فِكرة مختلفة أو إعلان لمؤسسة خيرية، قد تُنشر على شاشات التليفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي دون أي تأثير يُذكر، مرور الكرام هو الوصف الأفضل لها، لكن عند ظهور أحد المشاهير في التفاصيل، وبمجرد دعمه للأمر، تظهر هالة من الهوس تجاه الفِكرة، تنتشر في كل مكان، ويُصبح الأمر مثار حديث الرأي العام.
في الأيام الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام مقاطع فيديو لكبار نجوم السياسية والفن والرياضة يدعمون مؤسسة ''alsa'' التي تكافح مرض ''التصلب الجانبي الضموري'' وهو مرض يؤثر على الخلايا العصبية والنخاع الشوكي ويسبب ضعف في العضلات، وقد يؤدي إلى الشلل.
ويروج المشاهير لتلك المؤسسة من خلال فِكرة قائمة على قيام كلا منهم بسكب ماء مثلج على رأسه وتحدي شخصية أخرى بأن يفعل نفس الأمر، أو أن يتبرع لمؤسسة ''alsa'' بما لا يقل عن 100 دولار.
من الشخصيات العامة التي تحمست للفِكرة ''ساتيا نديلا'' المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، و''ولاري بيج'' المدير التنفيذي لشركة جوجل، و''مارك زوكربرج'' مؤسس فيس بوك، و''بيل جيتس'' مؤسس شركة مايكروسوفت.
ومن الرياضيين اللاعب البرتغالي ''كريستيانو رونالدو'' واللاعب الاسباني ''بيكيه'' ، كما انضم لرَكب المروجين للفِكرة الرئيس الأمريكي السابق ''جورج بوش'' الابن وغيره من السياسيين.
لم يتجاهل نجوم العرب الفِكرة، فسرعان ما ظهرت فيديوهات لفنانين ورياضيين من أنحاء الوطن العربي، معربين عن تضامنهم مع المؤسسة الخيرية، وتحديهم لزملائهم للحصول على مزيد من التبرعات.
''تواجد المشاهير أفضل ترويج لأي فِكرة.. وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لأن التفاعل فوري، ويتيح مشاركة الجماهير مع نجمهم'' يقولها خالد عبدالقادر، مسؤول الإعلام الاجتماعي بمؤسسة أضف، معلقا على الانتشار الواسع لفِكرة ''تحدي الثلج''.
حملة ''تحدي الثلج'' بدأت بمستخدمين غير مشهورين-بحسب عبدالقادر- بشخصين مصابين بالمرض قاما بتحدي أقاربهم وأصدقائهم، لكنها أصبحت حديث العالم بعد دخول مدراء شركات كبيرة ونجوم في مجالات مختلفة.
الحملات التي ترتكز على عوامل التحدي والمرح والبساطة بجانب وجود شخصية محبوبة لها فِعل السِحر على المتلقى، وتصنع حالة من الانتظار والترقب لما ستسفر عنه عملية التحدي، عبدالقادر يوضح ''الفكرة قائمة على تحدي 3 مشاهير والجمهور يتابع عن كثب نتائج ذلك التحدي مما يُحدث انتشار واسع النطاق''.
من أسباب نجاح حملة ''تحدي الثلج'' التي يتبناها مشاهير العالم، من وجهة نظر مسؤول الإعلام الاجتماعي بمؤسسة أضف، هو ابتكار كل نِجم في التحدي، واصباغ أفكاره عليها وأسلوب حياته أو طبيعة عمله، مثل ما قام به ''بيل جيتس''، عندما ظهر في الفيديو الخاص بهم يصمم أداة لسكب
المياة المثلجة على رأسه، أو''ستيفن سبيلبرج'' وهو يجلس على كرسي المخرج.
ويرجح ''عبدالقادر'' اهتمام المشاهير بتلك الحملات الغير هادفة للربح، لأنها تعتبر خير تسويق لهم عند جماهيرهم، ودعاية على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة أن الحملة كانت قد حققت تواجد واسع بالفعل في أيامها الأولى.
المؤسسة الخيرية ''alsa'' حصلت على حوالي 14 مليون دولار في أسبوعين، بسبب الإقبال على التبرع، وهو ما يؤكد-كما يرى ''عبدالقادر''- أن تضامن المشاهير حقق مكسب مهم لمكافحة المرض.
رد مع اقتباس
