رَبِّ مَنْ أرْجُوهُ إنْ لَمْ تَرْحَمُني وَمَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إنْ أقْصَيْتَني أوْ مَنْ يَنْفَعُني عَفْوُهُ إنْ عاقَبْتَني أوْ مَنْ آمُلُ عَطاياهُ إنْ حَرَمْتَني أوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرامَتي إنْ أهَنْتَني أوْ مَنْ يَضُرُّني هَوانُهُ إنْ أكْرَمْتَني ؟ رَبِّ ما أَسْوَأَ فِعْلي وَأَقْبَحَ عَمَلي وَأَقْسى قَلْبي وَأَطْوَلَ أَمَلي وَأَقْصَرَ أجَلي وَأَجْرَأَني عَلى عِصْيانِ مَنْ خَلَقَني ! رَبِّ وَما أحْسَنَ بَلائِكَ عِنْدي وَأَظْهَرَ نَعْمائَكَ عَلَيَّ ! كَثُرَتْ عَلَيَّ النِّعَمُ فَما أُحْصيها وَقَلَّ مِنّي الشُّكْرَ فيما أَوْلَيْتَنيهِ فَبَطِرْتُ بِالنِعَمِ وَتَعَرَّضْتُ لِلنِقَمِ وَسَهَوْتُ عَنْ الذِّكْرِ وَرَكَبْتُ الجَهْلِ بَعْدَ العِلْمِ وَجُزْتُ مِنَ العَدْلِ إِلى الظُلْمِ وَجاوَزْتُ البِرَّ إِلى الاثْمِ وَصِرْتُ إِلى اللَّهْوِ مِنَ الخَوْفِ وَالحُزْنِ فَما أصْغَرَ حَسَناتي وَأقَلَّها في كَثْرَةِ ذُنوبي وَأَعْظَمَها عَلى قَدْرِ صِغَرِ خَلْقي وَضَعْفِ رُكْني ! رَبِّ وَما أَطْوَلَ أَمَلي في قِصَرِ أَجَلي وَأَقْصَرَ أَجَلي في بُعْدُ أمَلي وَما أَقْبَحَ سَريرَتي في عَلانيَّتي ! رَبِّ لا حُجَّةَ لي إنْ احْتَجَجْتُ وَلا عُذْرَ لي إنْ اعْتَذَرْتُ وَلا شُكْرَ عِنْدي إنْ ابْتَلَيْتُ وَأَوْلَيْتُ إنْ لَمْ تُعِنّي عَلى شُكْرِ ماأَوْلَيْتَ. رَبِّي ماأخَفَّ ميزاني غَداً إنْ لَمْ تُرَجِّحْهُ وَأَزَلَّ لِساني إنْ لَمْ تُثَبِّتْهُ وَأسْوَدَ وَجْهي إنْ لَمْ تُبَيِّضْهُ ! رَبِّي كَيْفَ لي بِذُنوبي الَّتي سَلَفَتْ مِنِّي وَقَدْ هُدَّتْ لَها أرْكاني ؟! رَبِّ كَيْفَ أَطْلُبُ شَهَواتِ الدُّنيا وَأَبْكي عَلى خَيْبَتي فيها وَلا أبْكي وَتَشْتَدُّ حَسَراتي عَلى عِصْياني وَتَفْريطي ؟! رَبِّي دَعَتْني دَواعي الدُّنيا فَأجِبْتُها سَريعا وَرَكَنْتُ إلَيْها طائِعا وَدَعَتْني دَواعي الاخِرَةِ فَتَثَبَّطْتُ عَنْها وَأَبْطَأتَ في الاجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَيْها كَما سارَعَتُ إِلى دَواعي الدُّنْيا وَحِطامِها الهامِدِ وَهَشيمِها البائِدِ وَسَرابِها الذّاهِبِ.الباب الخامس
رَبِّ خَوَّفْتَنِي وَشَوَّقْتَنِي وَاحْتَجَجْتَ عَلَيَّ بِرِقِّي وَتَكَلَّفْتَ لي بِرِزْقي فَأمِنْتُ خَوْفَكَ وَتَثَبَّطْتُ عَنْ تَشْويقِكَ، لَمْ أَتَكِلُ عَلى ضَمانِكَ وَتَهاوَنْتُ بِاحْتِجاجِكَ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ أمْنِي مِنْكَ في هِذِهِ الدُّنْيا خَوْفا وَحَوِّلْ تَثْبِيطي شَوْقا وَتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقا مِنْكَ ثُمَّ رَضِّنِي بِما قَسَمْتَ لي مِنْ رِزْقِكَ ياكَريمُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظيمِ رِضاكَ عِنْدَ السُّخَطَةِ وَالفُرْجَةَ عِنْدَ الكُرْبَةِ وَالنُورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَالبَصيرَةَ عِنْدَ تَشَبُّهِ الفِتْنَةَ. رَبِّ اجْعَلْ جُنَّتي مِنْ خَطايايَ حَصينَةً وَدَرَجاتي في الجِنانِ رَفيعَةً وَأَعْمالي كُلَّها مُتَقَّبَلَةً وَحَسَناتي مُضاعَفَةً زاكيَةً، أعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ماظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَمِنْ رَفيعِ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَمِنْ شَرِّ ما أَعْلَمُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أَعْلَمُ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أَشْتَري الجَّهْلَ بِالعِلْمِ وَالجَّفا بِالحِلْمِ وَالجَوْرَ بِالعَدْلِ وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ وَالجَزَعَ بِالصَبْرِ وَالهُدى بِالضَّلالَةِ وَالكُفْرَ بِالايمانِ. أقول: هذا الدعاء يحتوي على مضامين عالية وراوية وهو عبد الرحمن بن سيابة أوصاه الصادق (عليه