثل تعاطي الأخبار، لن يضيف إليك سوى تبعثرٍ على تبعثرٍ، فتجد نفسك أكثر فوضى وشتاتاً.
ما سأرويه، يصلحُ لأن يكون لكلّ زمن، ومسرحه كلّ بقعة من أرضنا المفرنجة، وشخصياته أنا وأنت، هو وهي، وإن سألت من أنا..؟!
أنا جزء منك ومنه ومنها... أنا ما لم تستطع أن تقوله زمن الكلام وما تقوله دائماً زمن الصمت.
صدّقني أنا لا أدّعي الحكمة ولستُ تابعة لأي مدرسة فلسفيّة. أنا قصة من هذه الحياة اليوميّة.
إنني أكثر من عادية، أبحث عن الحبِّ المطلق، أزرع شتلاته أينما رحلت، وأحيا على أمل صمودها في وجه أعاصير الأيام.
وفي كثير من الأحيان، أشعر أنه لا وجود له سوى في قلبي، وأحياناً كثيرة أجد له ملامح في كل مكان..
كلنا يسأل لماذا خلقنا، وكلنا يظنّ أنه وجد الجواب. و الحقيقة أننا لم نصل حتى إلى سفحه. فالجواب أعلى من أن يطال، ودائماً لا تصلكَ سوى أنصاف الحقائق مهما بالغت في الإلحاح عن إجابةٍ لها.
ودائماً هناك دوافع مخفيّة لا نبوح بها، تبقى هي الحقيقة الغامضة التي نتلذذ بإخفائها.
ما سأقوله أيضاً له أكثر من دافع، ستفهم أنت ما توده، وتدعي أن لغتي لم تصلك لتفهم النصف الذي لا تودّه..
ما يربطنا هو فقط ما يتقاطع من لغتي مع حسك، ومن حزني مع خيبتك، ومن أنوثتي مع شهوتك، ومن غبائي في البوح مع ذكائك في الفضول، ما ستسمعه قد يكون ضرباً من الجنون أو من الصحوة أو لعله هذيان أحزان.. فعندما تحزن تثبت للإنسانية أنك جدير بالبكاء. وعندما تفرح تضحك عليك الإنسانية.
فمن أيّ نافذة تطلّ على الفرح، لتجد نفسك في مكيدة للبكاء أيضاً...
أنتَ تصلح للتهكم ولمقايضة الدنيا بدموع ساخنة، خاصة عندما تعي أنك سليل عائلة عاش أمواتها زمن الخوف والجوع والاستبداد.
أي ابتسامة زارتْ وجهكَ وأنت تقفُ على هاوية الأمل الكاذب كحد الجرح آن يتماثل للنزف، وكحد الوقت آنَ يشفى بالنسيان.
انظر إلى أكف البساتين المتعبة، ترى أنها تقيم الصلاة على خرابها وتبكي بثمر لا يطؤها إلا سراب من مطر حزين، فكيف تضحك على صدورها سنابل أو أشجار أو رجال؟!
لا يسعني وأنا أرى خرابة بكل هذا التأذّي إلا أن أسخر من تفاؤل أجدادي بالآتي وأجدادي شديدو الإخلاص لأجدادهم، فتخيّل كم عاهة يحتمل هذا البلد.
ـ بلدتي قرية كبيرة، توارثت عن أجدادها حنكة النميمة.
زارتها الحضارة مؤخراً بأشرطة الفيديو وأجهزة التلفاز، لكنها ظلت محتفظة بكل عاداتها، أقصد بكل أمراضها فتلك الأجهزة لم تزدهم سوى ساعات ماجنة، يبقون طوال الليل يتأملون أجساد الغرباء، وطوال النهار يلعنونهم، وكأن تلك الأجهزة لم تُخترع إلا للفساد ولإضافة سلبيات أخرى على رداءة أخلاقهم.
لماذا لا يفطن أحد لوجود الله إلا في معرض الحديث، لماذا لا يكون شيوخنا قدوة تحملنا من مستنقع يائس إلى هضبة نائية أو تحمينا من شياطين لا تسكن إلا في خرافاتنا ومنازلنا المعتمة..
ولماذا يرتجف صوت المؤذن ظهراً أو يقطر دماً عند الفجر، ولماذا لا يجرؤ أحدنا على الصرّاخ إلا في منزله وعلى من يستحق المؤازرة؟اعلان تم تشفيره!
زمن أغبر من سابقه وأحزن من تاليه، لأننا فيه لا نجيد سوى البكاء وترتيب الأحلام حسب صراخ الأب والزوج.. والمختار.
بلد قايض بمفكريه أسلحةً لدمار الباقي.
واشترى ما يلهي الأغبياء، اشترى صوراً لنساء الغرب يتباهين بأثدائهن أمام شهوة الكبار والصغار، المذبوحة على رائحة الأحلام.
بلد توأد فيه الأنثى لو عرفت أنَّ لعَرقِها رائحة الدّعوة. ويداس فيه الرجل لو سمح لقلبه أن يقوده إلى أنثاه.
بلد يستسلم للعرّافين كي يَقْبَل الزوج بقرته وكي تَقْبَل الزوجة بغلها..
.. شاركونا نقدكم اياها واراءكم التى لا غنى لنا عنها ..
لتحميل الرواية اضغط
هنـــــا
او
هنــــا