الاغتراب مصطلح استخدمه علماء، فلاسفة ومختصون بعلم الاجتماع والسلوك. في هذه الوثيقة ستُعرض المعاني والنظريات التي تخص موضوع الحياة المشتركة في إسرائيل التي طرحها علماء بارزون والتي يمكنها شرح إحساس الاغتراب لدى المواطنين- عرب إسرائيل.
معنى الاغتراب
الاغتراب هو محاولة لوصف شبكة علاقات الفرد أو المجموعة في المجتمع، في العائلة، في الدولة، وفي مؤسسات أخرى. يقول Melvin Seeman إن الاغتراب هو نقص في قوة الشخص المغترب. بكلمات أخرى، إحساس الاغتراب يسبب للفرد شعورًا بالعجز حول قدرته على تغيير الوضع الاجتماعي الذي يعيش فيه.
نظريات حول موضوع الاغتراب
نظرية هيجل وماركس حول الاغتراب:
عرّف هيجل وماركس الاغتراب كإحساس عجز في شبكة علاقات بين الفرد والمؤسسة التي يتبع لها أو التي يعمل فيها. أما حول الاغتراب السياسي فالمقصود اغتراب الفرد في شبكة علاقاته مع مؤسسات الحكم والدولة، الفرد في الدولة يشعر أنه غير قادر على التأثير في النظام العام، وانه يُدفَع إلى الهامش، ويشعر أنه مقموع، ولا يجد قناة لينشط من خلالها ويؤثر على النظام.
مصادر الاغتراب السياسي والاجتماعي
يشعر الفرد بالاغتراب عندما تسيطر عليه وعلى مستقبله علاقات القوة والسيطرة، بحيث أنه لا يستطيع التأثير أو تغيير أشكال السيطرة، سواء كانت داخل العائلة أو في مؤسسات دينية أو سياسية، وتعاقب هذه الأشكال الفرد في حالة خروجه عن الأيديولوجية السائدة.
نتائج الاغتراب
شدّد روبرت مارتون في نظريته- الاغتراب والتكيّف- أن التكيّف هو نتيجة لا يمكن تفاديها للاغتراب، ولها درجات مختلفة، بينها:
أ- Isolationism انعزال: هروب جزئي من الجوانب التي لا يستطيع الفرد التكيّف معها أو الانتماء اليها.
ب- Withdraw انسحاب: هروب كامل وعدم انتماء كلّي لواقع المجتمع وقيمه.
ج- Revolution الثورة: تمرد على الواقع بهدف تغييره.
تلخيصًا، إن اغتراب الأشخاص عن الحياة السياسية أو عن الحياة الاجتماعية معناه أولى حالة من الانعزال والتراجع من جهة وحالة يقنع فيها الفرد نفسه أنه في حالة عجز وهزيمة من جهة أخرى. لكن، في اللحظة التي يعي فيها الفرد أو المجموعة وضعهم فإنهم سيناضلون من أجل تحقيق حقوقهم. مثال بارز على المستوى السياسي هو إقامة منظمات المجتمع المدني كتعبير عن إرادة للتغيير وللمطالبة بحقوق سياسية واجتماعية.