أن الإيقاع الحركي هو إحدى القابليات التوافقية الحركية بمفهوم علم التدريب وعلم الحركة الحديث كما ذكرنا ذلك في أكثر من موضوع على منتديات المفاهيم والمصطلحات الرياضية وعلم التدريب الرياضي . لقد عرفناه
" بأنه القابلية الحركية التي يستطيع بها الفرد الرياضي تنفيذ تلك الحركات والمهارات الرياضية بوزن وتوقيت حركي بإنتظام عمليات الإنقباض والإرتخاء بالمجاميع العضلية وفق آلية مقننة وفترات زمنية مناسبة ومحددة " ...( أثير : 2013 ) . والإيقاع الحركي مهم لأجل توفير الطاقة والجهد أثناء الأداء البدني الطويل الزمن كما في ( مسابقات الجري والمشي الطويل بألعاب المضمار والميدان , التجذيف , الدراجات الهوائية على الطريق , الترايثلون , القوارب الشراعية بالبحار , التزلج الطويل على الثلج ...إلخ ) , وكذلك الإيقاع الحركي مهم لأجل توزيع الجهد وتنظيم الأداء الحركي لتحقيق هدف حركي معين بنجاح كبير في جميع الفعاليات الأخرى بالألعاب المضمار والميدان كالعدوا والويب والقفز والرمي , والفعاليات والألعاب والمهارات الرياضية قاطبة .
كما يعرف الإيقاع الحركي بأنه ( التنظيم الزمني الديناميكي الخاص والمميز للأداء الحركي ) , ومع ذلك يعرفه بيركر Berger بأنه " تنظيم الحركات من ناحية مسارها الزمني " وبذلك يكون قد أغفل البعد الديناميكي والهام للحركة والذي يعبر عن شكل القوة المبذولة بالنسبة لأجزاء الحركة , حيث ينظم تلك الأجزاء النسب الزمنية الخاصة بها . وعلى ذلك يمكن تعريف الإيقاع الحركي بأنه ( النسب الزمنية والديناميكية بين أجزاء الحركة والتي تتمثل في عمليتي الشد والإسترخاء ) ...( بسطويسي : 1999 ( , وبذلك فقد طابق تعريف ( أثير :2013 ) كثيراً . أما دياتشكوف Djatschkow فيعرف الإيقاع الحركي ( بالفترات الزمنية بين أقسام الحركة والتداخل المستمر والمنسجم والمقنن بينها والذي يظهر من خلال العلاقة بين الشد والإسترخاء ) , وبذلك يكون دياتشكوف لم يففل بعدي الإيقاع الزمني والديناميكي .
أن معرفة المدرب للإيقاع الحركي جيداً يعطيه أفضلية في إمكانية تقويم مستوى الأداء تقويماً موضوعياً والوقوف على نقاط القوة والضعف بذلك الأداء , وبذلك يسهل عليه توجيه وتعديل مسار التدريب بما يخدم مستوى إتقان تكنيك الحركة وتحسين القدرات البدنية الخاصة بتلك الفعالية أو المهارة الرياضية عن طريق توزيع النسب الخاصة بالقوة على كل جزء من أجزاء الحركة وبما يتناسب مع اهمية كل جزء منها , والذي يمثل البعد الديناميكي الفعاّل للحركة . مثال على ذلك قيام رامي المطرقة بصرف طاقة زائدة في المرحلة التمهيدية أثناء المرجحات الإبتدائية للمطرقة , ثم لا يجد بعد ذلك الطاقة اللازمة للتسارع والوصول إلى أقصى طاقة ممكنة في مرحلة الرمي الرئيسية , وعلى ذلك تمثل نسب توزيع الطاقة على أجزاء الحركة توزيعاً صحيحاً مقنناً للإيقاع الحركي الجيد لهذا الرياضي والذي يظهر من خلال أداءه الحركي الكامل أثناء التدريب