Wednesday, december 07, 2011
النفيس: السلفيون يتصالحون مع اليهود ويعادون الشيعة والأقباط
سلفيو مصر يشتبكون مع المحتفلين بعاشوراء ويمزقون الرايات السود
يقدر عدد الذين احتفلوا بالمناسبة في مصر هذا العام نحو ثلاثة آلاف شيعي بين مصريين وعرب وعراقيين مقيمين هناك، رفعوا الرايات وأذاعوا عبر مكبرات الصوت القصائد البكائية عن استشهاد الحسين تخللها البكاء واللطم على الصدور والرؤوس.لكن سلفيي مصر الذين ينظرون الى هذه الاحتفالية على انها دخيلة على الاسلام وشرك بالله، اشتبكوا مع عدد من المحتفلين واعلموا رفضهم لهذه المراسيم .تحول الاحتفال الشيعي في مصر في ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي الى اشتباكات بين محتفلين شيعة، وسلفيين يعتبرون العزاء الحسيني بدعة دخيلة على الإسلام. وكان الشيعة في مصر استغلوا فرصة التغيير فشرعوا في اقامة مجلس العزاء الأكبر في مسجد الامام الحسين بمنطقة القاهرةالقديمة، حيث رفعوا لأول مرة في مصر الرايات السوداء المطرزة بصورة الحسين التي يرفعها الشيعة في هذه المناسبة. ويحتقل الشيعة في كل عام بذكرى واقعة الطف وهي معركة جرت في كربلاء (108 كم جنوب غربي العاصمة العراقية بغداد )، بين الحسين ومعه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع ليزيد بن معاوية، على مدى ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680م، بمقتل الحسين بن علي، الذي أصبح الشيعة يطلقون عليه لقب "سيد الشهداء".
آثار سياسية ونفسية وعقائدية
وتعد واقعة الطف من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي، وكان لها آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الآن، وأصبح لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزاً من قبل الشيعة "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف" بحسب المفاهيم الشيعية.
ويقدر عدد الذين احتفلوا بالمناسبة في مصر هذا العام نحو ثلاثة آلاف شيعي بين مصريين وعرب وعراقيين مقيمين هناك، رفعوا الرايات وأذاعوا عبر مكبرات الصوت القصائد البكائية عن استشهاد الحسين تخللها البكاء واللطم على الصدور والرؤوس.
سلفيو مصر: بدعة
لكن سلفيي مصر الذين ينظرون الى هذه الاحتفالية على انها دخيلة على الاسلام وشرك بالله، اشتبكوا مع عدد من المحتفلين واعلموا رفضهم لهذه المراسيم ومزقوا الرايات السود، حتى تدخلت الشرطة لاحتواء الموقف فاعتقلت الناشط الشيعي محمد الدريني و آخرين لعدة ساعات ثم أطلقت سراحهم، في حين أغلقت إدارة المسجد الحسيني الضريح وطردت الشيعة خارج المسجد بأمر من وزارة الأوقاف المصرية.
جدير بالذكر ان هذه هي المرة الاولى التي يحتفل فيها الشيعة المصريون بذكرى عاشوراء بهذه الطريقة العلنية، منذ عقود، حيث كان السلطات في عقد الرئيس المخلوع حسني مبارك تمنع الشيعة من اقامة مراسيم العزاء بشكل علني.
الأقباط والشيعة.. أعداء
وكان أحمد راسم النفيس "طبيب مصري وأستاذ جامعي وناشط إسلامي شيعي إثني عشري تحول من الإسلام السني إلى الإسلام الشيعي" قال في تصريحات لجريدة الوطن الكويتية ان " هناك مقرات خاصة تقام فيها مراسيم العزاء التي تتضمن أناشيد دينية وتذكير بالدور الكبير الذي قام به الحسين من أجل الحرية والوقوف في وجه الظالمين".
وبحسب النفيس فان تراكمات 14 قرناً من التناحر لا يمكن أن تنتهي في عدة شهور، مشيرا إلى أن "السلفيين قبلوا بالتصالح مع اليهود وبإقامة علاقات مع أمريكا إلا أنهم يعتبرون الأقباط والشيعة ألد أعدائهم".
