أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الثامن والعشرين من دروس حقائق الإيمان والإعجاز العلمي.
موضوع من أهم الموضوعات التي يحتاجها المسلمون اليوم، هذا الموضوع يحتاج إلى مقدمة، الله جلّ جلاله حينما خلق الكون خلقه وفق نظام السببية، شاءت حكمة الله أن يجعل لكل شيء في هذا الكون سبباً، ولأن الله طليق القدرة والإرادة كان من الممكن أن يكون الشيء من دون سبب، لكن أراد ولحكمة بالغة بالغة أن يكون لكل شيء في هذا الكون سبب، أي أن نظام السببية ينتظم الكون كله، الدليل:
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾
( سورة الكهف )
الإنسان يتوهم أن السبب خالق النتيجة، والحقيقة أن النتيجة يخلقها الله عز وجل، لكن تأتي بعد السبب، فالكون يسوده النظام، بهذا النظام، نظام السببية، بل إن نظام السببية يأخذ بيد الإنسان برق ولطف إلى مسبب الأسباب، أي هذه البيضة من الدجاجة، وهذه الدجاجة من البيضة، إلى أن تقول من خلق الدجاجة الأولى ؟ تقول: الله.
لولا نظام السببية لما آمنا بالله أصلاً، ما دام الكون بلا سبب إذاً لا يحتاج إلى خالق، لكن لأن الله عز وجل جعل هذا الكون وفق نظام السببية، ونظام السببية من خلق الله عز وجل، هذا القانون يأخذ بيدنا بلطف إلى مسبب الأسباب.