وهي الأخلاق المبنية على أساس بعض المذاهب اللاهوتية، وقد كان أهم اتجاهات الأخلاق اللاهوتية تأثيراً، ولا يزال، المعتقدات الأخلاقية للديانات الأكثر شيوعاً (الإسلام والمسيحية والبوذية).
ومصدر الأخلاقيات اللاهوتية هو «اللَّه» أو الوحي، وهذه الأخلاق لا تعطي للمجتمع حق تحديدها وإنما تطبيقها كما جاءت.
ما هو علم اللاهوت ؟
يستخدم المصطلح – علم اللاهوت – اليوم بمعنيين ، أحدهما ضيق والآخر واسع . وتشتق لفظة " الثيو لوجيا " – علم اللاهوت " من كلمتين يونانيتين هما " ثيوس Theos" بمعنى " الله " و " لوجوس Logos " بمعنى " كلمة " أو " عقيدة " أو " علم " . ومن ثم يعرف " الثيولوجيا – علم اللاهوت " في المفهوم الضسق المحدود أنه " التعليم عن الله " . اما في مفهومه الأوسع والأكثر شيوعاً فيضم المصطلح " الثيولوجيا " داخله كل العقائد المسيحية ، ليس فقط العقيدة الخاصة بالله ، لكن أيضاً كل العقائد التي تعالج كل العلاقات بين الله والكون
. ففي إطار هذا المفهوم الواسع يمكننا تعريف علم اللاهوت أنه " العلم الذي يبحث في المعرفة بالله وبصلاته وعلاقاته بالكون "
أول الصفحة
ما هو الفارق بين علم اللاهوت وعلم الأخلاق ؟
. يعالج علم النفس سلوك الإنسان ، بينما يعالج علم الأخلاق تصرفاته . وينطبق هذا على كل من علم الأخلاق الفلسفي وعلم الأخلاق المسيحي
. ويبحث علم النفس في كيفية واسباب سلوك الإنسان ، أما علم الخلاق فيبحث في الوصف الخلاقي لتصرفات الإنسان وقد يكون علم الأخلاق وصفياً أو عملياً . ويدرس علم الأخلاق الوصفي سلوك وتصرفات الإنسان في ضوء بعض معايير الصواب والخطأ . أما علم الأخلاق العملي فأساسه علم الأخلاق الوصفي ولكنه يؤكد عملياً – بصفة خاصة – على دوافع السعي للوصول إلى هذا المعيار . وعلى أية حال فإن علم الأخلاق الفلسفي ناشئ على أساس بحت من المذهب الطبيعي وليس فيه تعليم عن الخطيئة ولا عن المخلص أو الفداء أو التجديد أو الحلول الإلهي ، ولا عن إمكانية تحقيق هذه الأهداف
ويختلف علم الاخلاق المسيحي عن علم الأخلاق الفلسفي إختلافاً كبيراً ، فهو أشمل منه ، لأنه بينما يقتصر " علم الأخلاق الفلسفي " على دراسة الواجبات بين الإنسان وأخيه الإنسان ، يتضمن " علم الأخلاق المسيحي" – بالإضافة إلى ذلك – واجبات الإنسان تجاه الله . كما تختلف دوافعهما عن بعضهما البعض ، حيث يتخذ الأخلاق الفلسفي دافعاً له من مذاهب السعادة الحسية أو من المنفعة أو من الكمال أو من مزيج منها جميعاً . كما في المذهب الإنساني . أما الدافع في علم الأخلاق المسيحي فهو العاطفة نحو الله والخضوع الطوعي له . ومع هذا فإن علم الأخلاق المسيحي يتضمن أكثر بكثير مما يتضمنه علم الأخلاق المسيحي . ويشتمل علم اللاهوت كذلك على كل عقائد الثالوث والخليقة والتدبير الإلهي ، والسقوط ، والتجسد ، والفداء والأخرويات . ولا يتضمن علم الأخلاق الفلسفي أيا من هذه العقائد