مستويات اللغه
اللغة وسيلة إنسانية خالصة يستخدمها الإنسان في الاتصال ببني جنسه ، لنقل أفكاره وانفعالاته ، وهذه الوسيلة لا تكتمل إلا بعد تركبها من
عدد من العناصر ( المستويات ) وهي المستوى ( الصوتي ، الفونولوجي ، الصرفي ، النحوي ، التركيبي ، الدلالي ، الأسلوبي ) .
المستوى الصوتي phonetics Level:
الصوت اللغوي المفرد ( صوامتconsonant ، وصوائت vowels ) هو المادة الخام الأولية التي تتشكل منها اللغة في تركبها، وما
يشير إلى أولية الصوت أن الأصوات اللغوية المفردة لا تحمل دلالات في حد ذاتها إذ يعرَّف الصوت اللغوي بأنه أصغر وحدة لغوية لا
تحمل معنى ، بمعنى أن الإنسان لا يتكلم مستخدماً الأصوات منفرد منفصلة عن بعضها البعض ( لأنه ببساطة يعبر عن معان والأصوات
المفردة لا تقوى على حمل هذه المعاني. وما يشير إلى أهمية الجانب الصوتي في اللغة نجد أنه أكثر الجوانب التي حظيت بالدراسة
والشرح والتحليل ، غذ بدأ أمر دراسة الصوت اللغوي منذ أقدم الحضارات ( الهنود ، اليونان) ثم تطورت الدراسة تطوراً كبيرا على أيدي
العرب أمثال ابن جني وسيبويه ، إلى أن وصلت درجة أصبح معها علم الأصوات علماً قائماً بذاته له مقرراته وقوانينه العلمية ،
المستوى الفونولوجيPhonology level :
يُستخدم النوع الأول من الأصوات ( الصوامت) لتشكيل وحدات لغوية أكبر وهي الجذور ، وهذا المستوى هو أول المستويات اللغوية التي
تقترب من المعاني اللغوية ، إذ أن الجذور هي عبارة عن تركُّب وحدات صوتية ( صوامت) اعتماداً على معاني مقررة ، إذ نجد كل جذر
من جذور اللغة يعبر عن معنى أولي مركزي رئيس .
المستوى الصرفي ( المورفولوجي)Morphology
وهو المستوى الذي يأخذ فيه مستخدم اللغة تلك الجذور ، ويبعث فيها الحياة بإضافة حروف الذلاقة إليها ليحولها إلى مفردات( كلمات ،
مورفيمات) وهي أقدر على حمل المعنى المركزي ، والظلي الذي يعبر عن الحدث أو فاعله ، أو من وقع عليه .. زمانه .... مكانه الخ .
تتكون الكلمات بوضع الأصوات في قوالب صرفية كل منها يعبر عن حالة معينة من حالات مقامات الاتصال اللغوي . مثل الحدث ( الفعل
) زمنه ( ماض ، حالي ، أمر .... الخ)، محدثه( صيغة اسم الفاعل) ، من وقع عليه الحدث ( صيغة اسم المفعول) مكانه ( اسم المكان) ...
الخ وغيرها من قوالب مورفولوجية( صرفية) مثل الصفات ، الأسماء ، الأدوات وغيرها من الصيغ الاشتقاقية.
المستوى التركيبي Structure:
وهو المستوى الأعلى من السابق ، بحيث يقوم المتكلم بعد أن كوَّن المفردات ، يقوم بوضع تلك المفردات في قوالب تركيبية ( جمل) ،
لتحمل المعاني الكلية للفكرة المراد التعبير عنها . ومعلوم لديكم أن كل لغة مهما كانت لها قوالب تركيبية( أي أشكال للجمل) للتعبير عن
المعاني الكلية عن طريق تلك الأشكال التركيبية . ولذا نجد أن أي لغة لها شكل أو اثنين أو أكثر من القوالب التركيبية . مثل ( فعل +اسم +
اسم) ، (اسم+صفة) ، (اسم+فعل) وهكذا .