أو أثناء السباق . لذا يوجد إيقاع حركي خاص لكل رياضي ولكل لاعب في الألعاب الرياضية كافة , ويختلف بين واحد وآخر من حيث التوقيت الزمني والذي يمثل البعد الأول من الإيقاع , هذا بالإضافة إلى القوة المبذولة والتي تمثل البعد الثاني من الإيقاع , وذلك من خلال مرحلتي الشد والإرتخاء الذي يظهر من خلال مختلف التصرفات الحركية التي قد تظهر أثناء مهارات المراوغة وخداع الخصم بالألعاب الفرقية لأجل تحقيق الهدف المطلوب . وبالرغم من أن قابلية الإيقاع الحركي هي قابلية توافقية فردية للرياضي بشكل خاص , ولكنها تظهر أيضاً وبوضوح في الأداء الجماعي بالألعاب الفرقية , ففي كرة القدم على سبيل المثال الذي يفقد لاعبوه الإيقاع المشترك بينهم , لا يمكنهم تحقيق الفوز بالمباراة , حيث لا يمثل اللاعب نفسه بالفريق فقط بل يمثل مجموعة يربطها إيقاع حركي مشترك يمثل تفاهم وإنسجام عالي بين أفراد الفريق في لعبهم وتصرفاتهم ومهاراتهم أثناءالهجوم والدفاع , وهذا يعني أن كل اللاعبين ليسوا في حالة شد بإستمرار أو حالة إسترخاء , بل يتناوبون تلك المراحل بصورة توافقية ما بين الشد والإرتخاء كلما إقتضت ضرورة اللعب وبشكل إنسيابي متبادل .
أن الكرة السريعة في الألعاب الفرقية كما في كرة القدم أو السلة أو الطائرة أو اليد , لها خاصية حركية مميزة للأداء الجيد وسمة من السمات الضرورية عند الأداء , حيث تحتاج بعض الخطط إلى إيقاع حركي أو توقيت لعب سريع ليس فقط من قبل لاعب واحد بل من جميع أعضاء الفريق , والذي يساعد في إكتساب الإيقاع الحركي الجماعي الذي يشترك فيه جميع أعضاء الفريق , حتى لو كان أحد أعضاء الفريق في حالة توقف تام , نجد أنه مهيأ أو مستعد للأداء الحركي المنتظر والمرتبط بإيقاع زملاءه أعضاء الفريق , إن التدريب على ذلك ليست عملية سهلة كما يتصور البعض بل تأخذ من المدربين مجهوداً كبيراً , حيث يمكن تطويرها وتحسينها ضمن المهارات الخططية للفريق أي التكتيك , وإمكانية تنفيذها على أرض الملعب .
أما عند الأداء الجماعي المتزامن كما في رياضة التجذيف الثنائي والرباعي والثماني ...إلخ , بذلك يتغير شكل الإيقاع الحركي من إيقاع فردي يمثله مجذف واحد إلى تجذيف جماعي والذي يتمثل في مجموع إيقاعات الأفراد جميعهم بالقارب , والذي يحتاج إلى تدريب مقنن حتى الوصول إلى إيقاع مقنن وموزون للفريق . حيث تظهر قوة فريق التجذيف في إنسجام الأداء الحركي ومستوى توافق وإيقاع أعضاءه أثناء السباق .
أما عملية تدريب الإيقاع الحركي وتطويره فيتم من خلال تطوير تكنيك الأداء في اللعبة والفعالية الرياضية وتطوير تكتيك الأداء في تلك اللعبة , وكذلك تطوير القدرات البدنية الأساسية العامة والخاصة بتلك الفعالية أو اللعبة كالقوة والسرعة والتحمل والمرونة , فجميعها تهدف إلى تطوير مختلف القابليات الحركية التوافقية ومنها قابلية الإيقاع الحركي الرياضي .
أمثلة لأهمية الإيقاع الحركي بألعاب المضمار والميدان :