«مازنجر» في اليابان، كان يكسر تابوهات كل قواعد فنون الطفل بأول شخصية من شخصيات السوبر روبوت بقيادة الشاب الغاضب دائما «كوجي» الذي حارب Dr.Hell الشهير بأبي الغضب ورجاله الفضائيين – خالصي الشر- الذين هاجموا اليابان – وكأنه ينتقم من جيوش الحلفاء التي ضربت بلاده بالقنابل النووية- ، وخلال 92 حلقة بثتها شبكة «فوجي تيليفجن» اليابانية في اليابان في الفترة من ديسمبر 1972م حتى سبتمبر 1974م، خاض «مازنجر» معاركه منتصراً رغم عجزه عن الطيران، ومع نهاية حلقاته قدم صانعه فيلماً بعنوان «جريت مازنجر» قدم فيه السوبر روبوت الجديد الذي يقوده «تتسويا كابوتو» (أخ كوجي بالتبني) وقدم فيه أبا «كوجي» الدكتور «كابوتو» الذي اخترع «مازنجر العظيم» من معدن أقوى، والذي يحارب جماعة من الأشرار تنتمي إلى العالم السفلي، والذين يريدون أيضاً السيطرة على العالم بقياده «اشورا دانشوكن» (جنرال الظلام العظيم)، وسافر «كوجي» إلى الولايات المتحدة للدراسة في «ناسا»، وتم وضع «مازنجر» في المتحف الوطني تكريماً له ولصانعه.
ثم يقدم «جو ناجاي» مسلسله الثاني «غرندايزر» والذي تدور قصته حول «يوفو» الآلي العملاق الذي يقوده «دوق فليد»، أمير كوكب فليد الذي دمرته قوات نجم فيجا المتحالفة (لاحظ تشابه هذا التحالف مع الحلفاء الذين دمروا اليابان في الحرب العالمية الثانية)، ثم يهرب دوق فليد بآلته « غرندايزر » إلى كوكب الأرض، وهناك يتبناه الدكتور «آمون» مدير مركز أبحاث الفضاء ويعطيه اسم «دايسكي»، ثم يأتي الدور على كوكب الأرض لتغزوه قوات فيجا، ويصبح على «غريندايزر» التصدي لهم، تتطور الحلقات شيئاً فشيئاً ويكبر فريق «غرندايزر»، حيث يساعده في الحرب كل من «كوجي» بطل السلسلة السابقة وقائد «مازنجر» الذي عاد من الولايات المتحدة، و«كابوتو» و«هيكارو ماكيبا» وأخته «ماريا» التي يتضح فيما بعد أنها استطاعت الهرب من «فليد» قبل دماره، ويقود كل منهم سلاحاً طائراً من ابتكار الدكتور آمون.
يطور «جو ناجاي» شخصية أشراره هذه المرة، فنرى للمرة الأولى زوايا طيبة فيهم، «فيجا» الكبير يحب ابنته «روبينا» ويظهر أبوة حنونة تجاهها، والقائد «غندال» كان وفياً ومخلصاً لقائده «فيجا» الكبير وقتل نصفه الأنثوي بعدما تأكد من خيانته، وأبدى الوزير «زوريل» حزناً عميقاً على ابنه «زوريل» الصغير، وكان القائد «جوس» يذكر باستمرار أخته وأزهار وطنه.
لكن المسلسل الذي تم عرض 74 حلقة منه لم يلاقِ نجاحاً يذكر في وطنه الأم في اليابان، رفض الأطفال اليابانيون أن يشاهدوا بطلهم «كوجي» ابن بلادهم يؤدي دوراً ثانياً خلف «دايسكي» ابن الفضاء، فقامت الشركة المنتجة بدبلجة المسلسل إلى باقي اللغات وتم حذف الارتباط بين «مازنجر» و«غرندايزر» وتم تقديم «غرندايزر» كمسلسل منفصل لا وجود فيه لشخصية «مازنجر» داخل المتحف الوطني، وباللغة العربية في لبنان تم دبلجة المسلسل ليحصل فيه «كوجي» على اسم ماهر، لهذا ظن الكثيرون أن «مازنجر» مجرد تقليد لجريندايزر، بل وظهر بعده لأنه عرض في الوطن العربي بعد نجاح «غرندايزر» رغم أنه أنتج قبله.
اللطيف أن صناع المسلسل وعلى رأسهم «جو ناجاي» صنعوا حلقة خاصة، يستولي فيها الأشرار على «مازنجر» من المتحف ويحاربون به «غرندايزر»، لكن إصرار المستوردين والإنتاج على فصل المسلسلين عن بعضهما منع المشاهدين العرب من مشاهدة تلك الحلقة حينها.
ليبقى كل من «مازنجر» و«غرندايزر» بطلاً لن ينسى في ذاكرة أطفال السبعينيات والثمانينيات.