الرَّوِيّ:حروف الهجاء بالنسبة للروي:
هو الحرف الذي يختاره الشاعر من الحروف الصالحة، فيبني عليه قصيدته، ويلتزمه في جميع أبياتها، وإليه تنسب القصيدة؛ فيقال: قصيدة همزية إن كانت الهمزة هي الرَّوِِيّ كهمزية شوقي، أو لامية إن كانت اللام هي الرَّوِِيّ كلامية العرب ... .
وسمي رويا؛ لأن أصل (رَوَى) في كلام العرب للجمع والاتصال والضمّ، ومنه الرِّوَاء وهو الحبل الذي يشد على الأحمال والمتاع ليضمها، وكذلك حرف الرَّوِِيّ ينضم ويجتمع إليه جميع حروف البيت؛ فلذلك سمي رويا.حروف الهجاء بالنسبة للروي ثلاثة أقسام:
(1) ما يجب أن يكون رويا.
(2) ما يصلح أن يكون رويا أو وصلا.
(3) ما لا يصلح أن يكون رويا.
(1) ما يجب أن يكون رويا:
الحروف التي يجب أن تكون رويا إذا وقعت في القافية أربعة هي:
(1) الهاء إذا سكن ما قبلها سواء أكانت أصلية أم زائدة، مثل:
وتجتنب الأسودُ ورودَ ماءٍ ** إذا كُنَّ الكلابُ وَلَغْنَ فيه
ويرتجع الكريم خميصَ بطنٍ ** ولا يرضى مساهمة السَّفِيْهِ
فالهاء في البيتين هي الروي، وهي في (فيه) زائدة، وفي (السفيه) أصلية، وكلاهما ساكن ما قبله.
(2) الواو في موضعين:
أ- إذا كانت ساكنة مفتوحا ما قبلها، مثل:
ذهب الكرام بأسرهم ** وبقي لنا لَيْتٌ ولَوْ
ب- إذا سكن ما قبلها وهي أصلية، مثل:
عَرُضَ البحرُ وهو ماءٌ أجاجٌ ** وقليلُ المياهِ تلقاهُ حُلْوَا
(3) الياء في موضعين:
أ- إذا كانت أصلية متحركة، مثل:
عداتي لهم فضل عليَّ ومنَّةٌ ** فلا أبعد الرحمنُ عني الأعاديا
ب- الياء المشددة، مثل:
لا تَتْبَعَنْ كلَّ دخان ترى ** فالنار قد توقد لِلْكَيِّ
(4) الكاف إذا كانت أصلية واقعة بعد ساكن، مثل:
هي الدنيا تقول بملءِ فيها ** حذارِ حذارِ من بطشيْ وَفَتْكِيْ
(2) ما يصلح أن يكون رويا أو وصلا:
هناك أحرف تصلح أن تكون وصلا أو رويا بقيود، فالشاعر بين أمرين: إما أن يلتزم حرفا قبلها فيكون هو الروي وتكون هي وصلا، وإما ألا يلتزم حرفا قبلها فتكون هي الروي وفيما يلي تفصيل ذلك:
(1) الألف المقصورة والزائدة للتأنيث أو الإلحاق:
مثال الألف المقصورة: الجوى، الهوى.
مثال الألف التي للتأنيث: حبلى، فضلى.
مثال الألف التي للإلحاق: علقى، أرطى.
(2) الواو الأصلية الساكنة المضموم ما قبلها:
مثالها: يعلو، يحلو.
(3) الياء الأصلية الساكنة المكسور ما قبلها:
مثالها: ينقضي، يرتضي.
(4) تاء التأنيث ساكنة كانت أم متحركة:
مثال الساكنة: انتهَتْ، اشتَهَتْ.
مثال المتحركة: رؤْيَتِيْ، صبْيَتِيْ.
(5) الهاء الأصلية المحرك ما قبلها:
مثالها: شَرِهَ، كرِهَ.
(6) كاف الخطاب إذا تحرك ما قبلها، أو سكن ولم يكن حرف مد:
مثال ما تحرك قبلها: مَعَكْ، أطْلَعَكْ.
مثال ما سكن قبلها: عَنْكِ، مِنْكِ.
(7) الميم إذا وقعت بعد الكاف أو الهاء:
مثال وقوعها بعد الكاف: مِنْكُمْ، عَنْكُمْ.
مثال وقوعها بعد الهاء: مِنْهُمْ، عَنْهُمْ.
