برشلونة في قلبي ، اليوم وغداً وإلى الابد !!" قد يكون من الصعب أن نصدق الآن أن المدرب الحالي لريال مدريد جوزيه مورينيو قد تلفظ بتلك الكلمات التي اطلقها في عام (1997) عندما وقف إلى جانب المدرب بوبي روبسون على شرفة حكومة كاتالونيا في وسط المدينة حيث أقسم آنذاك على الحب الأبدي للنادي وأمام الآلاف من مشجعي البارسا بصوتٍ عال.
وتمتع المدرب البرتغالي بالكثير من الأوقات السعيدة كمساعد للمدرب في حقبة بوبي روبسون ولويس فان غال في النادي الكتلوني ولكنه أصبح شخصية "محتقرة" في ملعب كامب نو مع مرور الوقت إثر سلسلة المشاحنات والمشاكل مع إدارة البلوغرانا ومع المسؤولين عن الفريق الأول بسبب خلافات متكررة في وجهات النظر في ذلك الوقت.
وجاء الرجل الخاص إلى برشلونة رفقة المدرب بوبي روبسون الذي كان مساعده في بورتو وسبورتينغ لشبونة خلال موسم (1996/1997) حيث فاز معه في كأس السوبر ، كأس إسبانيا وكأس الكؤوس الأوروبية في حين أكمل مورينيو مشواره مع برشلونة في موسم (1997/1998) مع لويس فان غال حتى استقالة الهولندي في موسم (1999/2000) بسبب النتائج السيئة.
وتولى المدرب لورنزو سيرا فيرير مسؤولية برشلونة خلفاً لفان غال فيما تم الاستغناء عن جوزيه مورينيو الذي أنهى عقده في تموز من عام (2000) والتي كانت البداية نحو حرب طاحنة بعد أن حمل البرتغالي في قلبه الكثير من الغضب والحقد بسبب الطريقة التي عاملها به المسؤولون عن النادي آنذاك والتي تستمر حتى يومنا هذا بشكلٍ واضح للعيان.
وكانت عودة المدرب الحالي لريال مدريد إلى البرتغال في عام (2000) والاضطلاع بدور التدريب من الأسباب التي جعلت مورينيو على الطريق الصحيح حيث قاد بورتو للفوز في كأس الاتحاد الأوروبي ومن ثم حقق ما لا يمكن تصوره بعد أن حصل على لقب دوري أبطال أوروبا مما فتح له الأبواب نحو الانتقال إلى تشلسي ومواجهة برشلونة في دوري الأبطال في أولى اللقاءات التي كانت نارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وبدأت العلاقة تسوء في أولى المواجهات بعد فوز برشلونة على تشلسي (2/1) في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا من موسم (2004/2005) في ملعب كامب نو حيث زعم مورينيو أن المدرب الهولندي فرانك ريكارد تحدث إلى الحكم أندريس فريسك في غرفة تغيير الملابس بين الشوطين وهو ما أغضب جماهير برشلونة فيما رد تشلسي على تلك الهزيمة بالفوز (4/2) بجانب احتفال المدرب البرتغالي بشكلٍ جنوني الأمر الذي يؤكد نهاية قصة الحب مع برشلونة.
وبعد سنة التقى برشلونة وتشيلسي مرة أخرى في الدور ثمن النهائي حيث فاز برشلونة في مباراة الذهاب على ملعب ستامفورد بريدج (2/1) بجانب طرد المدافع آسيير ديل هورنو بعد اعتدائه على ليونيل ميسي بالقرب من حكم الراية فيما كان رد الفعل عند مورينيو قوياً جداً إذ انتقد نجم برشلونة الشاب وقال : "برشلونة مدينة عظيمة من الناحية الثقافية وبها العديد من المسارح ويبدو أن هذا الصبي تعلم هذا الأمر بشكل جيد جداً".
وشكك المدرب الحالي لريال مدريد في تأهل برشلونة على حساب تشلسي بعد التعادل في مباراة الإياب من الدور ثمن النهائي من موسم (2005/2006) حيث رأى في ذلك الوقت بأن تأهل برشلونة ليس شرعياً من وجهة نظره فيما اشتكى كذلك من ممارسة لاعبي برشلونة لهواية الغوص على أرضية الملعب عندما التقى الفريقان مرة أخرى في دور المجموعات من موسم (2006/2007) بينما استمر الخلاف التاريخي بين برشلونة ومورينيو بعد التعادل (2/2) في كامب نو.
وانتقل جوزيه مورينيو بعد ذلك إلى إنتر ميلان ولكنه وجد نفسه ضد برشلونة في أربعة مناسبات في الموسم الثاني له في النادي الإيطالي حيث تواجه الفريقان في دور المجموعات في موسم (2009/2010) فيما شاء القدر بأن يكون برشلونة وإنتر طرفاً في الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا ولكن البرتغالي استُقبل في ملعب كامب نو ببعض لافتات الترحيب التي تسخر منه مثل "المترجم" في إشارة الى دوره كمترجم في حقبة بوبي روبسون في حين تمكن البرتغالي من العبور إلى الدور النهائي على حساب برشلونة بعد الفوز عليه (3/1) ذهاباً رغم هزيمته إياباً (1/0) بجانب احتفاليته الشهيرة في ملعب كامب نو.
وغادر مورينيو بعد أن حقق الثلاثية مع إنتر ميلان في موسم (2009/2010) إلى ريال مدريد فيما اعترف البرتغالي بأنه لا يمكن أن يدرب برشلونة وقال : ''أنا لست غبياً بما فيه الكفاية للتفكير في تحويل هذه الكراهية إلى حب ولهذا فإنه من الواضح أنني سوف أنهي مسيرتي من دون الحاجة إلى تدريب برشلونة ، نجلي يشجع النادي الكتلوني ؟؟ هو لن يفعل ذلك على الإطلاق وإبني لن يشجع النادي الذي قام بإهانة والده".
وكانت أولى اللقاءات بين برشلونة وريال مدريد بقيادة المدرب جوزيه مورينيو نارية جداً بعد أن تمكن النادي الكتلوني من هزيمة البرتغالي بنتيجة تاريخية (5/0) والإنتقام من حرمان البلوغرانا بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في ملعب الغريم التاريخي سانتياغو برنابيو فيما كانت هزيمة اللوس بلانكوس في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري الأبطال في الموسم الماضي القشة التي قصمت ظهر البعير بعد أن إتهم مورينيو نادي برشلونة بأنه يحصل على المساعدات التحكيمية بشكلٍ متكرر من الاتحاد الأوروبي لأنه يدعم منظمة اليونسيف.