السلام) بوصيّة نافعة، يجدر ذكرها: روى عبد الرحمن بن سيابة، قال: لما توفي أبي سيابة أتانا بعض أخلاّ ئه فقرع باب الدار، فخرجت إليه. فعزّاني، ثم سأل هل أورثكم أبوكم شَيْئاً من المال، قلت لا، فناولني كيسا فيه ألف درهم وأوصاني بالمحافظة عليه والاتجار به والارتزاق من ربحه، فابتهجت ومضيت إلى أمي فحدثتها بذلك ثم توجّهت آخر النهار إلى بعض أصدقاء أبي أناشده أن يعيّن لي عملاً من الاعمال، فاختار لي الاتجار بالثياب السابرية، وابتاع لي منها فعينت حانوتا أباشر فيه عملي، فرزقني الله تعالى من ذلك العمل خيراً كَثِيراً، فلما آن أوان الحج وددْت أن أحج فأتيت امي أخبرها عن قصدي فأشارت عليَّ برد الالف درهم إلى صاحبه، قال عبد الرحمن: فأعددتها ورددتها إليه فابتهج لذلك كأني قد وهبته الدراهم، وقال لي لعلّها كانت قليلة لم تكفك، فإن شئت زدتك فأخبرته أني قد رمت الحج، ولذلك رددت الدراهم فرحلت إلى مكة وأديت الحجّ، ثم عدت إلى المدينة، وتوجهت إلى الصادق (عليه السلام) مع عصبة من الناس، وكان (عليه السلام) في تلك الاوان يأذن للنّاس عامّة، فجلست في آخر القوم وكنت حينذاك شابا فأخذ الناس في السؤال عنه، فكان (عليه السلام) يجيب على أسئلتهم فينصرفون فجلست حتى قلّوا فأشار (عليه السلام) إليَّ فدنوت منه، فقال: هل لك حاجة ؟ قلت: جعلت فداك، أنا عبد الرحمن بن سيابة فسأل عن والدي، فقلت قد توفي، فتوجع وترحّم، فقال: وهل أورثكم شَيْئاً ؟ قلت: لا. قال: فكيف تسنّى لك الحج فأخذت أحدثه (عليه السلام) بأمر الدراهم. قال عبد الرحمن: فلم يدعني أنتهي من حديثي وقاطعني (عليه السلام) قائلاً: إنك قد أتيت حاجا فماذا صنعت بالمال الذي أخذته من الرجل ؟ قلت له رددته إليه، فقال: قد أحسنت ثم قال: ألا أوصيك بوصية ؟ قلت: بلى. قال: عليك بالصدق وأداء الامانة حتى تشارك الناس في أموالهم، هكذا، وجمع بين إصبعيه أي إذا لازمت الصدق في قولك، فاجتنبت الكذب ووفيت بالوعد والدين، في الموعد المقرر لادائه ولم تأكل أموال الناس بالباطل، دفعوا إليك ماطلبت فتكون بذلك شريكا لهم في أموالهم. قال عبد الرحمن: فحفظت الوصية عنه (عليه السلام) أي عملت بها وجريت عليه فحزت من المال ماأدّيت زكاته ثلاثمائة ألف درهم. وفي رواية أخرى إنّ هذا الدعاء هو دعاء علي بن الحسين (عليه السلام) وزيد في آخره (آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ). الثامن والعشرون: عن ابن محبوب قال: علّم الصادق (عليه السلام) هذا الدعاء رجلاً ليدعو به: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي لاتُنالُ مِنْكَ إِلاّ بِرِضاكَ وَالخُروجَ مِنْ جَميعِ مَعاصيكَ وَالدُّخُولَ في كُلِّ مايُرْضِيكَ والنَّجاةَ مِنْ كُلِّ وَرْطَةٍ وَالَمخْرَجُ مِنْ كُلِّ كَبيرَةٍ أَتى بِها مِنّي عَمْداً أوْ زَلَّ بِها مِنّي خَطَأ أوْ خَطَرَ بِها عَليَّ خَطَراتُ الشَّيْطانِ. أَسْأَلُكَ خَوْفا تُوقِفُني عَلى حُدودِ رِضاكَ وَتَشَعَّبَ بِهِ عَنّي كُلُّ شَهْوَةٍ خَطَرَ بِها هَوايَ وَاسْتَزَلَّ بِها رَأيي لِيُجاوِزَ حَدَّ حَلالِكَ. أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الاخْذَ بِأحْسَنِ ماتَعْلَمُ وَتَرْكَ سَيِّيِ كُلِّ ماتَعْلَمُ أوْ أُخْطِيَ مِنْ حَيْثُ لا أَعْلَمُ أوْ مِنْ حَيْثُ أَعْلَمُ، أَسْأَلُكَ السِّعَةَ في الرِّزْقِ وَالزُّهْدَ في الكَفافِ وَالَمخْرَجَ بِالبَنانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ وَالصَّوابَ في كُلِّ حُجَّةٍ وَالصِدْقَ في جَميعِ المَواطِنِ وَإنْصافَ النّاسِ مِنْ نَفْسي فيما عَلَيَّ وَالتَذَلُّلَ في إعْطاءِ النَّصَفِ مِنْ جَميعِ مَواطِنِ السَّخَطِ وَالرِّضا وَتَرْكِ قَليلِ البَغْي وَكَثيرِهِ في القَوْلِ مِنّي وَالفِعْلِ وَتَمامِ نِعَمِكَ في جَميعِ الاشْياءِ وَالشُّكْرَ لَكَ عَلَيْها لِكَي تَرضى وَبَعْدَ الرِّضى، وَأَسْأَلُكَ الخِيرَةَ في كُلِّ مايَكُونُ فيهِ الخِيَرَةَ بِمَيْسورِ الاُمورِ كُلِّها لابِمَعْسُورِها ياكَريمُ ياكَريمُ ياكَريمُ، وَافْتَحْ لي بابَ الامْرِ الَّذي فيهِ العافيَةُ وَالفَرَجُ وَافْتَحْ لي بابَهُ وَيَسِّرْ لي مَخْرَجَهُ وَمَنْ قَدَّرْتَ لَهُ عَلَىَّ مَقْدُرَةً مِنْ خَلْقِكَ فَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَخُذْهُ عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ يَسارِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَمِنْ قُدّامِهِ وَامْنَعْهُ ان يَصِلَ إِليَّ بِسُوءٍ ؛ عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ وَلا إلهَ غَيْرُكَ أنْتَ رَبِّي وَأَنا عَبْدُكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ رَجائي في كُلِّ كُرْبَةٍ وَأنْتَ ثِقَتي في كُلِّ شِدَّةٍ وَأَنْتَ لي في كُلِّ أمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤادَ وَتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ وَيَشْمَتُ بِهِ العَدوُ وَتَعْيى فيهِ الاُمورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ راغِبا إلَيْكَ فيهِ عَمَّنْ سِواكَ قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَفَيْتَهُ ؟ فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً وَلَكَ المَنُّ فاضِلاً. التاسع والعشرون: روي بسند معتبر أنّ الصادق (عليه السلام) علّم هذا الدعاء أبا بصير ليدعو به: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَوْلَ التَوّابينَ وَعَمَلَهُمْ وَنورَ الأَنْبِياءِ وَصِدْقَهُمْ وَنَجاةَ الُمجاهِدينَ وَثَوابَهُمْ وَشُكْرَ المُصْطَفينَ ونَصيحَتَهُمْ وَعَمَلَ الذّاكِرينَ وَيَقينَهُمْ وَإيْمانَ العُلَماءِ وَفِقْهَهُمْ وَتَعَبُّدَ الخاشِعينَ وَتَواضُعَهُمْ وَحُكْمَ الفُقَهاءِ وَسيرَتَهُمْ وَخَشْيَةَ المُتَّقينَ وَرَغْبَتَهُمْ وَتَصْديقَ المُؤْمِنينَ وَتَوَكُّلَهُمْ وَرَجاءَ الُمحْسِنينَ وَبِرَّهُمْ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ثَوابَ الشّاكِرينَ وَمَنْزِلَةَ المُقَرَّبينَ وَمُرافَقَةَ النَبيّينَ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ العامِلينَ لَكْ وَعَمَلَ الخائِفينَ مِنْكَ وَخُشُوعَ العابِدينَ لَكَ وَيَقينَ المُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ وَتَوَكُّلْ المُؤْمِنينَ بِكَ، اللّهُمَّ إنَّكَ بِحاجَتي عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ وَأنْتَ لَها وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ وَأنْتَ الَّذي لايُخْفيكَ سائِلٌ وَلا يُنْقِصُكَ نائِلٌ وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قائِلٍ أنْتَ كَما تَقُولُ وَفَوْقَ مانَقُولُ، اللّهُمَّ إجْعَلْ لي فَرَجاً قَرِيباً وَأَجْراً عَظيما وَسِتْراً جَميلاً، اللّهُمَّ أنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي عَلى ظُلْمي لِنَفْسي وَإسْرافي عَلَيْها لَمْ أتَّخِذْ لَكَ ضِداً وَلانِداً وَلا صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يامَنْ لا تُغْلِّطُهُ المَسائِلُ وَيامَنْ لايَشْغَلُهُ شَيٌ عَنْ شَيٍ وَلا سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ وَلا بَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ وَلا يُبْرِمُهُ إلْحاحُ المُلِحّينَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنّي في ساعَتي هِذِهِ مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ إنَّكَ تُحْيي العِظامَ وَهَيَ رَميمٌ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ، يامَنْ قَلَّ شُكْري لَهُ فَلْمْ يَحْرِمْني وَعَظُمَتْ خَطيئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني وَرآني عَلى المَعاصي فَلَمْ يَجْبَهْني وَخَلَقَني لِلَّذي خَلَقَني لَهُ فَصَنَعْتُ غَيْرَ الَّذي خَلَقَني لَهُ ؛ فِنِعْمَ المَولى أنْتَ ياسَيّدي وَبِئْسَ العَبْدُ أنا وَجَدْتَني ! وَنِعْمَ الطّالِبُ رَبّي وَبِئَس المَطْلوبُ الفَيْتَني ! عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ بَيْنَ يَديكَ ماشِئْتَ صَنَعْتَ بي. اللّهُمَّ هَدَأتِ الاصواتُ وَسَكَنَتِ الحَرَكاتُ وَخَلا كُلُّ حَبيبٍ بِحَبيبِهِ وَخَلَوْتُ بِكَ أَنْتَ الَمحْبُوبُ إِليَّ فَاجْعَلْ خَلْوَتي مِنْكَ الّلَيْلَةَ العِتْقَ مِنَ النّارِ يامَنْ لَيْسَتْ لِعالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ، يامَنْ لَيْسَ لَِمخْلُوقٍ دُونَهُ مَنْعَةٌ ياأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيٍ وَيا آخِرَ بَعْدَ كُلِّ شَيٍ، يامَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ وَيامَنْ لَيْسَ لاخِرِهِ فَناءِ وَياأَكْمَلْ مَنْعُوتٍ وَيا أَسْمَحَ المُعْطينَ وَيامَنْ يَفْقَهُ بِكُلِّ لُغَةٍ يُدْعى بِها وَيامَنْ عَفْوُهُ قَديمٌ وَبَطْشُهُ شَديدٌ وَمُلْكُهُ مُسْتَقيمٌ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي شافَهْتَ بِهِ مُوسى يا الله يارَحْمنُ يارَحيمُ يا لا إلهَ إِلاّ أنْتَ، اللّهُمَّ أنْتَ الصَّمَدُ أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ. الثلاثون: عن يونس قال قلت للرضا (عليه السلام) علّمني دعاء وأوجز، فقال: قل: يامَنْ دَلَّني عَلى نَفْسَهِ وَذَلَّلَ قَلْبي بِتَصْديقِهِ أَسْأَلُكَ الامْنَ وَالايمانَ.
في بعض الاحراز والادعية الموجزة
المقتطفة من كتاب (مهج الدعوات) و(المجتنى).
الأول: عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): إذا عرضتك شدّة فقل: اللّهُمَّ اني أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تُنَجيَني مِنْ هذا الغَمِّ. الثاني: حرز فاطمة (عليه السلام): بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ياحَيُّ ياقَيّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيثُ فَأَغِثْني وَلا تَكِلْني إِلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَأصْلِحْ لي شَأني كُلَّهُ. الثالث: حرز الإمام زين العابدين (عليه السلام): بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ بِسْمِ الله وَبِالله سَدَدْتُ أَفْواهَ الجِنِّ والانْسِ وَالشَّياطينِ وَالسَّحَرَةِ وَالاَبالِسَةِ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ وَالسَّلاطينِ وَمَنْ يَلُوذُ بهِمْ بِالله العَزيزِ الاَعَزِّ وَبِالله الكَبيرِ الاكْبَرِ، بِسْمِ الله الظّاهِرِ الباطِنِ المَكْنُونِ الَمخْزونِ الَّذي أَقامَ بِهِ السَّماواتِ وَالارْضَ ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ، بِسْمِ اللّهِالرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَوَقَع القَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَموا فَهُمْ لا يَنْطِقونَ قالَ اخْسَئوا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ، وَعَنَتْ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْما وَخَشَعَتْ الاَصْواتِ لِلْرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاّ هَمْسا، وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهوهُ وَفي آذانِهِمْ وَقْراً، وَإذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ في القُرآنِ وَحْدَهُ وَلَّوا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفوراً، وَإذا قَرأتَ القُرآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَالَّذينَ لايِؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ حِجابا مَسْتُوراً، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً فَأَغْشيناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرونَ، اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما في الارْضِ جَميعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ إنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهرينَ. الرابع: