بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ليلة ويوم العاشر من المحرم تتعالى صرخات المعزين والمحبين لسيد الشهداء(ع) بهذا الشعار {هذا الوداع ياحسين في داعة الله ياحسين..}
ترى ونحن نقول هذه الكلمة هل وعيناها؟
الجواب على ذلك :
ان هذه الكلمة لها ثلاثة ابعاد:
البعد السطحي
البعد العاطفي
البعد الواعي
البعد السطحي : هناك البعض من الناس يقول: هذا الوداع المعهودة الا ان مفهوم الوداع عنده وداع لموائد الطعام في مآتم الحسين.
والبعض يقول هذه الكلمة وهو يودع المواكب العزائية واجواء التجمعات في عزاء الحسين(ع).
ولكن هذا مفهوم سطحي لوداع الحسين وماهدف له الحسين(ع) وقدم دمه الزكي من اجله يجعل هؤلاء يغبنون هذه الكلمة حقها.
البعد الثاني:
البعد العاطفي الذي يستمد قوامه من لحظات الوداع الاخيرة التي عاشها اهل البيت(ع) ومحبوا العترة الطاهرة لوداع سيد الشهداء (ع) في يوم عاشوراء .
فلقد كانت ساعة وداعهم للحسين ممزوجة بالحزن والألم لفراق الحسين(ع)
اسمح لي عزيزي المؤمن
اسمحي لي اختي المؤمنة ان آخذكم لحظة لساعة الوداع للحسين(ع)
احطن النساء بالحسين(ع) هذه تشمه وتلك تضمه ، وتلك تقول الى أين ياحمانا وأخرى تقول إلى أين يارجانا؟
أخذ الحسين يدير بعينه يفتش عن سكينة .
قال اختي زينب أين عزيزتي سكينة ؟
قالت الحوراء (ع) ان سكينة جالسة في ظهر الخيام لأنها لاتطيق ساعة الوداع.
جاء الحسين(ع) الى سكينة وإذا بها جالسة خلف الخيام تحت حرارة الشمس واضعة رأسها بين ركبتيها وتبكي.
ضمها الحسين الى صدره وهو يقول:
سيطول بعدي ياسكينة فاعلمي **من البكاء اذا الحمام دهاني
لاتحرقي قلبي بدمعك حسرة **مادام مني الروح في جثماني
فاذا قتلت فأنت أولى بالذي**تأتينه ياخيرة النسوان
وهذا مشهد من المشاهد المؤلمة لساعةالوداع فمن الطبيعي ان من يعيش هذه اللحظات بقلبه ان يتأثر ويكون في قلب حدث الوداع لسيد الشهداء.
وينادي (هذا الوداع ياحسين في داعة الله ياحسين)
البعد الثالث
وهو الجمع بين البعد العاطفي والبعد الواعي ، وهو اننا لانودع الحسين في يوم العاشر ولانودع مصيبة الحسين ، لأن الحسين يجري في دمائنا ومصيبة الحسين والعزاء على الحسين بهما بقاء مذهبنا.
اذا ماذا نودع في يوم العاشر من المحرم.
اننا في يوم العاشر من المحرم نودع صفحة سوداء من حياتنا لنتبدأ عهدا جديدا مع الحسين واصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين(ع)