المستوى النحوي Syntax:
وهو المستوى الذي فيه يدرك المتكلم ومنتج اللغة العلاقات التي تربط عناصر التركيب بعضها البعض ، من خلال سلسلة من العلاقات
الوظيفية (النحوية) ، مثل الفعل وعلاماته ومدى ارتباطه بفاعله الذي يُعرف وفق علامات محددة ، وبمفعوله بعلامته المميزة ..... الصفة
وعلاقتها بالموصوف ...... وغيره من علاقات نحوية . وبناء على إدراك المتلقي هذه العلاقات يمكنه بسهولة إدراك المعنى الكلي للتركيب
، والعكس صحيح ، إذ يستطيع إدراك العلاقات النحوية للتركيب من خلال إدراك المعنى الكلي للجملة (التركيب) .
المستوى الدلالي Semantics:
وهو المستوى الذي من خلاله يربط مستخدم اللغة بين العناصر اللغوية المختلفة وما تشير إليه من معاني ، مثل العلامات ( الكلمات،
والصيغ التركيبية ، النحوية ، المورفولوجية ..... ) وما تدل عليه من معاني . وبمعنى آخر المستوى الدلالي يشمل كل المستويات السابقة .
اذ أن كل الوحدات اللغوية بدأً من الصوت وانتهاءً بالتركيب لها مدلولات تساهم في حمل الفكرة المراد التعبير عنها.
المستوى الأسلوبي Style
وهو المستوى الذي يتعلق بالهيكل الأسلوبي الذي يختاره منتج اللغة لحمل فكرته التي أراد التعبير عنها ، ولذا تعددت الأساليب اللغوية
حسب المقام ، من جهة ، وطبيعة المحتوى المراد التعبير عنه من جهة ثانية ، ووضع المنتج من جهة ثالثة . ويكاد يجمع علماء علم اللغة
الاجتماعي على خصوصية الأسلوب الفرد ، وكادوا يقولون أن لكل فرد من أفراد المجتمع اللغوي له أسلوبه المميز الذي يميزه عن غيره .
الأسلوب حسب طبيعة المنتج :
يختار المنتج الأسلوب الذي يتناسب مع مستواه الفكري وقدراته الذهنية من جهة ، وبيئته الاجتماعية ووسطه الاجتماعي من جهة ثانية بقض
النظر عن مضمون الفكرة أو طبيعة المتلقين . وذلك لأن الشخص تحكمه أمور خارجة عن اللغة ، تلك الأمور هي تلك التي تجعله يعبر عن
أفكاره بطريقة تتناسب مع مستواه الفكري ، وما يميز مجتمعه الطبقي من حوله ... الخ
الأسلوب حسب طبيعة الموضوع :
المنتج يختار الأسلوب من جهة أخرى حسب طبيعة الموضوع المراد التعبير عنه، فيختار أسلوب السرد ، أو أسلوب الإقناع ، أو أسلوب
الإشارة غير المباشرة( الرمزية والإلغاز) ، أو الأسلوب العلمي ، أو المقتضب ، أو الموجز ، أو الاستفهام ، أو التأكيد .... وغيره
الأسلوب حسب طبيعة المتلقي (المقام):
قديما قيل لكل مقام مقال ، فالموقف الكلامي الذي يتم فيه القول ، والذي يحدده ويحكمه ويتسيده المتلقي ، هو الذي يحتِّم علينا استخدام طريقة
بعينها تكون أن مناسبة له . قطعاً أنت حينما تريد نقل فكرة ما إلى طفل صغير فإنك تختاري الأسلوب الذي يناسب سنه ، وعندما نقل نفس
الفكرة لمن هي فس سنك ومستواك ستضعين الفكرة في قالب أسلوبي آخر غير الذي استخدمته مع الطفل الصغير . وبناء على ذلك فإن
الأسلوب الذي نستخدمه مع من هم في سننا يختلف من ماا نستخدمه مع زملاء الدراسة ، أو عامة الناس في الحي ، أو كبار السن أو جنس
الرجال ، أو النساء ، أو ذوي الاحتياجات الخاصة ، أو الأميين ..... وغيرهم من مختلف الفئات الاجتماعية . ولذا لدينا أساليب خاصة
بالصغار ، وأخرى بالنساء ، وثالثة لكبار السن .... وكل فئة من الفئات الاجتماعية
وبناء مما سبق نجد هناك أساليب علمية ، وأخرى أدبية ، وثالثة اجتماعية ، ورابعة فكرية ... وهكذا حسب طبيعة العلم الذي يتم فيه إنتاج اللغة .