حرز الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): بِسْمِ اللّهِالرَّحْمنِ الرَّحيمِ ياخالِقَ الخَلْقِ وَياباسِطَ الرِّزْقِ ويافالِقَ الحَبِّ وَيابارِيَ النَّسَمِ وَمُحْييَ المَوْتى وَمُميتَ الاحياءِ وَدائِمَ الثَّباتِ وَمُخْرِجَ النَّباتِ، إفْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بي ما أَنا أَهْلُهُ وَأَنْتَ أَهْلُ التَّقوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ. الخامس: حرز الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عن عليّ بن يقطين أنّه قال: أنمي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وعنده جماعة من أهل بيته، بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره، فقال لاهل بيته: ماترون، قالوا: نرى أن تتباعد منه وأن تغيب شخصك عنه، فإنّه لايؤمن شرّه، فتبسم أبو الحسن (عليه السلام) ثم تمثل بشعر كعب بن مالك: زَعَمَتْ سُخَيْنَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبِّها فَلَيُغْلَبَنَّ مَغالِبَ الغُلاّب. ثم رفع يده إلى السماء وقال: إلهي كَمْ مِنْ عَدُوٍّ شَحَذَ لي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ وَأَرْهَفَ لي شَباحَدِّهِ وَدافَ لي قَواتِلَ سُمُومِهِ وَلَمْ تَنَمْ عَنّي عَيْنُ حِراسَتِهِ، فَلَمّا رَأيْتَ ضَعْفي عَنْ احْتِمالِ الفَوادِحِ وَعَجْزي عَنْ مُلِمّاتِ الحَوائِجِ صَرَفْتَ ذلِكَ عَنّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ لابِحَوْلٍ مِنّي وَلاقُوَّةٍ فَأَلْقَيْتَهُ في الحَفيرِ الَّذي احْتَفَرَهُ لي خائِباً مِمّا أَمَّلَهُ في الدُّنْيا مُتَباعِداً مِمّا رَجاهُ في الاخِرَةِ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى ذلِكَ قَدْرَ اسْتِحْقاقِكَ سَيّدي. اللّهُمَّ فَخُذْهُ بِعِزَّتِكَ وَافْلُلْ حَدَّهُ عَنّي بِقُدْرَتِكَ وَاجْعَلْ لَهُ شُغْلاً فيما يَليهِ وَعَجْزاً عَمّا يُناديهِ، اللّهُمَّ وَأَعْدِني عَلَيْهِ عَدْوىً حاضِرَةً تَكُونُ مِنْ غَيْظي شِفاءً وَمِنْ حَنَقي عَلَيْهِ وَقاءً، وَصِلِ اللّهُمَّ دُعائي بِالاجابَةِ وَانْظِمْ شِكايَتي بِالتَّغْيير وَعَرِّفْهُ عَمّا قَليلٍ ماأَوْعَدْتَ الظّالِمينَ وَعَرِّفْني ما وَعَدْتَ في إجابَةِ المُضْطَرّينَ إنَّكَ ذو الفَضْلِ العَظيمِ وَالمَنِّ الكَريمِ. فتفرق القوم وما اجتمعوا إِلاّ لقراءة نبأ وفاة موسى بن المهدي.السادس: رقعة الجيب وهي حرز الإمام الرضا (عليه السلام): روي عن ياسر خادم المأمون أنه قال: لما نزل أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه وناولها حميداً، فاحتملها وناولها جارية لتغسلها، فما لبثت أن جاءت ومعها رقعة فناولتها حميداً، وقالت: وجدتها في جيب قميص أبي الحسن (عليه السلام) فسأل حميد عنها أبا الحسن، فقال: جعلت فداك إن الجارية قد وجدت رقعة في جيب قميصك فما هي ؟ فقال: ياحميد هذه عوذة لا أعزلها عن نفسي، فقال حميد: ألا تشرفنا بها ؟ فقال: هذه عوذة من امسكها في جيبه كان البَلاءِ مدفوعا عنه، وكانت له حرزاً من الشيطان الرجيم، ثم أملى على حميد العوذة وهي: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ بِسْمِ الله ، إِنِّي أعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إنْ كُنْتَ تَقيا أوْ غَيْرَ تَقيٍّ. أَخَذْتُ بِالله السَّميعِ البَصيرِ عَلى سَمْعِكَ وَبَصَرِكَ، لاسُلْطانَ لَكَ عَلَيَّ وَلا عَلى سَمْعي وَلا عَلى بَصَري وَلا عَلى شَعْري وَلا عَلى بَشَري وَلا عَلى لَحمي وَلا عَلى دَمي وَلا عَلى مُخِّي وَلا عَلى عَصَبي وَلا عَلى عِظامي وَلا عَلى مالي وَلا عَلى ما رَزَقَنِي رَبِّي. سَتَرْتُ بَيْني وَبَيْنَكَ بَسِتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذي اسْتَتَرَ أَنْبِياءُ الله بِهِ مِنْ سَطَواتِ الجَبابِرَةِ وَالفَراعِنَةِ، جِبْرَئيلَ عَنْ يَميني وَميكائيلَ عَنْ يَساري وَإسْرافيل عَنْ وَرائي