الألترويزم :
(الألترويزم) وهو حب مساعدة الآخرين ،والالتفات إلى حاجاتهم ومأساتهم ورغباتهم ويختلف هذا ( الألترويزم) من شخص لآخر حسب الدوافع الغريزية ، والظروف الموضوعية التي نشأ فيها الفرد ولكن من سوء حظ الفنان او الشاعرالمطبوع، وربما من حسن حظه- ولحسن حظ المجتمع والتاريخ الإنساني تبقى غريزة الأنانية قوية لديه في مجال فنه ، وحدود عبقريته فتراه يبالغ في إبداعه ، ويفخر أشد الفخر وهذا ما سنتناوله في موضوع الفخر, وعامة الناس ساهية لاهية لا تعرف من الأمر شيئاً وإن عرفتْ تغافلتْ ، لأن أنانيته حول نتاجه وفخره بإبداعه يجاوز حد المعقول, ولكن العبقري في تعبيره عن نفسه يصبّ في مجرى النفوس البشرية ومكنوناتها ، ويظهر بواطنها بشكل فني رائع لا يستطيع الآخرون أن يعبروا عنه بنفس الكيفية والإبداع وقد تتضارب إرادة الفنان او العبقري مع بعض إرادات الآخرين ومصالحهم الذاتية وطبيعتهم البشرية فتبرز (الأنا) عنده أكثر حدّة وهنا قد يقع تحت وطأة الآخرين ورحمة الأقدار فتنحرف عبقريته - من حيث يدري أو لا يدري- عن مجالها الإنساني الشمولي إذ يقول دافيد ديتشر : " التعبير عن الذات في الفن لا قيمة له إلا إذا أضاء الفنان في التعبير عن نفسه بعض التجارب الإنسانية, أي يجسد تجربة ما مرتبطة بالتجربة العامة للناس وبالتالي ذات قيمه موضوعية .
ولاتنفي (الألتزويزم) كما ذهبنا في بداية المقال ،وهو حب مساعدة الآخرين ومنذ القدم كان أرسطو أول من أوضح في العصور القديمة أن الحياة الاجتماعية من جوهر الإنسان ولخص ذلك في عبارته المشهورة " الإنسان حيوان اجتماعي" وقد نشر الرواقيون بعد ذلك فكرتهم التي تقول إن الإنسان تتحكم فيه غريزتان أساسيتان(أنانية) والأخرى (غيرية ) ، و هاتان الغريزتان تندمجان اندماجا كلياً في حياة الإنسان بحيث لا نستطيع أن نفصل أثر احداهما عن أثر الأخرى, فالإنسان لا يرضى بحياة العزلة حتى لو تهيأت له جميع أنواع المللذات وهو حين يحافظ على حياته بدافع الأنانية يسعى في الوقت نفسه للعيش في المجتمع وتلك من أهم الوسائل لحفظ النوع .