بسم الله الرحمن الرحيم
عمر علي، ضابط عسكري عراقي تركماني الأصل- عراقي مولود في كركوك من عائلة البيرق دار ، ولد في كركوك عام 1910، وقائد القوات العراقية في حرب فلسطين عام 1948. ومما يروى عن دوره في حرب فلسطين، حاصر 4000 مقاتل من القوات الصهيونية مدينة جنين في 3 يونيو1948 في محاولة للاستيلاء عليها فأتى عمر علي على رأس قوة من 500 جندي عراقي و 100 من المجاهدين الفلسطينيين وبعد قتال شرس خارج وداخل المدينة استطاع فك الحصار وتحرير المدينة في اليوم التالي وبقيت تحت الحكم الأردني حتى احتلالها عام 1967.
تفاءل الناس من جديد، واستبشروا خيراً بقدوم الجيش العراقي، الذي كان حسن السمعة والصيت، ومما جاء على ألسنة العوام من الناس قولهم مرددين شعراً، القول الغنائي التالي:
يا عرب فلسطين إسرائيل مين ذللها وفي مؤتمر القمة لأصحابها حللها
وتشرف على فلسطين وأطلالها ومن فوق تشوف جبالها
وإن طلت جيوش العرب جيش صالح زكي أ ولها
واستبشرت نساء فلسطين بقدوم ضباط وجنود الجيش العراقي الذين قدموا للدفاع عن فلسطين والذين رابطوا في أرض المثلث فقلن فيهم:
يا زتون ما مروا عنك عراقية--------- بارودهم في كتوفهم مجلية
يا زتون ما مروا عنك غير اثنين ------ الحرس والنقطة ع رأس العين
في عام 1948 شن اليهود هجوما واسعا على مدينة جنين واحتلوها ودار قتال عنيف في شوارعها بعد أن أحكم اليهود الحصار عليها وقطعوا الاتصال بينها ومدينة نابلس.
وقام اليهود بحصار السرايا – مركز البوليس الواقع على طريق حيفا حصار محكما لوجود مناضلين ومقاتلين من البوليس الفلسطيني، وبدأوا بقصفه بمدافع الهاون وقد دبت الفوضى في المدينة التي كانت بحكم الساقطة عسكريا في ايد اليهود. وكان هناك لواء عراقي يتحرك من نابلس إلى غرب فلسطين إلى مدينة طولكرم ومن ثم للتمركز في مدينة قلقيلة وكفر قاسم شرقي مدينة تل ابيب. وعند مفرق دير شرف التقط اللواء الركن عمر علي قائد اللواء استغاثة المحاصرين لاسلكيا يطلبون النجدة. فما كان منه إلا ان حول اتجاه اللواء إلى جهة الشمال نحو جنين بدل ان يتجه غربا نحو طولكرم بدون الرجوع للقيادة العراقية فجنين تعد اهم من طولكرم لأنها أكبر بكثير ففي ذاك الوقت جنين كانت من المدن كبيرة في فلسطين كان يعيش بها حوالي 35000 ام طولكرم كانت مدينة صغيرة لا يتعدا سكنها 9000. وقد اندفعت قوات هذا اللواء الذي يسميه العراقيون الجحفل إلى جنين واتخذوا لهم نقطة عسكرية في سهل قباطية في منطقة بئر جنزور.
واستعان هذا الفوج بأعداد كبيرة من مناضلي قرى نابلس وجنين وعرابة وبرقين ورمانة وسيلة الظهر وصانور وتعرضت هذه الكتيبة لقصف جوي في طريقها وواصل الجيش العراقي زحفه عبر الطريق العام بينما يزحف المناضلون الفلسطينيون من الجبال المحيطة بالمدينةبأعداد كبيرة ومعهم عدد من النساء يزغردن ويشجعنهم وعند الظهر وصل الفوج العراقي ونجحوا في فك الحصار عن القلعة وخسر اليهود 350 قتيلا وذكرت مصادرهم أنهم خسروا ألف قتيل وجريح وغنم العرب نحو 350 قطعة سلاح وكميات كبيرة من العتاد والألغام،واستشهد 20 من الجيش العراقي و20 من المناضلين الفلسطينيين و46 من المدنيين،وفور العملية وصل الأمير عبدالإله الوصي على العرش ونوري السعيد رئيس الوزراء وشاع أنهما حضرا للتحقيق مع المقدم عمر علي ومحاسبته لأنه تحرك إلى جنين قبل أن توافق قيادته على ذلك
المصادر
مقالة ل أ.عبد العزيز أمين عرار باحث ومؤرخ فلسطيني
الموسوعة الحرة
(بهجت أبو غربية في خضم النضال العربي الفلسطيني ص 310).