تخرج من جامعته فخورا" بنفسه ، فقد اضاف لجمال مايملكه جمالاً، كان سمح الوجه عريض المنكبين ، مبتسما" لمن يعرفه ومن لا يعرفه .
في وسط عينيه سحرا" يجبرك على الاستسلام الى قانون جاذبيته فيدخل القلوب لا مستأذنا" !
طموحا" يحب الحياة بلا تكلف ، اضطرته صعوبة الايام وقساوة الظروف الى ان يفترش الارض ليبيع الكتب .
كانت تبحث عن مصادر لبحث تخرجها ، فتتنقل بين اروقة المكتبات والشوارع العلمية . كعادته يجلس وبين يديه كتاب الشعر وتغطي صفحات الكتاب ملامح وجهه.
توقفت اذناه عن سماع صوت داخله وهو يتمتم بأبيات الشعر ليحل دفء صوتاً سائلاً عن حاجة بين صفوف كتبه، ازال ابيات الشعر عن وجهه لتصد عينيه بعينيها
تلعثمت في تكرار سؤالها وأبت هو الآخر عيونه ان تأخذ استراحة في ان تطبق جفونها.
لوحتان جميلتان ارتسمتا في شارع المتنبي .
اخذت كتاباً وذهبت وهي لا تعرف مالذي اشترته؟ كتاباً ام عيونا" ام قلباً ام روحا" باتت تشاركها خطوات الطريق.
عاد الى بيته ليس كعادته، عاد نشطا" حيوياً حالما" الى غرفته واتكأ على ظهره ليعيد شريط اللحظات الممتعه .
اصبحت مصادر البحث عذراً لتجوال شارع المتنبي لباحث يبحث عن قلب يجعله مصدراً لأطروحة حياة كاملة .
فكان بالفعل مصدراً شاملاً لكل مفاصل الاطروحة جعلها تستغني عن جميع المصادر .
وكعادة الحب لا ينمو الا بالظروف القاسية ، ابتدأت رحلتهما في مواجهة الصعوبات والمعوقات من اجل الفوز بنتائج بحث حياتهما
لم تكن الفوارق الطبقية واراء العذال وشماتة الشامتين حاجزاً من ان يكللها بذلك الاكليل الابيض
ويشم من بين يديها رائحة باقة الورد في زواج الحب اللامحدود في زمن القيود