التجنب المهني:
هو ظاهرة اجتماعية تتمثل في وجود وضعية اجتماعية تنتج حالة بعد وإبعاد لقوة العمل المحلية عن العمل بغالبية الأعمال الدارجة في سوق العمل الأهلي. وهذه الوضعية تنتج عن تفاعل ثلاثة مجالات اجتماعية، المجتمع المحلي، الاستثمار، وسوق العمل، لكل منها ثقافة مغايرة لمطلب المجال الآخر. وتعارض قيم ومعاني هذه الثقافات، يحدث ظاهرة التجنب المهني ويؤدي إلى مزيد من انغلاق الظاهرة على ذاتها، مما يجعلها مشكلة شبه مستعصية على الحل.حالات تكون ظاهرة التجنب المهني: ظاهرة البعد عن العمل الأهلي نتجت في البداية عن الفعل الاجتماعي المزدوج للمجتمع والاستثمار، الماثل في النزوح عن العمل والاستقدام للعمالة الوافدة. ولكن الظاهرة نتيجة لاستمرار هذا الفعل باتت تعمل على تشكيل ذاتها عبر حالات تكون تسعى لاستقلال الظاهرة عن الإرادة الاجتماعية، من خلال تضمنها لمحركات ومحفزات تنشط ذاتها نتيجة لما يعرف بارتداد وعي الظاهرة على المحيط الاجتماعي. فبدأت حالات التكون بمرحلة البروز، ثم مرحلة التشكل، ثم مرحلة التعاظم ومحاولة التمرد على الحل. وفي عام 2003 دخلت الظاهرة في حالة من المنازعة لبلوغ طور جبرية الاستعصاء، والتي كان من المتوقع أن تنتقل بعده إلى الطور الخامس الماثل في وصول الظاهرة إلى مرحلة من الانفلات التام والتمرد الحر على الحل. ولكن ما حظيت به الظاهرة من معالجة اجتماعية مركزة منذ بداية التسعينات وحتى يومنا الراهن، وما وجه لخطرها من سياسات معالجة مختلفة تجلت في بداية الحقبة الألفية الثالثة، حدت بالظاهرة إلى المرور بمراحل انتقالية، حدّت من وضعية استقلال الظاهرة وغيرت من مسارها، وباتت الظاهرة تتسم بمرورها بمراحل تطور يلحظ فيها أثر المعالجة الاجتماعية بدلا من حالات التكون الذاتية للظاهرة.