حيث كنا صغارا.. كنا نصنع طائرة ورقية


حيث كنا صغارا .. كانت أحلامنا وردية


نتسابق في تلك الأزقة و نلعب الغميضة


هههـ يا لها من أيام ... أيامي الجميلة


في الريف أتذكر تلك المروج الخضراء


أتذكر كيف كسرت ساقي عند سقوطي


من أعلى الشجرة سقطت على التراب


يبدو أن تلك التربة كانت قاسية !!


بلا كانت أقسى ... أم أني قسوت ؟!


كبرت طائرتي الورقية .. صارت تطير


و كبرت لكن لا زلت أذكر سقوطي


حلقت بي بعيدا عن ما اسميته بالقاسية


عشت الدقائق .. الساعات و الأيام


مضت السنين .. لكن القسوة كبرت أيضا


لما الليل يهطل بقوة في هذا المكان؟!


تبقى الطريق تطوي في منعرجاتها


و تطوي الاشهر الطويلة أيامها


اين مولود؟ أين وحيد؟ أين احمد؟


كيف حال الجميع؟؟!!


استيقضت في لحظة شوق إلى القاسية


قاسية ليس بمفهوم قسوة السقوط


قاسية بلوعة البعد و الحنين


قاسية لأنها لم تسأل عن ابنها


قاسية لأنها تركت ابنها يسافر


قاسية الرحيل لماذا فعلتِ بي هذا؟!


قاسية هي تلك الطائرة الورقية


قاسية طائرتي الورقية في كبرها


في طيارنها في تحليقها في وصولها الى المطار


اريد ان يلسعني نحل وطني


اريد السقوط من اعلى جبل وطني


اشتاق الى التربة الحمراء .. إلى الصحراء


دعني استنشق ربيعك بألوانه بأزهاره


اتركني لا توقفني فجنوني يزداد


يزداد بمداعبة أمواجك و زبادك


هلم الي يا هواء .. اشتاق لعناقك


أين انت طائرتي الورقية


أعيديني ..


سأعيد طفولتي و اتذوق تربة خلقت منها


اصنع شوارعي حيينا القديم طائرة


طائرة أحرقها لكي لا تطير


اشتقت الى وسادتي التي صنعتها الجدة


ملأتها بصوف خروف العيد


ما أبها أعيادك وطني الغالي


حرقة البعد تشعل بركانا لا يخمد أبدا


و دهر السنين أكل من الشوق قصاعا


شرب الحنين وديانا سقاها البعاد


فأفاض كأس العودة و اللقاء


كيف سأسلم على تربة دعوتها بالقاسية


كم أنت قاس يا أنا !!


قسوت على نفسي و علقت حبي بطائرة


طائرة غادرة راحلة مسافرة


تزداد الليالي ظلمة في وحدتي هاته


وأبقى المسافر بلا وطن ...


تمردت على تربة أطعمتني


فجنيت الجراح التي أرهقتني


اريد فرصة أخيرة للعودة


أفتح صفحة جديدة و أطرد الوحدة


أماه ،، وطني أناجيك تربتي


هوائي ... و نسيم الصباح


هل تريدين قُبلة ؟


سأقبلك سأعانقك و أتوسدك


و ارسم طائرة على تربتك


هكذا لن تطير أبدا


سأرسم منزلا .. يكون أبدياً


سأرسم لحناً بدون سانفونية


و اعيش حلما .. يبقى حقيقة


قصتي و طائرتي الورقية


و تربتة ظننتها قاسية


سأحرق صفحاتي المهاجرة


و اسجن كل الطيور المحلقة


لن يغادر أحد!!


أدركت اني حقا قاسٍ


و تزداد القسوة في كل لحظة بعد


هلم إلي يا بلدي الغالي


نتسامر و نتقاسم طول الليالي


فأنا ببعدك بالحياة لا أبالي


صرت أعيش في الثلث الخالي


بقبلتك سيتحسن حالي