... ...
بكين العاصمة الصينية ستضم ناطحة سحاب فريدة من نوعها من تصميم الشركة الصينية الشهيرة MAD ، كل طابق سيكون مزاحاً عن الطابقين اعلاه و اسفله ليسمح بوجود فراغات اضافية ستتوضع فيها نباتات و شرفات تسمح بوجود فراغات خضراء معلقة و كانها غابة تنمو على البناء الذي سيبلغ ارتفاعه 385 متر،و سيكون بمثابة مجمع لتبادل الثقافة و الفنون في مدينة Chongqing الصينية،و هي محاولة جريئة من الشركة لتحقيق نوع جديد من التطوير العمراني في الصين الذي ياخذ بعين الاعتبار الاستدامة لحث المجمتع على التوجه نحو اسلوب حياة اقل تلويث للبيئة إذ لطاما كانت ناطحات السحاب رمز للقوة و الثروة و العلم في المدن الغربية فكانت فرصةللتاكيد على اهمية العمارة الخضراء و امكانية دمجها باسلوب عصري و حديث في الهندسة المعمارية، بعد ان تخلت في الصين لفترة طويلة عن اهتمامها بالطبيعة التي تواجدت في بيوتها التقليدية بسبب غلبة الطابع الغربي عليها.
Chongqing اختيرت كمقر لهذا البناء الفريد لانها تسجل نمو اقتصادي مذهل و سريع في الصين حيث ان مساحتها ضعفي مساحة بكين بكين و شانغهاي و تيانحين مجتمعة،و هي رباع المحافظات من حيث الاهمية في الصين.
رغم ذلك لم يكن الهدف من البرج كما أسلفنا هو عامل جذب للنمو و الازدهار المادي و الاقتصادي، فجاء ليجذب الاهتمام ايضاً نحو اهمية الرعاية للنمو الاقتصادي في الصين، حيث ان التركيز الجديد بات منصباً على الاستثمار في المحافظات الداخلية بدل التوجه نحو البلدان الغربية.
خلال التصميم طرح المعمارييون عدد من الاسئلة الهامة مثل : ماذا يخبئ المستقبل للمدن ؟ كيف يمكن تبني اسلوب ناطحات السحاب و الابراج في مدينة لا تزال محافظة على طابعها الحضري البسيط ؟ كيف يمكن للمرء مناقشة مستقبل الهندسة المعمارية في بلد مثل الصين و باعتبار عوامل مهمة مثل النمو الاقتصادي و العولمة و التغيير الاجتماعي في البلد؟
و السؤال الاهم كيف يمكن دمج السكن مع الطبيعة التي باتت تنحسر امام المد الهائل للغابات الاسمنتية ؟
الشكل الخارجي للبرج من خلال البلاطات الانشائية التي تشابه في تعرجاتها و الانحناءات تضاريس الجبال لكن بأسلوب دينامكي و برتم معين،فهي لا تاكد على مفهوم الغابة الشاقولية بل بالعكس على العلاقة مابين الفراغات و المناسيب المختلفة على كامل ارتفاع البرج،فنجد حدائق معلقة تكاد تبلغ السماء مع تراسات و شرفات تسمح بوصول انارة كافية الى فراغ السكن الذي يتوضع بهدوء داخل كل طابق،بحيث يكاد الشكل المعماري يذوب ليندمج في فضاء المدينة شأنه شأن بقية العوامل التي تماهى معها كالشمس و الرياح.
هنا يحقق البرج ميزة اضافية و هي الدمج مابين العامل الانساني الذي نلمسه في العمارة الشرقية القديمة و مابين الطابع المداي للعمارة الغربية،و لن يلعب دور الوسيط في"" الآلة المدينة"" بل على العكس سيتم معاملته كجزء حي يتنفس الحياة في وسط مليء بالاسمنت و الحديد.