ونوّه النفيس إلى أن الاحتفال بعاشوراء في مصر ظل قائماً حتى ألغاه الاحتلال الانجليزي عام 1914.
وقال الزعيم الروحي للشيعة في مصر المستشار الدمرداش العقالي إن "الجرح الحسيني" فوق كل الأحداث ولا تؤثر فيه الأحداث لا مداً ولا جزراً.
وأضاف إن حرية الأنين على الحسين أصبحت موجودة، لكن الذي يجري في مصر «طوفان غير معروف محركاته ولا أهدافه»، وبالتالي فلا مجال للاحتفال أو البكاء بحسب "الوطن" الكويتية.
وأكد أن الشيعة في مصر يتذاكرون فضائل الحسين وقيمه والثورة التي أشعلها في العالم. واضاف.. المد السلفي أصبح مخيفا من حيث عدائه للشيعة ولكثير من القيم السائدة، وأن أتباع التيار السلفي حاولوا استمالته في دائرته بالصعيد كي يحصلوا على صوته وأصوات مؤيديه إلا أنه أعطى صوته للكتلة المصرية.
وزارة الأوقاف تمنع الاحتفال
وكانت وزارة الأوقاف وأئمة ودعاة مصر اعلنوا لمناسبة عاشوراء والاحتفالات الشيعية في مصر عدم جواز نشر المذهب الشيعي في مصر بلد الأزهر الشريف بأي حال من الأحوال، والتي تدين وشعبها (عامتهم وخاصتهم) بمذهب أهل السنة والجماعة.
وقال وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط تعليقا على ما حدث من محاولة بعض الشيعة اقامة شعائرهم أمام مسجد "الحسين" بالقاهرة : " لا يجوز نشر المذهب الشيعي في الديار السنية أو وسط المجتمعات التي تدين بمذهب أهل السنة والجماعة ".
وأضاف: انه غير مسموح بممارسة الشعائر الشيعية أو الطقوس ذات المظهر الشيعي على أرض مصر خاصة في مساجدها، مؤكدا انه مع الإيمان بالتعددية الفكرية والثقافية واحترامها حيث خلق الله تعالى الناس مختلفين، الا أننا نرفض نشر المذاهب التي نختلف معها في المعتقد بغض النظر عن حجم هذا الاختلاف في ديارنا وتجمعاتنا.
لا يجوز نشر المذهب الشيعي في الديار السنية
وأوضح عبد الجليل ان المذهب الشيعي طوائف عديدة ومدارس مختلفة كثير منها يختلف مع المذهب السني في بعض أمور الاعتقاد، لذلك فانه لا يجوز نشر المذهب الشيعي في الديار السنية أو وسط المجتمعات التي تدين بمذهب أهل السنة والجماعة. وطالب عبد الجليل الشيعة في مصر إدراك ذلك، مشددا على أنه لا يمكن نشر هذا المذهب لا في الإعلام الموجه الى المجتمعات السنية ولا في المساجد التي يتردد عليها أهل السنة.
مواقف بين السنة والشيعة
الجدير بالذكر ان هناك مواقف متناقضة بين السنة والشيعة حول قضية خروج الحسين ومن ثم مقتله، فالكثير من ائمة السنة يرون ان خروج الحسين بن علي لم يكن فيه مصلحة، ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع. وبحسب أئمة من السنة فانه
"لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي أنه قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري).
لكن الشيعة يرون نقيض ذلك وأئمتهم يرون في خروج الحسين ثورة لأجل الإصلاح، وحفظ الإسلام، وإبقائه كما صرّح بذلك حيث قال : " إِنّى لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَلا بَطَرًا، وَلا مُفْسِدًا وَلا ظالِمًا، وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الاصلاحِ فى أُمَّةِ جَدّى ". وبحسب هؤلاء فان الحسين "ثار ضدّ الكفر والظلم والفساد والطغيان، وأعطى للأُمّة الإسلامية دروس التضحية والفداء، وإباء الظلم والجهاد في سبيل الله ".
ايلاف