: مفهوم التنشئة الاجتماعية:

حَظِيَ مفهوم التنشئة الاجتماعية باهتمام كبير في مختلف مجالات المعرفة ( علم الاجتماع، الانثربولوجيا، علم النفس) وفي المعاجم والقواميس، فضلاً عن الأبحاث والدراسات الاجتماعية والنفسية والتربوية، وعليه يمكن القول إنه لا يمكن استيعاب مفاهيم التنشئة الاجتماعية في مبحث أو في مقال ، وما سنذكره هنا لا يعني سوى قليل من كثير وغيض من فيض.

ويلاحظ أنه لا يوجد تعريف جامع مانع لهذه العملية لأنها إحدى عمليات العلوم الاجتماعية التي تتسم بالنسبية والتغير عبر الزمان والمكان، فهي أصلا عملية تتعلق بالإنسان في سياقه الاجتماعي، وفيما يلي نماذج لبعض مفاهيم التنشئة الاجتماعية.

التنشئة الاجتماعية تعني عملية إكساب الفرد الخصائص الأساسية للمجتمع الذي يعيش فيه ممثله في القيم والاتجاهات والأعراف السائدة في مجتمعه ومعايير السلوك الاجتماعي المرغوب في هذا المجتمع، وهي عملية مستمرة عبر زمن متصل تبدأ من اللحظات الأولى من حياة الفرد إلى وفاته.

ويرى عالم الاجتماع الأمريكي ( بارسونز ) أن التنشئة الاجتماعية: عملية تعلم تعتمد على التقليد والمحاكاة والتوحد مع الأنماط العقلية والعاطفية والأخلاقية عند الطفل والراشد، وهي عملية تهدف إلى إدماج عناصر الثقافة في النسق الشخصية، وهي عملية مستمرة تبدأ من الميلاد داخل الأسرة وتستمر في المدرسة وتتأثر بجماعات الرفاق .

ويعرف أميل دور كايم التنشئة الاجتماعية بأنها عملية استبدال الجانب البيولوجي بأبعاد اجتماعية وثقافية لتصبح هي الموجهات الأساسية لسلوك الفرد في المجتمع .

كما يعرف قاموس علم الاجتماع التنشئة الاجتماعية بأنها “العملية التي يتعلم الطفل عن طريقها كيف يتكيف مع الجماعة عند اكتسابه السلوك الاجتماعي الذي توافق عليه هذه الجماعة ، أما معجم علم النفس والطب النفسي، فإنه يعرف التنشئة الاجتماعية بأنها العملية التي يكتسب الفرد من خلالها المعرفة والمهارات الاجتماعية التي تمكنه من أن يتكامل مع المجتمع ويسلك سلوكا تكيفيًا فيه، وهي أيضا عملية اكتساب الفرد للأدوار والسلوك والاتجاهات التي يتوقع منه في المجتمع.