الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل بضع سنوات طرح علي أحد القراء سؤالا عن التلبثة ، وأحببت أن أنقل لكم هاهنا ما كتبته له
ولكن كعادتي يكون على حلقات نظرا لطبيعة المادة المطروحة التي تحتاج إلى شيء من القراءة المتمعنة والمتأنية
......................
التلبثة
( TELEPATHY )
موضوع يشغل الكثيريين
ما قصة مصطلح
التليباثي ( TELEPATHY
) ؟؟!! ، وما هو معناها ؟؟!!
لتكن البداية قصة حقيقية توضح معنى الظاهرة التلباثية :-
في إحدى ليالي نوفمبر عام 1966م جلس السوفيتي نيكولاييف داخل حجرة من الرصاص ، لايوجد بها أحد سواه وأمامه ورقة صغيرة خط عليها أحد العلماء ( من وحي الحظة ) كلمات غير مترابطة ورسماً لا معنى له / راح ( نيكولاييف ) يحدق فيهما لحظات ، دون أن تسجل أجهزة العلماء التي عكفت على مراقبته في موسكو شيئاً ، في حين كان زميله ( كاتشسكي ) يجلس في ظروف مماثلة في ( ليننجراد )على بعد ألف كيلو متر من موسكو، وقد راح يخط الكلمات نفسها والرسم ذاته على ورقة بيضاء ، ناولها لأحد العلماء المجاورين له وهو يقول :- (( لست أدري ما يقصد بذلك ، ولكن هذا ما أرسله ))
وأصيب العلماء بالذهول في موسكو ولننجراد ، فلقد استقبل ( كاتشسكي ) رسالة عقلية من ( نيكو لاييف ) كما لو أن عقله جهاز استقبال لا سلكي فائق التطور :rolleyes:
ولكن كيف حدث هذا ؟؟
لقد أعلن هذه القصة العالم السوفيتي ( فلاديمير فيد لمان ) وهو واحد من أشهر علماء ما فوق الطبيعيات والميتافيزيقيا، في مؤتمر لبحث الظاهر الخارقة للمألوف ، عام 1968 م ، ولم يحاول وضع تفسير علمي للظاهرة ، وإنما أطلق عليها اسم التخاطر العقلي ، أو التليباثي
والعجيب أن المصطلح لم يكن جديداً بالنسبة لزمرة علماء الظواهر فوق الطبيعية ، الذين حضروا ذلك المؤتمر ، بل كان مصطلحاً قديماً لظاهرة ما زالت تثير جدلاً علمياً واسعاً
فمع مطلع عام 1862م ، أغلق العالم ( ف . مايرز ) F. MYRS معمله على نفسه وانهمك في سلسلة من التجارب والدراسات المعقدة ، استغرقت تسعة أشهر قبل أن يخرج للعالم بهذا المصطلح الجديد ( التليب
اثي ---- TELEPATHY )
دونأن يتصور أن مصطلحه هذا سيثير أكبر وأطول جدل علمي في التاريخ ( لا زال قائماً حتى الآن ) وأنه وبعد مرور أكثر من قرن كامل على إطلاقه لهذا المصطلح ، لم ينجح شخصٌ واحد في إثبات هذه الظاهرة علمياً ومخبرياً ولم يستطع في نفس الوقت نفيها
وكلمة تليباثي كما تقول القواميس المتخصصة تعني
:
التخاطر عن بعد أو انتقال الأفكار من شخص لآخر أو آخرين دون استخدام وسيط فيزيقي أو مادي
أو هي ببساطة ظاهرة قراءة الأفكار كما يطلق عليها العامة
ومن العجيب أن تلك الظاهرة تذهب بالعلماء دائماً إلى طرفي نقيض ، فإما أن يؤيدها البعض في حماس ، أو يرفضها البعض في إصرار
ولعل من اعظم مؤيديها العالم البريطاني ( جوزيف سي
نل ) الذي
قضى القسم الأعظم من حياته في محاولة إثبات وجود هذه الظاهرة وهو يقول عنها : - (( إنها ت
شبه عملية الاتصالات اللا سلكية المعروفة ، فالعقل البشري يموج بالإشارات الكهربية التي تنتقل دوماً بين المخ والأعصاب ، وتربطه بأعضاء الجسم ، وتبلغ هذه الإشارات حداً مناسباً يمكنها ن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك ( أي الأعصاب ) فتسافر من عقل إلى عقل
))
أما أشهر العلماء في هذا المجال ( ج . ب .راين ) فيقول :- ((
الأمر عبارة عن نوع من الشفافية الروحانية التي تتيح للروح الالتقاء بالأرواح الأخرى واستنطاقها عما يدور في أجساد وعقول أصحاب
ها ))
وقد يبدو هذا الرأي فلسفياً لدى البعض أكثر مما يبدو منهجياً أو علمياً ، ولهذا رفضه كل العلماء تقريباً ، على الرغم أن ( راين ) هو صاحب أول تجارب مدروسة لفحص الظاهرة ، فلقد ابتكر عام 1934 م في جامعة ( ديوك ) أسلوباً جديداً يُعرف باسم اختبار أوراق اللعب ( كوتشينة ) وليس هنا المجال لذكره
ختاماً أقول :-
النقاش قد يطول ويطول ولا نصل لنتيجة مؤكدة بنسبة 100%
ولذا سأضع الخلاصة التي وضعها أحد كبار العلماء المؤمنين بوجود هذه الظاهرة
( لأني حقيقة من الفريق الذي يؤمن بهذه الظاهرة وسأقول لكم السبب لاحقا )
(( ين
بغي أن يتوقف العلم عن محاولته الدائبة لإثبات وجود هذه الظواهر ويحصر جهوده في بحث كيفية الإفادة منها حتى لا نكون كمن يقضي عمره كله في محاولة إثبات كونه حياً ، ثم تنقضي حياته دون أن يصنع فيها شيئاً واحدا
))
وإلى أن تحظى ظاهرة التليباثي بالاعتراف الكامل دعونا نتخذ الحذر ،
فقد يكون حولنا من يمتلكون هذه القدرة ويسعون للتسلل خلف أفكارنا ، وخلف أسوار عقولنا
أترككم تتأملون الظاهرة وتطبيقاتها في حياتكم لحين عودتي لكم بالمقالة الثانية عن هذه الظاهرة
تحياتي