بقلم: الشيف أسامه السيد
يصعُب رصد نسب الذين يتبعون عشوائية الغذاء، لأنها ظاهرة غير ثابتة الإحصاءات. ولكن ما هي عشوائية الغذاء؟
هي ببساطة تناول كميات كبيرة من الطعام في أي وقت من أوقات النهار، غير مرتبطة بمواعيد الوجبات الثلاث، ولا يقف الأمر عند ذلك فقط، وإنما يرتبط بنوعيات طعام عالية جداً في محتواها الدهني والسكري. والطريف أن الذين يتبعون عشوائية الغذاء لا يقتربون بصفة عامة من الوجبات الصحية كالخضار والفواكه. والسبب هنا واضح وينحصر في أن هذه الأطعمة الصحية لا تدر إشباعاً معيناً لدى هؤلاء الأشخاص.
ولماذا الدهون والسكريات؟
بالتحديد لأنها الأطعمة التي يشعر معها الإنسان بالشبع الحار والامتلاء، وإحداث مشاعر الاسترخاء وأيضاً الأمان، فالسكريات تدخل في إطار تغذية الأعصاب وتهدئتها.
وما هي الأسباب؟
عشوائية الغذاء لا تدخل ضمن إطار الأمراض النفسية أو السلوكية، ولكنها عُرضة لهذه الأمراض، خاصة الاكتئاب، فكلما دخل الإنسان دائرة اللامبالاة والاكتئاب زادت معه معدلات تناول الغذاء بطريقة عشوائية، كغذاء تعويضي عن لحظات اليأس، وهي موجات نفسية قد تُطيح الإنسان.
ومن الأسباب أيضاً عدم الشعور بالأمن والأمان بسبب الاضطرابات العاطفية أو التقدم في السن والشعور بعدم التواصل.
الطعام هو الحل!
نعم، فلا غرابة في ذلك، إن تناول الخضار والمكسرات واليقطين والمعجنات وقليل من قطع الشوكولاتة وكثير من العصائر والأعشاب العطرية، تنظم شهية الإنسان وتحفز وتنشط مراكز الشبع عنده، فيبدأ في تناول الغذاء المتوازن، من حيث وقته وكميته ونوعيته.
ويشترط خبراء التغذية أنه، إضافةً إلى العلاج بالأطعمة السابقة، يجب على الإنسان المرهق نفسياً أن يتناولها وسط مجموعة من الناس المحببين إليه.. هنا تنتهي المشكلة التي تبدأ من المطبخ، وتنتهي عنده أيضاً.