والمقصود بـ (التشطير) أن يعمد الشاعر إلى أبيات مشهورة لغيره , فيقسم أبياتها
إلى شطرين يضيف إلى كل منهما شطرا من عنده , مراعيا تناسب اللفظ والمعنى بين الأصل والفرع ..
ويشترط في التشطير ألا يكون في تركيبه كلفة ولا حشو , بل أن يزيد الأصل جلاء ومعنى لطيفا .
ومن أمثلة التشطير تشطير أحد الشعراء البيت الشهير :
جزى الله الشدائد كل خيـر ...... عرفت بها عدوي من صديقي
حيث قال :
(جزى الله الشدائد كل خيـر) ....... وإن كانت تُغصّصنـي بريقـي
وما مدحي لهـا حبًّـا ....... ولكـن(عرفت بها عدوي من صديقي)
وشطّر أحدهم بيت شوقي الشهير :
نظرة فابتسامة فسلام .... فكلام فموعد فلقـاء
فقال :
(نظرة فابتسامة فسـلام) .... كل هـذا تبـذّل وخنـاء
أمن الصون صبوة وانقياد ... (فكـلام فموعـد فلقـاء)
وشطّر آخر بيتي عبدالغني النابلسي :
رأيت خيال الظل أكبر عبـرة .... لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوصٌ وأشباحٌ تمرّ وتنقضي ..... وتفنى جميعا والمحرّك باقي!
فقال :
(رأيت خيال الظل أكبـر عبـرة) .... يلوح بها معنى الكـلام لأحداقـي
وفي كل موجود على الحق آيـة ... (لمن هو في علم الحقيقة راقي)
(شخوصٌ وأشباحٌ تمرّ وتنقضي) .... وليس لها مما قضى الله من واقي
لها حركات ثـم يبـدو سكونهـا .... (وتفنى جميعا والمحرّك باقـي!)