وَمُحَمَّدٌ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ إمامي وَالله مُطَّلِعٌ عَلَيَّ يَمْنَعُكَ مِنّي وَيَمْنَعَ الشَّيْطانُ مِنّي. اللّهُمَّ لايَغْلِبُ جَهْلُهُ أَناتَكَ أَنْ تَسْتَفِزَّني وَتَسْتَخِفَّني، اللّهُمَّ إلَيْكَ الْتَجأتُ اللّهُمَّ إلَيْكَ الْتَجأتُ اللّهُمَّ إلَيْكَ إلْتَجأتُ. ولهذا الحرز حكاية عجيبة رواها أبو الصلت الهروي، قال: كان مولاي علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، ذات يوم جالسا في منزله إذ دخل عليه رسول المأمون فقال: أجب دعوة الأمير فقام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال لي: يا أبا الصلت إنّه لايدعوني في هذا الوقت إِلاّ لداهية والله لايمكنه أن يعمل بي شَيْئاً أكرهه بكلمات وقعت إليَّ من جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، قال أبو الصلت: فخرجت معه إلى المأمون، فلما بصره الرضا (عليه السلام) قرأ هذا الحرز إلى آخره، فلما وقف بين يديه نظر إليه المأمون وقال: يا أبا الحسن قد أمرنا لك بمائة ألف درهم، واكتب حوائجك فلما ولّى الإمام عنه، نظر المأمون في قفاه فقال: أردت وأراد الله ، وما أراد الله خير. السابع: حرز الجواد (عليه السلام): يانُورُ يابُرْهانُ يامُبينُ يامُنيرُ يارَبِّ اكْفِني الشُّرُورَ وَآفاتِ الدُّهورَ وَأَسْأَلُكَ النَّجاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ. الثامن: حرز الإمام علي النقي (عليه السلام): بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ياعَزيزَ العِزِّ في عِزِّهِ ما أَعَزَّ عَزيزَ العِزِّ في عِزِّهِ ! ياعَزيزُ أَعِزَّني بِعِزِّكَ وَأَيِّدْني بِنَصْرِكَ وَادْفَعْ عَنّي هَمَزاتِ الشَّياطينِ وَادْفَعْ عَنّي بِدَفْعِكَ وَامْنَعْ عَنّي بِصُنْعِكَ وَاجْعَلْني مِنْ خِيارِ خَلْقِكَ ياواحدُ ياأَحَدُ يافَرْدُ ياصَمَدُ. التاسع: حرز الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ياعُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي وَياغَوْثي عِنْدَ كُرْبَتي وَيامُؤْنِسي عِنْدَ وَحْدَتي إحْرُسْني بِعَيْنِكَ الَّتي لاتَنامُ وَاكْفِني بِرُكْنِكَ الَّذي لايُرامُ. العاشر: حرز مولانا القائم (عليه السلام): بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ يامالِكَ الرِّقابِ ياهازِمَ الاَحْزابِ يامُفَتِّحَ الاَبْوابِ يامُسَبِّبَ الاَسْبابِ سَبِّبْ لَنا سَبَبا لانَسْتَطيعُ لَهُ طَلَبا بِحَقِّ لا إلهَ إِلاّ الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أَجْمَعينَ. الحادي عشر: قنوت الحسين (عليه السلام): اللّهُمَّ مَنْ اَّوى إِلى مأوى فَأَنْتَ مَأوايَ وَمَنْ لَجَأ إِلى مَلْجأٍ فَأَنْتَ مَلْجأيَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَعْ نِدائي وَأَجِبْ دُعائي وَاجْعَلْ مابي عِنْدَكَ وَمَثْوايَ وَاحْرُسْني في بَلْوايَ مِنْ افْتِتانِ الامْتِحانِ ولَمَّةِ الشَّيْطانِ بِعَظَمَتِكَ الَّتي لايَشوبُها وَلَعُ نَفْسٍ بيَقينٍ وَلا وَارِدُ طَيْفٍ بِتَظْنينٍ وَلا يَلُمُّ بِها فَرَحٌ حَتّى تَقْلِبَني إلَيْكَ بِإرادَتِكَ غَيْرَ ظَنينٍ وَلا مَظْنونٍ وَلا مُرْتابٍ إنَّكَ أَرْحَمُ الرّاحِمينَ.. أقول: قد جمع السيد ابن طاووس رض قنوتات الأئمة (عليهم السلام) في كتاب (مهج الدعوات) ولطولها قد اكتفيت منها بهذا القنوت. الثاني عشر: دعاء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو أمان من الجن والانس: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ لا إلهَ إِلاّ الله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، ماشاءَ الله كانَ وَمالَمْ يَشَاء لَمْ يَكُنْ. أَشْهَدُ أنَّ الله عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيٍ عِلْما، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسي وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنْتَ آخِذٌ بِناصيَتِها إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ. الثالث عشر: دعاء مجرّب، روي عن أنس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من دعا بهذا الدعاء في كل صباح ومساء وكّل الله تعالى به أربعا من الملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله وكان في أمان الله عزَّ وجلَّ، وإن حأولت الخلائق من الجن والانس أن تضره ماتمكّنت وهو هذا الدعاء: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ بِسْمِ اللّهِ خَيْرِ الاسَّماء بِسْمِ الله رَبِّ الارْضِ وَالسَّماء بِسْمِ الله الَّذي لايَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ سَمُّ وَلا داءٌ بِسْمِ الله أَصْبَحْتُ وَعلى الله تَوَكَّلْتُ بِسْمِ الله عَلى قَلْبي وَنَفْسي بِسْمِ الله عَلى ديني وَعَقْلي بِسْمِ الله عَلى أَهْلي وَمالي بِسْمِ الله عَلى ما أَعْطاني رَبِّي بِسْمِ اللّهِالَّذي لايَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيٌ في الارضِ وَلا في السَّماء وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ. الله الله رَبّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً الله أكْبَرُ الله أكْبَرُ وَأعَزُّ وَأجَلُّ مِمّا أَخافُ وَأَحْذَرُ عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤكَ وَلا إلهَ غَيْرُكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسي وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطانٍ شَديدٍ وَمِنْ شَرِّ كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ وَمِنْ شَرِّ قَضاء السوءِ وَمِنْ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصيَتِها، إنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ وأَنْتَ عَلى كُلُّ شَيٍ حَفيظٍ. إنَّ وَلِييَّ الله الَّذي نَزَّلَ الكِتابَ وَهوَ يَتَوَلّى الصّالِحينَ فَإنْ تَوَلّوا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لا إلهَ إِلاّ هوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ. الرابع عشر: دعاء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): اللّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أفْتَقِرَ في غِناكَ وَأَضِلَّ في هُداكَ أوْ أَذِلَّ في عِزِّكَ أوْ أُضامَ في سُلْطانِكَ وَأُضْطَهَدَ وَالامْرُ إلَيْكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أقُولَ زوراً أوْ أَغْثى فُجُوراً أوْ أَكونَ بِكَ مَغْروراً. الخامس عشر: دعاء مروي عن الباقر (عليه السلام): قال أبو حمزة الثمالي استأذنت الباقر(عليه السلام) لادخل عليه فخرج (عليه السلام) من الدار وشفتاه تتحركان فقال: هل علمت قولي ؟ قلت بلى جعلت فداك. قال: تكلمت بكلام ماقاله أحد إِلاّ كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، قلت: جعلت فداك فأخبرني به قال: بلى من قال هذا القول حين يخرج من منزله تيسّر له ما أهمه: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ حَسْبيَ الله تَوَكَّلْتُ عَلى الله اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ أُموري كُلِّها وَأعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الاخِرَةِ. السادس عشر: أدعية الوسائل إلى المسائل عن محمد بن حارث النوفلي، خادم الإمام محمد التقي (عليه السلام) قال: لما زوّج المأمون محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) ابنته، كتب إليه أنّ لكل زوجةٍ صداقا من مال زوجها، وقد جعل الله لنا أموالاً في الاخره مؤجلة لنا كما جعل اموالكم في الدنيا معجّلة لكم، وقد مهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل، وهي مناجاة دفعها إليّ أبي، وقال: دفعها إليّ موسى أبي وقال: دفعها إليّ جعفر أبي وقال: دفعها إليّ محمد أبي وقال: دفعها إليّ عليّ أبي وقال دفعها إليّ الحسين بن علي أبي وقال: دفعها إليّ الحسن أخي وقال دفعها إليّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: دفعها إليّ النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقال: دفعها إليّ جبرائيل (عليه السلام) وقال: يامحمّد رب العزّة يبلغك السلام، ويقول: هذه مفاتيح كنوز الدنيا والاخرة، فاجعلها وسائلك إلى مسائلك، تصل إلى بغيتك وتنجح في طلبك ولا تؤثرها لحوائج دنياك، فتبخسن بها الحظ من آخرتك، وهي عشرة وسائل تطرق بها أبواب الرغبات، فتفتتح وتطلب بها الحاجات فتنجح، وهذه نسختها:المناجاة بالاستخارة
