،
الصلاة هي عمود الدين، وهي تجسيد للإخلاص والعبودية تجاه خالقنا وبارئنا..
ولكن هناك من يؤدي الصلاة بصورة توحي بأنه لا يقدِّر الصلاة ولا يحترمها، بل هو يستخف بها، ويعتبرها أقل الأشياء أو من أقلها..
ومن علامات أن الصلاة عنده بهذا الحد الضئيل:
أنه لا يعتني بأول وقتها، بل لا يبالي أن يصليها في آخر وقتها، وربما لا يعبأ بأن ينقضي وقتها أيضاً..
أنه حين يؤدي الصلاة، لا يكون ذهنه مشغولاً بها وبأجزائها وأركانها، بل هو مشغول البال بأمور أخرى.. وربما يقفز من مُصلاه بمجرّد التسليم، لينطلق إلى ما كان يشغل بالَه وفكرَه..
أنه يؤديها بصورة سريعة، وكأنه يعتقد أن الوقت الذي يقضيه في الصلاة أثمن من أن يطيله؛ فإن هناك أموراً أخرى هي – في نظره - أهمّ وأولى بوقته الثمين..!
لننظر إلى الرواية الواردة عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال:
بينا رسول الله - صلى الله عليه وآله – جالسٌ في المسجد، إذ دخل رجُلٌ، فقام يصلِّي، فلم يُتمّ ركوعه ولا سجوده، فقال - صلى الله عليه وآله - : نقر كنقر الغراب، لئن مات هذا وهكذا صلاتُه، ليموتن على غير ديني. [وسائل الشيعة 3 : 268 برقم 6]
ومن المؤسف أن الذين ينقرون كنقر الغراب كثيرون في هذه الأمّة.. ونسأل الله السلامة..
ومن الواضح أن هذا النمط من الصلاة، الذي يُشبه نقر الغراب، هو صورة من صور الاستخفاف بالصلاة
ونحتمل أن يكون الاستخفاف بالصلاة مؤشراً ذا دلالة على أن هذا المستخِف ليس مؤمناً حقيقياً، بل هو ممن يعبد الله على حرف، فسرعان ما يخسر دينه تحت وطأة الظروف، أوربما يحتال عليه الشيطان، فيسلبه الإيمان على أعتاب الموت، فيمضي على غير دين الإسلام..
ولكن
(هل الصلاة أصبحت عادة وليست عباده) .
هل اصبح الناس يصلون فقط لانهم اعتادو على الصلاة ولم يصلوها بنيه اخذ الاجر والطاعه والتقرب من الله؟؟؟؟؟؟؟
هل اصبحت الصلاة امر روتيني يقوم به الانسان من غير ان يتفكر ويخشع بالصلاة؟
هل اصبحت الصلاه مجرد حركات يقوم بها الفرد؟؟؟؟
وإذا كان المُحب لا يمل من الكلام مع حبيبه، فما لنا نمل من الصلاة، ونستعجل في التخلص منها، مع أنها السُّلم الذي نرتقي به في محبة الله، ونُناجي فيها حبيب قلوب الصادقين؟
اللهمَّ ارزقنا توفيقَ الطاعة، وبُعدَ المعصية، وصدقَ النيَّة، وعِرفانَ الحُرمة، وأكرمنا بالهدى والاستقامة..
والحمد لله رب العالمين.