تنبيه:
ما يجوز من هذه الأحرف السبعة أن يكون رويا أو وصلا قد يتعين أن يكون وصلا، وذلك حينما يرد في أبيات القصيدة ما لا يصلح أن يكون رويا، مثل: (كارِها)، و(جِوارِها)؛ فهاءُ (كارِهَا) وإن جاز كونها رويا لكن لما جاء بعدها في بيت آخر ما لا يصلح أن يكون رويا وهو هاء (جوارِهَا) تعينت هي أيضا للوصل، وقد يتعين أن يكون رويا إذا لم يلتزم الحرف الذي قبله في آخر كل بيت من أبيات القصيدة كما في كَلِمَتَيْ: (خلتيْ) و (جمتي)؛ فإن تاء التأنيث وإن جاز كونها وصلا كما تقدم لكن لمَّا لم يلتزم الحرف الذي قبلها تعينت هي للرويّ هنا، وقس على ذلك.
(3) ما لا يصلح أن يكون رويا:
الأول: الألف في ستة أحوال هي:
إذا كانت للإطلاق، مثل:
ونكرم ضيفنا مادام فينا ** ونتبعه الكرامة حيث مالا
إذا كانت ضميرًا للتثنية، مثل:
لا أقول اسكنا في هذه الدا ** ر غرورًا ولا أقول استعدا
إذا كانت بيانا لحركة البناء، مثل:
فقالت: صدقت ولكنَّنِي ** أردتُ أعرِّفها مَنْ أَنَا
إذا كانت لاحقة لضمير الغائبة، مثل:
قف بتلك الرمال وانظرْ سناها ** يتجلَّى الجمالُ فوق رُباها
إذا كانت بدلا من تنوين النصب، مثل:
قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا
إذا كانت منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة في حالة الوقف، مثل:
وقولا له: والله ما الماء للصدي ** بأشهى إلينا من لقائِكَ فاعْلَمَا
الثاني: الواو في ثلاثة أحوال:
إذا كانت للإطلاق، مثل الواو من (السلامُوْ) في قول الشاعر:
سلام الله يا مطر عليها ** وليس عليك يا مطر السلامُ
إذا كانت ضمير جمع وقد ضم ما قبلها، مثل:
وليت للناس حظا من وجوههمُ ** تَبِيْنُ أخلاقُهمْ فيه إذا اجتمعُوْا
إذا كانت لاحقة للضمير، مثل:
إذا ترحَّلْتَ عن قوم وقد قدروا ** ألا تفارقَهمْ فالراحلون همُوْ
الثالث: الياء في خمسة أحوال هي:
إذا كانت للإطلاق وتسمى ياء الترنم، مثل الياء من (فارحلِيْ) في قول الشاعر:
حكِّمْ سيوفك في رقاب العذَّلِ ** وإذا نزلتَ بدار ذُلٍّ فارحلِ
إذا كانت ياء ضمير المتكلم (ياء الإضافة)، مثل:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة ** أيا جارتا لو تشعرين بحالِيْ
إذا كانت لاحقة لضمير مكسور، مثل الياء من (تسْتَوْفِيْهِيْ) في قول الشاعر:
أيها الدائب الحريصُ المعنَّى ** لك رزقٌ وسوف تستوفِيْهِ
إذا كانت للمخاطبة، مكسورًا ما قبلها، مثل:
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا ** تعاليْ أقاسمكِ الهمومَ تعالِيْ
أن تكون من بنية الكلمة، مثل:
كُفِّيْ دعاباتِ الجنونِ فما بقي ** لهواكِ معنًى يرتجيه ويتَّقِيْ
الرابع: الهاء في أربعة أحوال هي:
أن تكون للسكت، مثل:
لأبكينَّ لفقدانِ الشبابِ وقدْ ** نادى المشيبُ عن الدنيا بِرِحْلَتِيَهْ
هاء الضمير الغائب الساكنة المحرك ما قبلها، مثل:
اِرضَ من الله يوما ما أتاك ** مَنْ يرضَ يوما بعيشهِ نفَعَهْ
هاء الضمير المتحركة، مثل:
ضعفتْ فحجتُها البكاءُ لخصمِها ** وسلاحُها عندَ الدفاعِ دموعُهَا
الهاء المنقلبة عن تاء التأنيث، مثل:
إنما الدنيا هباتٌ ** وعوارٍ مُسْتَرَدَّهْ
الخامس: النون إذا كانت عوضا عن التنوين الذي يلحق القوافي المطلقة بدلا من حرف الإطلاق، مثل:
أقلِّي اللوم – عاذل- والعتابا ** وقولي – إن أصبتُ - لقد أصابنْ