العدمية (بالاتينية nihil) موقف فلسفي يقول إن العالم كله بما في ذلك وجود الإنسان، عديم القيمة وخال من اي مضمون أو معنى حقيقي.وحسب هذا المذهب ينحصر الأديب العدمي في تذكير الإنسان بحدوده حتى يستغل حياته استغلالاً عدمياً، وبذلك ينضج فكر الإنسان نضجاً يرفعه من مرتبة الحيوان الذي لا يدرك معنى العدم إلى مرتبة الأديب المدرك له، والذي يلغي الفواصل المصطنعة بين العلم والفن، فالأديب العدمي هو الذي ينفذ من خلال الموت والبشاعة والعنف والقبح إلى معنى الحياة العدمية، فالعدم هو الوجه الآخر للوجود.
- من أهم الشخصيات العدمية ديوجين، والعدمية ترى أن الوجود الإلهي وعدمه سواء ولا يحسن أن يجهد الناس أنفسهم في هذا الموضوع. والمؤرخون يفرقون بين الإلحاد والعدمية من حيث أن الملحد يختار جانب الإلحاد الصريح (سارترمثلاً)أما العدمي فيرى أن المسألة سواء (يستوي الوجود الإلهي وعدمه).
ينسب الكثيرين العدمية إلى نيتشه ودستوفسكي، مع أن الاثنين لا علاقة لهما بالعدمية فنيتشه صاحب مدرسة الإنسان المتفوق (السوبرمان)، ودستوفسكي مؤسس الوجودية بالأدب.
- يعد الشاعر والناقد جوتفريد بن 1886-1956م من أبرز العدميين الذين وضحوا معنى العدمية كمذهب أدبي،إذ قال بأن العدمية ليست مجرد بث اليأس والخضوع في نفوس الناس، بل مواجهة شجاعة وصريحة لحقائق الوجود.
- وقد رحب هذا الشاعر بالحكومة النازية عندما قامت في الثلاثينيات من هذا القرن على أساس أنها مواجهة حاسمة للوجود الراكد، إلا أنه عُدَّ عدواً للنازية لأنه قال بأن البشر متساوون أمام العدم والفناء وليس هناك جنس مفضل غيره وقد صودرت جميع أعماله الأدبية عام 1937م.
- ويعد الكاتب الروماني أميل سيوران(1911-1995)، من أشهر العدميين المعاصرين. ومن أعماله (لو كان آدم سعيدا).(المياه كلها بلون الغرق).
ويعد الشاعر والفيلسوف (أبو العلاء المعري) أشهر العدميين العرب.
- برزت العدمية في روايات الواقعية النقدية لجوستاف فلوبير1821-1880م وأنوريه دي بلزاك 1799-1850م وفي أعمال الطبيعة الانطباعية لإميل زولا 1840-1902م في القرن التاسع عشر إلا أن الأديب الفرنسي جوستاف فلوبير هو المعبر الأول عن العدمية في رواياته، ثم أصبحت مذهباً لعدد كبير من الأدباء في القرن التاسع عشر.