الحتمية فرضيةفلسفية تقول ان كل حدث في الكون بما في ذلك إدراك الإنسان وتصرفاته خاضعة لتسلسل منطقيسببي محدد سلفا ضمن سلسلة غير منقطعة من الحوادث التي يؤدي بعضها إلى بعض وفق قوانين محددة، يؤمن البعض بأنهاقوانين الطبيعة في حين يؤمن آخرون بأنها قضاء الله وقدره الذي رسمه للكون والمخلوقات، وبالتالي فنظرية الحتمية يمكن تبنيها من قبل أشد الناس إلحادا وتمسكا بالقوانين العلمية كما يمكن تبنيها من قبل أشد الناس إيمانا وقدرية.في الحتمية، لا يمكن حدوث أشياء خارج منطق قوانين الطبيعة (و وفق التفسير الديني للحتمية وضع الله القوانين في الطبيعة ليسير كل شيء وفقها)، وبالتالي لا مجال لحوادث عشوائية غير محددة سلفا، ويعترف الحتميون بأنه ربما يصعب على الإنسان أحيانا معرفة النتيجة مسبقا نتيجة عدم قدرته تحديد الشروط البدئية للتجربة، أو عدم امتلاكه للصياغة الدقيقة للقانون الطبيعي، لكن هذا القانون موجود والنتيجة محددة سلفا.فلسفة الحتمية
القضية الأولى التي تنادي بها الفلسفات الحتميه أن الإرادة الحرة ما هي إلا مجرد وهم إنساني (باستثناء إذا أردنا تعريفها كما في الفلسفة الانسجامية الأصلية.). يمكن التمييز بين موقفين أو مدرستين : مدرسة تقول أن جميع الحوادث المستقبلية محددة سلفا وستحدث ضرورة (وهذا ما يعرف بالقدرية Fatalism) (و هي نظرة أكثر تعلقا بالميتافيزيقيا), والحتمية التي ترتبط أساسا وتعتمد على أفكار الماديةوالسببية. وهو موضوع يبحثه الفلاسفة خاصة منذ القدم أهمهم عمر الخيام، ديفيد هيوم، توماس هوبز، إيمانويل كانت، بول هنري ثيري، بارون دي هولباخ وأخيرا جون سيرل.