اللّهُمَّ إنَّ خِيرَتَكَ فيما اسْتَخَرْتُكَ فيه تُنيلُ الرَّغائِبِ وَتُجْزِلُ المَواهِبِ وَتُغْنِمُ المَطالِبِ وَتُطيبُ المَكاسِبِ وَتَهْدي إِلى أجْمَلِ المَذاهِبِ، تَسُوقُ إِلى أحْمَدِ العَواقِبِ وَتَقي مَخُوفَ النَّوائِبِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخيرُكَ فيما عَزَمَ رَأيي عَلَيْهِ وَقادَني عَقْلي إلَيْهِ، وَسَهِّلْ اللّهُمَّ فيهِ ماتَوَعَّرَ وَيَسِّرْ مِنْهُ ماتَعَسَّرَ وَإكْفِني فيهِ المُهِمَّ وَادْفَعْ بِهِ عَنّي كُلَّ مُلِمٍّ، وَإجْعَلْ يارَبِّ عَواقِبَهُ غُنْماً وَمَخُوفَهُ سِلْماً وَبُعْدَهُ قُرْباً وجَدْبَهُ خَصْباً، وَأرْسِلْ اللّهُمَّ إجابَتي وَأنْجِحْ طَلِبَتي وَاقْضِ حاجَتي وَاقْطَعْ عَنّي عَوائِقِها وَامْنَعْ عَنّي بَوائِقِها وَاعْطِني اللّهُمَّ لِواءَ الظَّفَرِ وَالخِيرَةَ فيما اسْتَخَرْتُكَ وُفُورِ المَغْنَمِ فيما دَعَوْتُكَ وَعَوائِدَ الافْضالِ فيما رَجَوْتُكَ، وَاقْرِنْهُ اللّهُمَّ بِالنَّجاحِ وَخُصَّهُ بِالصَّلاحِ وَأَرِني أَسْبابَ الخِيْرَةِ فيه واضحة وَأعْلامَ غَيِّها لائِحَةً وَاشْدُدْ خِناقَ تَعْسيرِها وَانْعَشْ صَريعَ تَيْسيرِها وَبَيِّنْ اللّهُمَّ مُلْتَبَسَها وَأَطْلِقْ مُحْتَبَسَها وَمَكِّنْ أُسَّها حَتّى تَكونَ خِيَرَةً مُقْبِلَةً بِالغُنْمِ مُزيلَةً لِلْغُرْمِ عاجِلَةً لِلْنّفْعِ باقيَةَ الصُّنْعِ إنَّك مَليٌ بِالمَزيدِ مُبْتَديٌ بِالجُودِ.المناجاة بالاستقالة
اللّهُمَّ إنَّ الرَّجاءَ لِسَعَةِ رَحْمَتِكَ أَنْطَقَني بِاسْتِقالَتِكَ وَالاَمَلَ لاناتِكَ وَرِفْقِكَ شَجَّعَني عَلى طَلَبِ أَمانِكَ وَعَفْوِكَ، وَليَ يارّبِّ ذُنُوبٌ قَدْ وَاجَهَتْها أَوْجُهُ الانْتِقامِ وَخَطايا قَدْ لاحَظَتْها أَعْيُنُ الاصْطِلامِ وَاسْتَوْجَبَتُ بِها عَلى عَدْلِكَ أَليمَ العَذابِ وَاسْتَحْقَقْتُ بِاجْتِراحِها مُبيرَ العِقابِ وَخِفْتُ تَعْويقَها لاجابَتي وَرَدَّها إيّايَ عَنْ قَضاء حاجَتي بِإبْطالِها لِطَلِبَتي وَقَطْعَها لاَسْبابِ رَغْبَتي مِنْ أَجْلِ ما قَدْ أَنْقَضَ ظَهْري مِنْ ثُقْلِها وَبَهَظَني مِنَ الاسْتِقْلالِ بِحَمْلِها، ثُمَّ تَراجَعْتُ رَبِّ إِلى حِلْمِكَ عَنْ الخاطِئينَ وَعَفْوِكَ عَنْ المُذْنِبينَ وَرَحْمَتِكَ لِلْعاصينَ فَأَقْبَلْتُ بِثِقَتي مُتَوَكِّلاً عَلَيْكَ طارِحا نَفْسي بَيْنَ يَدَيْكَ شاكِيا بَثِّي إلَيْكَ سائِلاً مالا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْ تَفْريجِ الهَمِّ وَلا أَسْتَحِقُهُ مِنْ تَنْفيسِ الغَمِّ مُسْتَقيلاً لَكَ إيايَ وَاثِقا مَوْلايَ بِكَ، اللّهُمَّ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِالفَرَجِ وَتَطَوَّلْ بِسِهولَةِ الَمخْرَجِ وَادْلُلْني بِرأفَتِكَ عَلى سَمْتِ المَنْهَجِ وَأزْلِقْني بِقُدْرَتِكَ عَنْ الطَريقِ الاعْوَجِ وَخَلِّصْني مِنْ سِجْنِ الكَرْبِ بِإقالَتِكَ وَأَطْلِقْ أسْري بِرَحْمَتِكَ وَ طُلْ عَلَيَّ بِرِضْوانِكَ وَجُدْ عَلَيَّ بِإحْسانِكَ وَأقِلْني عَثْرَتي وَفَرِّجْ كُرْبَتي وَارْحَمْ عَبْرَتي وَلا تَحْجُبْ دَعْوَتي وَاشْدُدْ بِإلاقالَةِ أَزْري وَقَوِّ بِها ظَهْري وَأَصْلِحْ بِها أَمْري وَأَطِلْ بِها عُمْري وارْحَمْني يَوْمَ حَشْري وَوَقْتَ نَشْري، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ غَفُورٌ رَحيمٌ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.